كشف المؤرخ والمربي الرياضي عبدالله فرج الصقر بدايات نشأة الرياضة والاندية في المنطقة الشرقية، حيث اكد ان العديد من العوامل التي ساعدت على ايجاد رياضة الشرقية والتي دعمت رياضة المملكة بالعديد من النجوم الذين اثروا الساحات الرياضية السعودية خلال المشاركات المحلية او القارية او العالمية، وساهموا في صناعة تاريخ رياضة المملكة ذات الانجازات الكبيرة سواء الاقليمية او القارية او العالمية، حيث سرد المربي فرج الصقر الكثير من اسرار انطلاقة رياضة المنطقة الشرقية وصعودها الى رحاب المملكة. (حكاية تأسيس الأندية في الشرقية)
قال الصقر في حديثه لـ(الميدان): حكاية تأسيس الرياضة في المنطقة الشرقية، تبدأ من سكان الخبر والدمام أبناء الدواسر الذين نزحوا من البحرين عام 1928م نزوحا ثانيا، بينما الاول كان عام 1923م، وقد رافقهم في هذا النزوح أحبابهم ومعارفهم ممن فضلوا النزوح على البقاء بعدهم بالبحرين.
الصلة على مر التاريخ مستمرة، والتنقل من هناك الى هنا والعكس كان يوميا، منذ ذلك التاريخ وقد عزز ذلك فرص العمل التي أوجدتها أرامكو بعد اكتشاف البترول عام 1933م.
وكان أحمد البلوشي ابن إحدى الاسر التي نزحت الى الخبر الجنوبية، وقد كان ضمن طيات ملابس احمد معشوقته كرة القدم التي كان يمارسها مع زملائه بالمدرسة ومع اصدقائه في فريق «الحي»، هكذا كانت بداية احمد مع الكرة عام 1934م، بعدما بدأت البحرين علاقتها بكرة القدم عام 1919م، وكونت فرقها الرياضية عام 1927م.
استغلت شركة أرامكو فرصة الخبر القديمة وجلبت عددا كبيرا من العمالة لبناء هذا الميناء الهام في حينه، وأنهت العمل به عام 1935م، حيث كان احمد البلوشي يعمل كمترجم، وجعلت فرص العمل الكبيرة أرامكو تجلب حوالي 45 جنسية من أنحاء العالم، منهم الطليان، والانجليز، الهولنديين، ومن الهند والسودان، والصومال، والاتراك وغيرهم، ولظروف القرب والمعيشة تواجدت اعداد ليست بالقليلة من اهل البحرين عملوا مع أرامكو، وكذلك البنوك والمحلات التجارية، التدريس، وغيرها، وخاصة في الخبر؛ حيث سهولة السفر والعودة اثناء العطلات الاسبوعية لزيارة ذويهم بالبحرين.
وذكر الصقر انه في البداية لم يجد احمد صعوبة مع من يشاركه اللعب عصر كل يوم، بل ربما كان هناك غيره الكثير، إلا ان الحظ خدمه بأن تكون مجموعته هي الاشهر التي عرفها الجميع قبل عام 1934م، ومع تكاثر العدد والاختلاط بين جنسيات الممارسين تشكلت اكثر من مجموعة تمارس اللعب، إلا ان مجموعة الخبر الشمالية التي كان قوامها شباب يعملون في مجالات مختلفة اكثرهم مارس اللعب من قبل في مكان اقامته الاصلية، هكذا كان اللقاء والاتفاق على تشكيل فريقهم الاول الهلال في بدايات عام 1936م، من هذه النخبة عجب خان وأحمد القصيبي ومحمد النقادي. أرامكو مهدت لزيادة رقعة الرياضة في الشرقية
