استنكر عدد من المثقفين بالاحساء ما حدث من جريمة ارهابية في قرية الدالوة، وقالوا إن ما وقع لن يؤثر على سكان الاحساء الذين عرفوا بأنهم أهل للتعايش والسلم على مدى التاريخ، وإن يد الارهاب والارهابيين تظل قاصرة مهما فعلت ومهما حاولت.
وقال عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل ورئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري إن هذا الحادث مستهجن ومرفوض، ومجتمع الأحساء مترابط بجميع أطيافه ولا يمكن أن تؤثر فيه مثل هذه الأعمال الرعناء غير المسؤولة، داعيا الله للمتوفين بالرحمة والمغفرة وللمصابين بالشفاء العاجل، وقال: «نشد -الحقيقة- على يد رجال أمننا البواسل الذين يسهرون على أمن الوطن والمواطن»، ونقول كلنا والله رجال أمن لحماية هذا الوطن ومواطنيه والمقيمين فيه ومكتسباته من عبث العابثين الذين باعوا دينهم ووطنهم وأمتهم، وأصبحوا أدوات لفكر ضال منحرف لا يمت للدين والأخلاق بأدنى صلة، حفظ الله هذا الوطن وقيادته ومواطنيه».
وأشارت الكاتبة والمستشارة في الحوار معصومة العبدالرضا الى أن الدين براء من شريحة تنقض على القيم وتبيدها، وقالت: أكاد أشير الى ان حادث القتل والترويع في قرية الدالوة بات جرحا يصيح في كيان كل معتنق للدين الإسلامي، وإنهم بفعلتهم الشنعاء وحراكهم الرخيص يستهدفون هدم الدين أولا وتمزيق الوحدة الوطنية، وتفكيك أواصر عرى الإنسانية التي هي قيم موروثة لسكان الأحساء من رحم فقه الحوار والتواصل والتسامح والتعايش منشؤها إرادة السلام، ولا يخفى على كل حصيف اننا أمام موجة عارمة من الدمار الشامل إن لم نقف وقفة استعداد، وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم، فلنضاعف الجهود في تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ كل ما يدعو إلى تصدع مملكتنا الشامخة». وأدان الشاعر جاسم الصحيح، الجريمة النكراء التي تمخضت عن شهادة كوكبة طاهرة من الشباب الشهداء أخذهم هؤلاء المجرمون على حين غرة. وأضاف الصحيح معنونا الموقف «بالأفاعي دخلت إلى الحديقة»، فإن هذه الجريمة هي جريمة كبرى في حق الإنسانية أولا، كما أنها جريمة في حق الوطن الذي نعيش جميعا تحت ظلال أمنه وأمانه، وإن هذه الجريمة إرهابية ولا يمكن أن ننظر اليها من أي زاوية أخرى، فهؤلاء المجرمون لا دين لهم ولا طائفة ينتمون إليها، وإنما هم مجموعة من الأفاعي دخلوا إلى الحديقة وقتلوا بعض العصافير وأفزعوا البعض الآخر ساعة من الزمن، ولكن هذه الحديقة لن تفقد خضرتها أبدا ولن يموت فيها الورد الناضر الذي يتألق على كل غصن من غصونها الآدمية الجميلة، وأضم صوتي إلى كل الأصوات المطالبة بالقصاص العادل والسريع لهؤلاء الشهداء من القاتلين، فهذا القصاص هو القادر على أن يوقف زحف هذه الغربان الناعقة ببنادق الحقد في آفاق وطننا الآمن».
وقال الاستاذ المساعد بكلية آداب جامعة الملك فيصل بالاحساء الدكتور سامي الجمعان: إن يد الارهاب والارهابيين تظل قاصرة مهما فعلت ومهما حاولت، واستهدافها لهؤلاء الناس الابرياء ما هو الا محاولات فاشلة لإثبات نجاحهم، بينما الواقع يقول انهم يخسرون الحياة والآخرة، ثم انهم على ما يبدو جاءوا في المكان الخطأ باستهدافهم اللحمة الوطنية عبر بوابة حصينة هي محافظة الاحساء التي تربى أهلها على التآلف والتوافق والتلاحم، وبني مجتمعها الآمن على السلم ومحبة الخير، وتظل الاحساء جزءا من هذا الوطن الغالي؛ وتظل النموذج الاول فيه للتعايش السلمي والتوافق المذهبي إذا ما أشرنا الى التعددية الطائفية في الاحساء، ولا نقول إلا ان الارهاب فعل خسيس وجبان، ما ذنب أناس غافلين لا حول لهم ولا قوة؟ ولكن يبقى الارهابي مختلا عقيلا ويظل فكره مرتبكا وأهدافه فاشلة، وسيبقى الوطن عاليا وأهله متماسكين، ولن ينجح هؤلاء الضالون في زعزعة أو تفريق صفوفنا المتماسكة قيادة وشعبا.