أقامت لجنة النشاط المنبري بالنادي الأدبي بالرياض، أمس الأول، ندوة عن الروائي السوداني الكبير الطيّب صالح (1929 - 2009م)، شارك فيها نائب السفير السوداني الدكتور خالد فتح الرحمن، والقاص عبدالله بن محمد الناصر، وأدارها الدكتور سلطان القحطاني، بحضور عدد كبير يتقدمهم السفير السوداني، والسفير الجزائري، ومدير عام الأندية الأدبية الدكتور أحمد قران الزهراني، ورئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري، وعدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
وكانت البداية عند مدير الندوة الدكتور القحطاني باستذكاره لمزاملته للراحل السوداني الطيّب صالح، الذي تنقل بين عدة مواقع مهنية ليعمل لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، ليرحب بعدها بالحضور والجميع، ليتحدث الدكتور خالد فتح الرحمن الذي شكر النادي على هذه الفرصة للمشاركة في الحديث عن الطيّب صالح، وقال: "أبدأ بالحديث في مجال الذكريات وليس النقد، إذ علاقتي الشخصية بالطيّب صالح كبيرة جداً، وأنتمي للمنطقة التي ينتمي إليها، وقبل أن أواجهه قرأت عنه الكثير، ومنها بأنه لم يكمل دراسته الجامعية؛ لحصوله على وظيفة بهيئة الإذاعة البريطانية الـ «بي بي سي»، وحينما عينت مستشاراً في السفارة السودانية بلندن قررت أن ألتقيه، ولكن كيف لي أن أصل له، وسمعت حينها بأن له علاقة بالملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بلندن، ومن خلال ذلك أتتني المجلة الثقافية من سفارة المملكة التي يشرف عليها عبدالله الناصر، وكان مستشار هذه المجلة هو الطيب صالح، وهو ما مكنني من مقابلته".
بعدها تناول فتح الرحمن علاقته بالطيب صالح، وقال: "هو شخصية فيها تسامح وأدب، ومن الدائرة الإنسانية الطيب صالح إنسان عادي خرج من قرية صغيرة، وهو بسيط جداً في تعامله مع الآخرين".
بعدها تحدث عبدالله الناصر وقال : "في الواقع معرفتي بالطيّب صالح قد تكون معرفة مختلفة، فقد عرفته طفلاً عندما كنت بالدرعية وكان عمي صالح الناصر رجلاً مثقفاً وله مكتبة فيها الكثير من الكتب وفيها كثير من الروايات، وكان على صلة بإذاعة لندن وكان الطيّب يدير ندوة المستمعين في الإذاعة، وكان عمي يراسل الـ «بي بي سي العربية» وكنا نجلس عند المذياع؛ لكي نسمع الطيّب صالح وهو يردد اسم عمي وهذه معرفتي الأولى به".
بعدها عرج الناصر إلى بداية معرفته بالراحل وقال: من المعروف أن للسودانيين فضلا كبيرا علينا في التعليم، وعندما شاءت الأقدار أن أكون ملحقاً ثقافياً ببريطانيا، قمت منذ وصولي بالبحث عن الطيّب صالح، وفي ذات يوم كانت هناك ندوة وفوجئت بوجوده فيها؛ ما جعلني أنسى الندوة والحضور، لتبدأ علاقتي به في تلك اللحظة".
وأضاف الناصر: ما رأيت رجلاً ورأيته أكبر مما سمعت إلا الطيّب صالح عملاقاً بأدبه وأخلاقه وثروته اللغوية، ومحبته للتراث والعروبة والعرب والإسلام والمسلمين، ثم ذكر حبه للجزيرة العربية أكثر وبشعرها أكثر أيضاً، مشيرا لحبه للشاعر ذي الرُّمة، كما انه معجب بشكل كبير بالشيخ عبدالعزيز التويجري.
وذكر الناصر أن له مع الطيّب صالح ثلاث رحلات: الأولى إلى (الجبيلة) شمال الرياض التي وقعت فيها معركة بين المسلمين والمرتدين، وقتل فيها زيد بن الخطاب -رضي الله عنه-، والرحلة الثانية إلى ديار صاحبه ومحبوبه الشاعر ذي الرُّمة وهي (شوية) وقال: لا أستطيع وصف شعور الطيّب لكم وهو يلمس كثبان الرمال وكأنه يشم رائحة ذي الرُّمة، وكان يردد قصائده، اما الرحلة الثالثة فإلى الأماكن التي عاش فيها الشاعر الصمّة القشيري غرب مدينة الرياض قرب تبراك والجله.
بعدها بدأت المداخلات من الحضور، وممن أسهم في ذلك الدكتور معجب العدواني والدكتور عبدالله المعطاني ونايف رشدان ورجاء عبدالقادر والدكتور حسين الحربي، وفي نهاية الندوة كرّم رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري المشاركين في الندوة.
المشاركون في الندوة