أكد المشرف العام على مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري الدكتور علي الغبان لـ"اليوم" أن المملكة تضم أكثر من 100 ألف موقع تراث ثقافي في مختلف المناطق، سجل منها 10 آلاف موقع حتى الآن بنسبة 10%، لافتاً إلى أن هناك 1900 موقع تراثي عمراني مهم تحتاج لكثير من الجهد لتصل مواقع القمة التي تعتبر محدودة، مؤكدا انه يعتبر جميع المواقع التراثية حتى ولو كانت رسما صخريا أو أي موقع ذكر في التراث الأدبي "تراث" يجب العناية به.
وقال: ان هناك برامج توعوية للتعريف بمشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري، الذي يحظى بعناية خاصة خادم الحرمين الشريفين الذي يوكل لهذا المشروع الكثير من الاهتمام، الذي يمهد لإحداث نقلة نوعية في تراث المملكة الوطني من خلال حزمة من المشاريع التي خطط لها من قبل اللجان، سيتم تنفيذها على مدى ثلاث سنوات مقبلة، في العديد من المواقع التي يتواجد فيها المجتمع السعودي، مثل الجامعات في جميع المناطق التي تنظم العديد من الورش التعريفية بالمشروع.
وأوضح عقب ملتقى مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري للمملكة والمعرض المصاحب له الذي نظمته جامعة الملك سعود في مقرها بالرياض أمس بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. إن هناك نقصا واضحا في الخبرات المتواجدة في السوق المحلي في جهات القطاع الخاص التي تعمل بترميم المباني التراثية والتراث العمراني، مبيناً أن هناك العديد من الحلول التي وضعتها الهيئة، ومنها رفع القدرات من خلال عدد الشركات المتواجدة حاليا والتي لا تكفي كون مشروع الملك عبدالله يحتاج للكثير من الشركات، والتي تحقق عوائداً مالية مجزية لكل من يعمل في هذا المجال.
وأشار الغبان إلى أن هناك توجها كبيرا من قبل المجتمع السعودي تجاه المواقع التراثية التي شهدت نقلة نوعية خلال الفترة الماضية بالاهتمام الكبير الذي يجده هذا القطاع من حضور مميز من قبل الجميع، في كافة المواقع التراثية التي تستقبل كافة الاقتراحات والآراء حول آلية الأعمال المقدمة والطلبات التي يتمناها أي زائر لتلك المواقع باهتمام كبير. ويهدف الملتقى إلى التعريف بمشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري، وإبراز المكانة المهمة للمملكة، وتأكيد حضورها المتميز في مسيرة الحضارة الإنسانية وموقعها الثقافي بين الأمم بوصفها دولة تشكلت على أرضها الحضارات منذ أقدم العصور، والتعريف بالمخرجات الإيجابية لمشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي يسهم بشكل مباشر في حماية التراث الوطني وتنميته اقتصاديا من خلال السياحة المحلية، وتوفير فرص العمل للمواطنين، وجذب الاستثمارات للمواقع المرتبطة بتراثنا الوطني، بالإضافة إلى نشر الوعي بأهمية التراث الوطني في جميع مناطق المملكة من خلال الجامعات المحلية، واستهداف طلاب الجامعات كأحد أهم شرائح المجتمع، وتسليط الضوء على عناية الدولة بالتراث الوطني بجميع عناصره وجهودها في عرضه بالشكل الذي يليق به والاستفادة من التراث الوطني في تعزيز الارتباط بين المواطن وموروث وطنه الحضاري وبناء ذاكرة وطنية تعتز بالبعد الحضاري للمملكة.
وتضمن الملتقى ورش عمل عن التراث الحضاري الوطني، قدمها عدد من مسؤولي الهيئة والجامعة، ومعرضا مصورا عن التراث الحضاري للمملكة تضمن صورا لأبرز مواقع الآثار والتراث بالمملكة، وصورا لمشاريع الهيئة في مجال التراث الوطني "تأهيل الآثار والتراث العمراني، مشاريع المتاحف القائمة والجديدة"، والحرف والصناعات اليدوية.