ساد هدوء حذر صباح أمس الثلاثاء، مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحي القبائل وتنظيم القاعدة من جهة، وجماعة الحوثيين من جهة أخرى.
وقال الصحفي فهد الطويل لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ): إن مدينة رداع تشهد في الوقت الراهن هدوءاً حذراً، متوقعاً نشوب الاشتباكات مجدداً خاصة أن الحوثيين انسحبوا من الشارع العام في رداع ولكنهم ما زالوا يتمركزن في قلعة رداع.
وأشار الطويل إلى سقوط أكثر من 12 قتيلاً والعديد من الجرحى في صفوف الحوثيين منذ مساء أول أمس الإثنين، موضحاً أن اشتباكات هي الأعنف شهدتها رداع في وقت متأخر من ليل الإثنين/الثلاثاء وأنها تحولت إلى حرب شوارع كما وجهت عناصر القاعدة والقبائل القذائف إلى الحوثيين في قلعة رداع.
ولفت الطويل إلى أن مسلحي القبائل والقاعدة هاجموا الحوثيين بشكل مباغت من ثلاث جهات في المدينة وهي نقطة دار النجد وشرق رداع والشمال الشرقي للمدينة، مشيراً إلى أن العديد من المواطنين بدأوا في النزوح من تلك المناطق خوفاً من تجدد الاشتباكات.
وقال أحد شيوخ آل الذهب المعروفة بمناصرة القاعدة في مدينة رداع لـ (د.ب.أ): إن عناصر القاعدة وبمساندة من رجال القبائل دكوا جميع نقاط تمركز الحوثيين، مؤكداً أنهم لن يسمحوا للحوثيين بالبقاء داخل المدينة. دعوة أمريكية للمحاسبة
من جهة أخرى دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق حكومي يفضي إلى محاكمة المتسببين في اغتيال أحد أبرز زعماء المعارضة اليمنية، حسبما ذكرت وزارة الخارجية أول أمس الإثنين، في واشنطن. ويأتي ذلك بعد اغتيال محمد عبد الملك المتوكل (72عاما)، وهو كاتب والأمين العام لحزب اتحاد القوى الشعبية المعارض، برصاص رجل كان يركب دراجة نارية الأحد الماضي، في العاصمة اليمنية صنعاء.
وأدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي عملية الاغتيال.
وأضافت: "إننا نحث الحكومة اليمنية على إجراء تحقيق كامل وتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة ... فالتحديات في اليمن، وخاصة الآن، تتطلب أصواتا معتدلة والتزاما بحل سريع وسلمي للخلافات".
وتابعت: إن اليمن الذي يمزقه الصراع يمكنه فقط التعامل مع التحديات الراهنة من خلال الحوار السياسي، داعية جميع الجماعات في البلاد للعمل معاً.
وأوضحت: "العنف والترهيب لا مكان لهما في مجتمع مدني وديمقراطي ... الولايات المتحدة تظل ملتزمة تماماً بدعم الشعب اليمني في مسعاه لدفع عجلة التحول التاريخي في بلاده".
الاتحاد الأوروبي يرفض العنف
جدد الاتحاد الأوروبي أمس، رفضه لكافة أشكال العنف والإرهاب في اليمن داعيًا إلى حشد الجهود لتطبيق اتفاق السلام والشراكة في هذا البلد.
وأدانت المتحدثة باسم خدمة العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي كاثرين راي جريمة اغتيال الأمين العام لاتحاد القوى الشعبية اليمني محمد عبد الملك المتوكل، الأحد الماضي. وقالت في بيان: "نشدد على ضرورة تحقيق الأمن كشرط أساسي لنجاح العملية السياسية".
وجددت دعم الاتحاد الأوروبي للجهود التي يبذلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بهدف بسط الاستقرار في اليمن.
مجلس التعاون يدين الاغتيال
من جهته، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني اغتيال عضو المجلس الأعلى لاتحاد القوى الشعبية في اليمن الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.
ووصف الزياني في تصريح صحافي اغتيال الدكتور المتوكل بـ"العمل الإرهابي الجبان" الذي يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والانسانية".
واعتبر اغتياله "خسارة كبيرة لليمن وقواه السياسية الوطنية والمسيرة السلمية لما عرف عنه من مواقف وطنية مخلصة وما بذله من جهود متواصلة لدفع العملية السياسية في اليمن".
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن أمله في سرعة القبض على مرتكبي هذا الحادث وتقديمهم للعدالة. مقتل 20 من القاعدة
ميدانياً، ذكرت مصادر قبلية أن عشرين مسلحاً من تنظيم القاعدة قتلوا في غارتين شنتهما طائرة اميركية من دون طيار على موقع للمتطرفين في منطقة رداع بوسط اليمن.
وأكدت المصادر لوكالة أنباء فرانس برس أن الغارتين استهدفتا المسلحين في بلدة يكلة شرق رداع الواقعة في محافظة البيضاء والتي تعد من معاقل تنظيم القاعدة وتشهد مواجهات حالياً بينهم وبين المتمردين الحوثيين الشيعة.
وتشهد رداع منذ اسابيع، معارك بين القاعدة التي سيطرت على عدة أنحاء منها، والحوثيين الذين ينتشرون بدورهم في مناطق أخرى.
وشن الطيران اليمني والطائرات الاميركي من دون طيار مؤخراً، عدة غارات استهدفت تنظيم القاعدة في المنطقة.
وأفادت مصادر قبلية أن 22 مسلحاً من المتمردين الحوثيين الشعية قتلوا، ليل الإثنين الثلاثاء، في هجمات استهدفت معاقلهم ونقاطهم في مواقع مختلفة من مدينة رداع.