يستأنف مصادم الهدرونات الكبير نشاطه في مارس ليبدأ في مايو عملية تصادم أخرى للجسيمات دون الذرية لكن بضعف القوة السابقة تقريبا؛ لمساعدة العلماء على سبر أغوار نشأة الكون.
وقالت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) الجمعة، إن أكبر مصادم للهدرونات في العالم الذي يقع مقره في سويسرا سيبدأ العمل بكامل طاقته في مارس بعد أن خضع لعملية إصلاح وتجهيز دامت عامين على أن يبدأ عمليات التصادم بحلول مايو المقبل.
وقال رولف هوير المدير العام للمنظمة: «بالوصول لهذا المستوى من الطاقة فإنه (المصادم) سيفتح آفاقا جديدة في الفيزياء ومستقبل الاستكشافات».
ويقع مصادم الهدرونات الكبير في المختبر الاوروبي لفيزياء الجسيمات المترامي الاطراف والواقع في منطقة الحدود السويسرية الفرنسية المشتركة عند سفوح جبال جورا وعلى عمق مئة متر تحت الأرض في نفق يبلغ طوله 27 كيلومترا.
ومصادم الهدرونات الكبير هو مجمع ضخم من المغناطيسات الحلقية العملاقة والأجهزة الالكترونية المعقدة والحاسبات، وتكلف انشاؤه عشرة مليارات دولار ويصل عمره الافتراضي إلى 20 عاما.
وفي يوليو 2012 أعلن علماء سيرن انهم توصلوا إلى أدلة تبرهن على وجود جسيمات بوزون هيجز الأولية التي تمثل الحلقة المفقودة في فرضيات نشأة الكون وكيفية تطوره في أعقاب الانفجار العظيم.
وكان الاكتشاف حدثا كبيرا في عالم الفيزياء، لكن لا يزال العلماء في حاجة لتفسير العديد من «الألغاز» منها طبيعة «المادة المظلمة» و «الطاقة المظلمة».
وتشير أحدث الإحصاءات إلى أن المادة المظلمة تشكل حوالي 27 % من مادة الكون الكلية، وتمثل الطاقة المظلمة -التي يعتقد أنها مسؤولة عن تمدد الكون واستمرار حركته- 68 % بينما تمثل المادة المرئية خمسة بالمئة فقط.