تواجه الشركات في منطقة الشرق الأوسط تحديات كبيرة مقارنة بمثيلاتها في بقية دول العالم، من جهة جذب واستبقاء الموظفين الأكفاء ذوي القدرات العالية، حيث ذكر حوالي 70٪ من أصحاب العمل أنهم يواجهون مثل هذه الصعوبات، وفقاً لدراسة أجرتها شركة تاورز واتسون العالمية.
وكشفت الدراسة أيضاً أن نسبة 75٪ من أصحاب العمل في الشرق الأوسط يعتقدون أن نشاط التوظيف قد ازداد خلال العام الماضي، مقابل نسبة 48٪ عالمياً، مما يؤكد أهمية نجاح الشركات في توظيف الموظفين المناسبين والحفاظ عليهم أكثر من أي وقت مضى.
وأوضحت الدراسة أن الموظفين في منطقة الشرق الأوسط يرون أن الفرص الوظيفية والأمان الوظيفي هما أهم عاملين عند البحث عن فرصة عمل جديدة، بينما يأتي الراتب في المرتبة الأولى عالمياً بين عناصر الجذب. وأشارت إلى أنه حتى صغار الموظفين في منطقة الشرق الأوسط، والذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، لا يولون أهمية كبرى للراتب بل يهتمون بشكل أكبر بالفرص المهنية والتعليمية وتحديات العمل، مبينة أن الشركات لا تدرك أهمية الأمان الوظيفي كأحد أهم العناصر للاحتفاظ بالموظفين.
وأضافت، أن نسبة 36٪ فقط من موظفي منطقة الشرق الأوسط مشاركون بشكل فعال ضمن شركاتهم، بينما ذكر أقل من ثلث الموظفين أنهم يفضلون البقاء بشركاتهم الحالية. وقال الدكتور أحمد وعرية، المدير الإقليمي لشركة تاورز واتسون الشرق الأوسط: «في إطار سعي الشركات لتحقيق النمو المربح، ينبغي عليها أن تركز أيضاً على صياغة عرض وظيفي يساعدها على جذب واستبقاء الموظفين ذوي المهارات المطلوبة، وإشراك كافة العاملين من خلال تحقيق توازن مقبول بين احتياجات وتوقعات كل من الموظف وصاحب العمل. وبما أن فرص التقدم الوظيفي هي عامل الجذب الأساسي في منطقة الشرق الأوسط، فإن تحسين الفرص الوظيفية ينبغي أن يكون محوراً رئيسياً للاهتمام لدى كافة الشركات».
وأضاف الدكتور وعرية: «تظهر أبحاثنا أن ثلث مجموع الموظفين فقط يجد صلة واضحة بين أدائه ورواتبه، بينما يعتقد ثلثا الموظفين في الشرق الأوسط أنهم لا يتقاضون الراتب المناسب مقارنة بأقرانهم. ويعكس هذا الأمر خبرتنا بأن العديد من شركات المنطقة لا تنفذ برامج رواتب نموذجية وتعرّف الموظفين بها بشكل فعال. لذا، ينبغي أن يكون برنامج الرواتب الواضح هو أساس اتفاق التوظيف المقنع، من خلال اعتماد فلسفة أجور واضحة وتقديم برامج أجور تنافسية تمتاز بكونها واضحة المعالم لكافة الموظفين».