ومضى المؤرخ الرياضي في حديثه: تعتبر أرامكو صاحبة الفضل في اتساع رقعة الممارسين، حيث تولت منذ البداية رعاية الفرق الرياضية، وقد شجعت فرق الجاليات الاجنبية التي شكلت فرقها الرياضية، ومنها الفريق الامريكي برأس تنورة، علاوة على الانجليز والطليان، ثم اقامت مسابقات الدوري بين فرق هذه الجاليات لفرق المناطق الثلاث التابعة لها (الظهران، رأس تنورة، بقيق)، بالإضافة لمنتخبات هذه المناطق للسعوديين والاجانب، وقد كونت ادارة خاصة مهمتها متابعة هذه المسابقات وتنظيم مسابقاتها، كما انشأت الملاعب المضاءة ليلا في المناطق الثلاث، واستمر هذا النشاط تحت اشراف ادارة الترفيه بأرامكو قرابة العشرين سنة 1945 - 1965م، ومع تكاثر اعداد العاملين مع الشركة تكونت فرق الممارسين في كل من الخبر، الدمام والظهران والقطيف ورأس تنورة وسيهات وكذا الاحساء وقراها. محمد الخزيم كون أول فريق باسم الشعلة
تشكل اول فريق في الظهران عام 1937م باسم الشعلة، شعلة محمد الخزيم، كما كون السيد حامد العبيدلي فريقا آخر عام 1939م، استقدمت أرامكو 45 جنسية من أنحاء العالم مما اثرى ممارسة اللعبة، ونظمت ادارة الترفيه بأرامكو مسابقات الفرق بين الجاليات في كل منطقة على حدة، وبعد ان انشأت ملاعبها المضاءة ليلا بدأ نشاط هذه الفرق عام 1945م، واستمر حتى 1965م قرابة العشرين سنة. الشباب السعودي استفاد من خبرات الأجانب وواصل الصقر في توثيقه: مارس شبابنا السعودي كرة القدم مع تلك الجاليات في مقر العمل (الظهران، رأس تنورة، بقيق)، وتعلموا منهم فنون اللعبة، شكلوا فرقا لهم في مدنهم التي يعودون اليها في عطلة الاسبوع، وقد عرفت مدننا تشكيل تلك الفرق، وفق اجتهادات شخصية، كان لها السبق في تشكيل تلك الفرق:
القطيف عام 1941 فريق الفتح تلاه التآلف 1946م.
سيهات عام 1945 فريق السعودي.
- الدمام عام 1944م فريق التعاون.
الجبيل عام 1946م فريق التعاون.
بقيق عام 1952م فريق التعاون.
رأس تنورة عام 1948 فريق رحيمة.
الأحساء عام 1949م فريق الكفاح. وزراة المعارف تدرس أوضاع رياضة الشرقية وأكد الفرج ان وزارة المعارف أوفدت سعيد بوقري والسيد عباس حداوي لدراسة اوضاع الرياضة بالمنطقة الشرقية 1980هـ، وقد قاما بعملية الدمج وتغلبا على كثرة عدد الفرق التي تمارس اللعبة دون امكانيات تذكر، وقد وصل عدد المعترف بهم الى 15 فريقاً فقط، اقتصر اهمها على الفرق التالية: الاتحاد، الهلال، الشباب باسم الشعلة، الخبر، النهضة، النجاح، الاهلي ووحدة الخبر، وفي الدمام كان الاتفاق اضيف اليه السلام دون تغيير، والنهضة والشعب، والشباب السعودي والذي اشتهر باسم نهضة الشعب.
وقد شكلت لجنة للإشراف على سير الرياضة تحت مسمى اللجنة العليا للرياضة تحت رئاسة سعادة مدير عام التعليم بالشرقية عبدالعزيز التركي والسكرتير العام عبدالله فرج الصقر وعضوية مندوبي الادارات الحكومية، كان ذلك اول اشراف رسمي للدولة على الرياضة، وأصبح عدد الفرق المعترف بها 15 فريقا فقط، وسبق هذا التنظيم انه في عام 1956م تشكل في المنطقة بإذن من امارة المنطقة اتحاد يرعى النشاط الرياضي تحت رعاية سمو الامير عبدالعزيز بن جلوي ورئاسة عبدالرؤوف جمجوم مدير مصلحة الزكاة، وفي عام 1383هـ أنشئ اول مكتب لرعاية الشباب يشرف على الحركة الرياضية تابع لوزارة العمل والشئون الاجتماعية.
فرج الصقر مع الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله)
.. ومع الأمير خالد الفيصل
.. و الصقر مع الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله)
.. ومع الأمير عبدالمحسن بن جلوي (رحمه الله)