قال مسئولون في قطاع الاعمال السعودي: إن تطبيق العزل الحراري في المباني يحقق الراحة والتوفير في استهلاك الطاقة، مؤكدين أن استضافة الغرف التجارية لورش العمل حول العزل الحراري تنطلق من الحرص على تعزيز جانب التوعية بأهمية العزل الحراري في قطاع المباني.
وتشهد المملكة نمواً اقتصادياً وصناعياً لافتاً، تطلَّب المزيد من الاستهلاك المحلي للطاقة، إلا أن هذا الاستهلاك المتسارع كشف عن عدم الكفاءة في استهلاك الطاقة مما أدى إلى هدرها، حيث من المتوقع استمرار نمو هذا الاستهلاك بمعدل يتراوح بين 4-5 % سنوياً، حتى عام 2030م، ما لم تُتخذ إجراءات حيال تغيير الأنماط الحالية لاستهلاك الطاقة.
وأطلق المركز السعودي لكفاءة الطاقة حملة توعوية للمستهلك للتعريف ببرامج ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، من أجل تغيير العديد من المفاهيم والسلوكيات لديه، وتعريف المستهلك، والمكاتب الهندسية، والمقاولين، والمطورين العقاريين، وكل من يرغب في بناء مبنى جديد، بأهمية العزل الحراري في المباني وفوائده.
ورأى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة الدكتور محمد فرج الخطراوي، أن المدينة المنورة من أكثر المدن حاجة لمثل مشروع «العزل الحراري» وغيره من المشروعات المرتبطة بالبيئة وبمعايير عالية تصل إلى حد الاحتراف خاصة في ظل ما تشهده طيبة الطيبة من نهضة تنموية وعمرانية، تتمثل في التوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف وما تتطلبه من مشاريع مصاحبة ومشاريع الاسكان ومشروع دار الهجرة الذي يشتمل على انشاء 140 برجاً سكنياً وتجارياً، إلى جانب مشروع التراث العمراني والفنادق التراثية بالعلا، والعديد من المشاريع الصناعية والتجارية والخدمية بالمدينة المنورة ومحافظاتها.
وأوضح أمين عام الغرفة على عواري أن غرفة المدينة تضع أهمية كبيرة لمشروع العزل الحراري وتطبيقه على المباني السكنية، حيث يلامس أهم قطاع من قطاعات غرفة المدينة والمتمثل في قطاع العقار والمقاولات، مبيناً أن غرفة المدينة المنورة بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية سوف تنظم ورشة عمل عن تطبيق العزل الحراري الإلزامي على المباني السكنية.
وذكر أن أهمية العزل الحراري تتمثل في حماية مواد إنشاء المبنى من تغيرات الطقس الخارجية، التي تؤثر على مواد البناء خاصة ومنطقة المدينة المنورة تشهد تغيرا ملحوظا في درجات الحرارة.
وأفاد رئيس لجنة المكاتب الهندسية بغرفة المدينة المهندس كمال القبلي، أن أهمية العزل الحراري تكمن في خفض استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التكييف والحفاظ على الأثاث وتماسك المبنى، مما يزيد من العمر الافتراضي للمبنى، مشيراً إلى أن البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة الذي تشارك فيه عدة جهات يقدم مجهودا مقدرا من خلال عمل ورش للمكاتب الهندسية، بهدف تقديم عرض عن تطبيق العزل الحراري الإلزامي على المباني السكنية.
من جهته لفت رئيس لجنة المقاولين بغرفة المدينة المنورة ياسر السحيمي، أن العزل الحراري يكتسب أهمية خاصة للمدينة المنورة باعتبارها مدينة عالمية ينتظر أن تطبق فيها المعايير الدولية بشكل احترافي في كافة المجالات المرتبطة بالبيئة، وبذات الاهتمام الذي تحظى به البنية التحتية من طرق وخدمات خاصة، مضيفاً أن المدينة المنورة تشهد نهضة شاملة ومشاريع عملاقة في مقدمتها التوسعة الكبرى للحرم النبوي الشريف ومشاريع الإسكان ومدينة المعرفة وغيرها من المشاريع الإنشائية.
