تنتشر بمحافظة حفر الباطن عشرات قصور الأفراح إضافة إلى الاستراحات التي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين، لاسيما أنها المكان الذي يجدون انه الأنسب لإقامة حفلات الزواج واستقبال الضيوف الذين يشاركونهم بالفرح اضافة إلى المناسبات الاجتماعية الأخرى.
وعند النظر إلى الطاقة الاستيعابية لتلك الصالات نجد أن بعضها يفوق الـ300 مقعد، مما يتطلب الاهتمام بقضية الأمن والسلامة خاصة في ظل وقوع بعض الحوادث في الصالات، كما يلوح بالأفق بعض الاحتياجات الضرورية والهامة بداخل الصالات.
إطلاق النار
قال عضو المجلس البلدي بالقيصومة فلاح بن صالح الحربي: مما لا يخفى على الجميع أهمية توفر أدوات ومتطلبات السلامة في الأماكن العامة والخاصة، خاصة تلك التي تحتضن مناسبات اجتماعية كقصور الأفراح والاستراحات.
ولكن في الواقع نرى عكس ذلك خاصة في الاستراحات، فلا توجد وسائل سلامة مناسبة كأجهزة الإنذار وطفايات الحريق ومخارج طوارئ مناسبة للأعداد التي تحضر تلك المناسبات، مع العلم أننا لا ننكر دور الدفاع المدني في الكشف على قصور الأفراح ولكن التلاعب يأتي من أصحابها إما بتوفير هذه الأجهزة أثناء الكشف فقط أو بحيل أخرى، واضاف الحربي: إن السلامة لا تقتصر على الأرواح داخل القصور والاستراحات فهناك هم اخر انتشر مؤخرا وبدون رادع ألا وهو إطلاق النار ابتهاجاً وفرحا وسرعان ما ينقلب لحزن بسبب طلقة طائشة، وحادثة الزواج في محافظة بقيق ليست بعيدة عن ذاكرتنا، فهل ننتظر حادثة أخرى في محافظتنا الغالية؟
تدريب مختصين
وقال المواطن ثامر بن حمدان العنزي إنه من الضروري ايجاد مختصين داخل الصالات تحت مسمى رجل أمن وسلامة للرجال ومسئولة أمن وسلامة لدى قسم النساء ولا بد من تدريبهم من قبل الدفاع المدني، كما يجب الزام القصور والصالات بوضع نقاط تجمع مرتبطة بمخارج الطوارئ خاصة للنساء، ومن الضروري أن تكون هناك منطقة تعتبر نقطة تجمع داخل السور الخارجي، إضافة إلى انه من الضروري على مسئولي القصور توضيح آلية الاخلاء وطريقتها، ويتم توضيحها من خلال لوحات أو حتى شاشة عرض يتم من خلالها عرض فيلم قصير أثناء اقامة الحفلات لتعريف الحاضرين وخاصة النساء على طريقة الاخلاء والتعامل مع الخطر؛ من أجل تثقيف وتوعية الشريحة الكبرى من أفراد المجتمع.
كما نلاحظ أن ظاهرة المسيرات أثناء الزواجات أخذت تتفاقم دون رادع رغم ضررها الكبير وعرقلتها للحركة المرورية واشغالها الجهات الأمنية، إضافة إلى أنها قد تؤخر عمل الدفاع المدني والهلال الأحمر خصوصا أثناء وقوع الحوادث، ولابد من الصرامة حيال هذه الظاهرة وأن تتم اقامة حملات توعوية قبل الاجازات الرسمية تقوم بها الجهات المعنية تستهدف من خلالها أكبر عدد من الشباب.
تجهيزات ضرورية
وقال الإعلامي محمد الفيصل: للأسف كل ما يحيط باحتفالاتنا سواء من تجهيزات في مواقع الاحتفال أو حتى في بعض التصرفات التي نقوم بها في سبيل التعبير عن فرحتنا هي أمور من شأنها -لا قدر الله- أن تحول هذه الأفراح إلى أتراح، فالمدقق مثلا في «قصور الأفراح» يجد فيها «قصورا» في تجهيزات السلامة، فبعض هذه القصور تكاد تخلو من مخارج الطوارئ في حين عدد هذه المخارج في قصور أخرى غير قادر على تنظيم خروج الناس في حالة وقوع ما لا تحمد عقباه في ظل وجود تجاوزات خطيرة ترافق الاحتفال مثل ما يعرف بالكوش ودخول التمديدات الكهربائية التي تشكل خطرا لضعفها من جهة وزيادة العبء على محولات الكهرباء لهذه القصور من جهة أخرى، وفيما يخص مسيرات الزواج فهي قصة نجد فيها الكثير من التجاوزات التي باتت بحاجة لنظام رادع، فعملية اطلاق النار وتعطيل حركة المرور وازعاج الاخرين تصرفات لا يمكن أن تمت للفرح بصلة وأصبحت هاجسا يؤرق الجميع.
