كون عدد من العائلات السعودية فريقا تطوعيا يهدف للوقوف مع الأطفال المصابين بالسكري معنويا عبر زياراتهم في منازلهم والجلوس معهم وتقديم يد العون لهم وتسهيل الصدمة التي قد تعتريهم بعد معرفتهم بإصابتهم بالسكري خاصة في المراحل الأولى من المرض. ويأتي تشكيل هذا الفريق بإشراف من جمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية التي نظمت أول أمس برنامجا توعويا بمناسبة اليوم العالمي للسكر حضره ما يقارب 200 عائلة سعودية في مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية "سايتك". وجاء هذا التحرك من الأسر بعدما صنفت المملكة ضمن الدول العربية الأعلى من حيث نسبة الإصابة بالسكري من الاتحاد الدولي للسكري.
وقدمت الجمعية على هامش البرنامج عددا من المحاضرات التوعوية والتثقيفية إلى جانب توفير بعض الأركان الترفيهية للأطفال المصابين بالسكري بجانب مشاركتهم في" نادي الابتسامات الحلوة" مع الأطفال الأصحاء جنبا إلى جنب في رسم لوحة المحبة والسلام التي يشرف عليها الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن. من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عبدالعزيز التركي، أن تبني العائلات السعودية بأنفسهم الذين لديهم أطفال مصابون بالسكري سيحقق الطموح ولن يكون لدى العائلة السعودية التي لديها أطفال مصابون بالسكري في المراحل الاولى أي جهل بكيفية التعامل مع الطفل المصاب في فتراته الأولى من الإصابة التي تحتاج لوقفة نفسية مع العائلة ومع الطفل وكيفية التعامل مع هذا المرض، خصوصاً فيما يتعلّق بالتغذية والعوامل النفسية والانتظام في العلاج. لافتا إلى أن هذا المرض بات وباءً يمس حياة ربع سكان المملكة تقريباً، كما أن طبيعة مرض السكري بالذات لا تنتهي بأخذ العلاج فقط، بل يهيمن المرض على جميع مناحي الحياة اليومية للمريض، ما يعني ضرورة أن تكون مواجهة هذا المرض سلوكية اجتماعية إعلامية تجارية تعليمية دينية.
فيما كشف أمين عام الجمعية خبير تعزيز الصحة د. كامل سلامة، أن الأرقام الصادرة عن الاتحاد الدولي للسكري (IDF) توضح إصابة 24 % من سكان السعودية بمرض السكري. وتوقع الاتحاد الدولي أن يرتفع مجمل عدد المصابين بمرض السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 32.6 مليون في 2013م إلى 59.7 مليون مريض بحلول عام 2035م أي نحو 14 % من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتعتبر المملكة جزءا من هذا القطاع. محذراً من خطورة الوضع وانتشار مرض السكري بشكل واسع في المجتمع السعودي، حيث تصل نسبته لأعلى من 25 % في فئة ما فوق 30 سنة، كما تحتل المملكة المرتبة الثالثة عالمياً في انتشاره وفقاً لوثيقة "الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة 1430-1440هـ".
وأضاف التركي: ما يثير القلق تجاه سلوك داء السكري من النمط الثاني في المملكة أنه بدأ يطال فئات عمرية مبكرة بما في ذلك الأطفال البدناء، في حين أنه لم يكن يُسجّل هذا النمط من السكري، إلى حين قريب سوى لدى البالغين. وقال : " ينتشر وبشكل واضح العديد من عوامل خطورة الإصابة به وتأتي في مقدمتها السمنة التي تصل نسبتها في المجتمع السعودي إلى 36 % لدى البالغين، عدا زيادة الوزن التي تتجاوز 60 % من المجتمع، إضافة إلى الخمول البدني الذي تشكل نسبته 80% لدى البالغين في مجتمعنا.