إلى جده علي بن هندي، وإلى حارته القديمة "شارع كرم" يهدي القاص والشاعر صلاح بن هندي مجموعته القصصية الأولى، ويقول عن حارته: تلك الحارة التي لا تزال تسكنني بكل تفاصيلها.
تقع مجموعة بن هندي "دخان الأحلام" الصادرة عن نادي الأحساء الأدبي في 141 صفحة من القطع المتوسطة متضمنة 11 قصة طويلة نسبيا، إضافة إلى نص افتتاحي بعنوان "في البدء كان جدي". وتحتفي المجموعة بالمكان وإنسانه والوشائج المتخلقة فيه والمنبعثة في شكل مشاعر وعلاقات إنسانية يتم اختزانها على شكل ذكريات يتم استثمارها سرديا لتمرير أفكار الكاتب ورؤاه حيث يفتتح الكاتب قصصه بعبارات موجزة أشبه ما تكون بمقولات حكميّة تعبّر عن خلاصات وتجارب. يفتتح بن هندي قصته "مأساة القط البشري" بعبارة: "كما أن في البحر المالح منبعٌ عذب، يوجد في الشقاء منبع سعادة"، وجاء في هذه القصة: "كنا إذا رأينا الحديقة التي تطلّ من خلف قضبان السور الحديدي، تخيلنا أنفسنا أهل النار، وهم ينظرون إلى أهل الجنة وما فيها من نعيم! "أحمد المليان" مات قبل ثلاث سنوات في حادث سيارة في إحدى الدول الأوروبية، وترك له ابنة مثل القمر تسكن هذا القصر ومعها خدمها وحشمها، أمها هي الأخرى ماتت مع أبيها في ذلك الحادث المروّع.