تطبيق اللوائح
وأضاف المواطن رياض خليل الرسلاني: يجب على الجهات المعنية أخذ التعهدات اللازمة والصارمة على مستأجري الصالات والقصور أثناء قيامهم بحجز مسبق، وكذلك ضرورة تطبيق اللوائح والأنظمة على الجميع سواء الملاك أو المستأجرين وهذا سيقي من وقوع بعض التجاوزات الخاطئة التي أخذت تظهر بشكل كبير على السطح وخصوصا وقت الاجازات الرسمية وموسم الزواجات المعتادة، اضافة إلى انه من الضروري وجود أمن داخل القصور والصالات من الجنسين يساهم بالتقليل من التجاوزات ويتابع معايير السلامة داخلها.
كما انني أناشد الجهات الأمنية من شرطة ومرور متابعة زفات العروس بدءا من الفنادق وانتهاء بالصالات، فما نشاهده مؤخرا هو مظاهر غير حضارية من قبل البعض قاموا بتجاوزات بأغلب شوارع المحافظة الرئيسية، اضافة إلى ما ينجم عن هذه المسيرات من أخطار على المارة وتعطيل الحركة.
كما أتمنى من الدفاع المدني تكثيف جهوده ومتابعة الصالات والقصور بشكل مفاجئ ودوري، وإلزام ملاك الصالات بوضع اللوحات الارشادية والتوجيهية في الداخل؛ لتوضيح مداخل ومخارج الطوارئ، كما انه من الضروري ازالة التركيبات التي يضعها البعض للزينة والمصنوعة من الاقمشة على الجدران أو عند المداخل، ومن الضروري على الجهات المعنية تكثيف الحملات التثقيفية والتوعوية للمواطنين والمتعلقة بالأمن والسلامة وآلية التعامل مع الحوادث التي تنجم لا قدر الله.
غير حضارية
وأضاف رئيس فريق إنقاذ التطوعي، عوض بن جبران العنزي، ان ظاهرة المسيرات التي تحدث في حفر الباطن عند المناسبات ظاهرة غير حضارية لما يقوم به المحتفلون من تعطيل للسير وإزعاج للمارة، فالكثير من الحالات التي تعترضها مثل هذه المسيرات تكون في طريقها للإسعاف ولولا لطف الله لحدث ما لم تحمد عقباه، وبالرغم من جهود إدارة مرور حفر الباطن إلا أن المأمول والمنتظر أكبر من ذلك، ونتمنى أن يتم تطبيق عقاب رادع للبقية لا سيما وأنظمة وزارة الداخلية تنص على ايقاع أقصى العقوبات على من يحمل السلاح أو يعرقل السير، كما طالب العنزي فرق الدفاع المدني بالتشديد والمتابعة على قصور الأفراح وخاصة القسم النسائي منها حيث نشأت موضة تجهيز قاعات الأفراح بتغطية الطاولات والكراسي والجدران بالزينة والأسلاك المضيئة والأقمشة القابلة للاشتعال والتي تعتبر قنبلة موقوتة قابلة للاشتعال في حالة حدوث شرارة فقط -حمانا الله وإياكم-، وللأمانة فإن متطلبات الأمن والسلامة كطفايات الحريق وكاشف الدخان ومخارج الطوارئ متوفرة وتحظى بمتابعة من قبل الدفاع المدني وجهدهم واضح غير أننا حين نبدي ملاحظات فهدفنا عدم وقوع كوارث -لا قدر الله-.
من جانب آخر لوحظ في الآونة الأخيرة اطلاق الأعيرة النارية أثناء اقامة الاحتفال الذي يعد مزعجا ومثيرا لخوف السكان الذين يقطنون حول الصالات، اذ أنهم أكثر عرضة لسقوط تلك الأعيرة مما يسبب ضررا كبيرا لمن تسقط عليه، فقد شهد العام الماضي اختراق رصاصة لسقف مواطن في القيصومة وسقوط أخرى على سيارة مواطن بحفرالباطن، وكذلك اصابة عامل بيده اثر سقوط عيار ناري عليه بفناء سكنه.
يذكر أن من بعض المطالب التي يرى المواطنون أنها ضرورية لسلامة قصور الافراح والاستراحات وجود مداخل لخروج الطوارئ، كما انتقد المواطنون العديد من السلوكيات التي تصاحب مسيرات الزفة وما يصاحبها من تجاوزات خطيرة كعرقلة الحركة المرورية والسلوكيات المرورية الخاطئة كالتفحيط وعند الدخول أيضا نجد أن البعض يحرص على تلبيس الجدران الداخلية بمواد سريعة الاشتعال والسماح بوضع ما يعرف بالكوش التي تكون عادة من مواد ايضا قابلة للاشتعال، كما يغيب عدد من أنواع الطفايات الضرورية ويكتفى بالعادية.
توفير متطلبات السلامة بالقصور يحمي المترددين عليها
اشتراطات السلامة في قصور الأفراح مطلب ضروري