وتحدث رئيس اللجنة العقارية بغرفة المدينة المنورة طلال العمري عن الأهمية الخاصة التي يكتسبها العزل الحراري بالنسبة للمنطقة على نحو خاص، حيث تشهد العديد مشروعات عملاقة بما يحتاج إلى اجراءات بيئية وإجراءات سلامة تتناسب ومدينة المصطفى - عليه أفضل الصلاة والسلام - لاستضافتها الموسمية لملايين الحجاج والزوار.
وخلص الى أن الدراسات التي أجراها المختصون في العزل الحراري أثبتت أن تطبيقه في المباني يؤدي الى نتائج ممتازة في الراحة والتوفير في استهلاك الطاقة، ويعمل البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة على معالجة واقع افتقار أكثر من 70 % من المباني السكنية القائمة إلى العزل الحراري، وما أدى إليه هذا الواقع من زيادة استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التبريد.
ونظراً لمساهمة العزل الحراري في خفض استهلاك الطاقة في المباني بنسبةٍ تتراوح بين 30- %40، فقد عَمِل البرنامج على تسريع تنفيذ الأمر السامي، الصادر في عام 1431هـ، بتطبيق العزل الحراري بشكلٍ إلزامي على جميع المباني الجديدة، عبر تحديث المواصفات القياسية لمواد العزل الحراري، وتحديد قيم معامل الانتقال الحراري للمباني ومراقبة تنفيذهما، حسب الآتي:
تحديث (13) مواصفة قياسية لـ (10) مواد عزل حراري، إضافة إلى إصدار مواصفة قياسية جديدة لمادة عزل حراري.
وتطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي في (24) مدينة في المملكة، كمرحلة أولى، وسيتم لاحقاً تطبيقه في بقية مدن المملكة.
إصدار لائحة فنية لقيم معامل الانتقال الحراري للمباني، التي تحدد معامل الانتقال الحراري للأسقف والأرضيات والجدران والنوافذ والأبواب الزجاجية، وذلك بتقسيم المملكة إلى ثلاث مناطق مناخية. وسيبدأ العمل باللائحة في المرحلة الأولى في صفر القادم وفي المرحلة الثانية في ربيع الثاني 1438هـ الموافق يناير 2017م.
كما تقرر اعتماد آلية موحدة للحصول على "شهادة تنسيق" من الشركة السعودية للكهرباء قبل الحصول على رخصة البناء، لمساعدة الشركة في التخطيط لإيصال الخدمة الكهربائية للمبنى وتعهد المكتب الهندسي والمالك بتطبيق العزل الحراري في المبنى المزمع إنشاؤه قبل الحصول على رخصة البناء، وتحمل مسؤولية عدم إيصال الخدمة الكهربائية للمبنى في حال عدم التطبيق.
وتم تكليف الشركة السعودية للكهرباء بالقيام بثلاث زيارات ميدانية للمبنى خلال مرحلة الإنشاء، للتأكد من تطبيق العزل الحراري. وقد قامت الشركة خلال الستة الأشهر الماضية بأكثر من (100) ألف زيارة ميدانية، للتأكد من تطبيق العزل الحراري لنحو (52) ألف مبنى تحت الإنشاء، إصدار لائحة محاسبة المكاتب الهندسية المخالفة لآلية تطبيق العزل الحراري في المباني الجديدة، وتُحدد اللائحة العقوبات التي ستطبّق على المكاتب الهندسية المخالفة، طبقاً لعدد المخالفات، التي روعي التدرج فيها، حتى تصل إلى عدم تعاون الأمانات والبلديات في المناطق والمحافظات مع المكتب الهندسي المخالف لمدة سنتين.