فيما تواصلت في القاهرة، ردود الأفعال المرحبة بنتائج مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بشأن تحقيق المصالحة بين مصر وقطر، وكشفت محافل اسرائيلية ان تل ابيب" تراقب تطورات المصالحة بين قطر ومصر عن كثب، قلقا من تزامن إطلاق خطوات المصالحة وإقصاء رئيس المخابرات "المعادي"، وصل إلى العاصمة الصينية، بكين، أمس، الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في زيارة رسمية، تعد الأولى من نوعها، له منذ توليه منصبه قبل 6 أشهر. ويلتقي الرئيس المصري، نظيره الصيني، شي جين بينغ، اليوم، في إطار دفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، وهو المستوى الذي تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم، ويستهدف توثيق العلاقات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية.
وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، أنه سيتم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وكذا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في الكثير من المجالات، التي تشمل التعاون الاقتصادي والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة. ردود أفعال
وفي أول رد فعل للمصالحة بين مصر وقطر برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رجّح دبلوماسيون وساسة مصريون أن تدعو المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة لقمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين، بمشاركة أمير قطر والرئيس المصري، لإزالة أية شوائب بين الدولتين.
وسرت أنباء في العاصمة المصرية، الليلة قبل الماضية، تؤكد أن الجهد السعودي، لتنقية الأجواء، امتد منذ قمة الرياض الأخيرة، مشيرة إلى أن العاصمة السعودية استضافت قبل قرابة أسبوعين، لقاءً سرياً ضم مسؤولاً رفيعاً بالرئاسة المصرية، ومدير المخابرات القطرية، للتمهيد لتحقيق المصالحة، حيث تم فيه التوافق على بنود المصالحة السعودية، التي تُوجت بزيارة المبعوث الخاص لأمير قطر للقصر الرئاسي، وهو ما يُعد إشارة واضحة لقرب قمة بين الرئيس السيسي والشيخ تميم بن حمد، يُرجح أنها ستكون قبل منتصف يناير المقبل.
اجتماع الإخوان
وردًا على أجواء المصالحة مع قطر، قالت مصادر قريبة من التنظيم الدولي للإخوان، إن تركيا، استضافت اجتماعًا مهما، للتنظيم وحضره عدد من قيادات الجماعة، الذين أتوا من خارج تركيا، وبعض أعضاء البرلمان المنحل، الذين شكلوا برلمانًا جديدًا في تركيا، تحت مسمى «البرلمان المصري»، لوضع خطة لمواجهة خطر المصالحة مع قطر.
ترقب وتصديق
وإزاء الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الربع الأول من يناير، تترقب الأحزاب والقوى السياسية قانون تقسيم الدوائر الانتخابية والذي ينتظر تصديق الرئيس لإقراره، كما يسعى تحالف الوفد المصري لتشكيل قائمة وطنية تضم شخصيات مستقلة وسياسية وحزبية وكفاءات خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأعلنت الجبهة المصرية بشكل رسمي على لسان متحدثها الرسمي، مصطفى بكري، انضمامها للقوائم التي يعدها رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور كمال الجنزوري.
وبالتوازي، طالب تيار الاستقلال في بيان رسمي، التيارات والقوى السياسية بالتوحد حول قائمة انتخابية وطنية واحدة "قائمة الجنزوري" لخوض الانتخابات القادمة لمجلس النواب على المقاعد المخصصة للقوائم الحزبية والبالغ عددها 120 مقعدا، مؤكدا أن الانقسامات والانشقاقات حول هذه المقاعد سيجعل فئات أخرى ممثلة في التنظيمات الإرهابية خاصة جماعة الإخوان تسطو وتتسلل إلى البرلمان عبر المقاعد المخصصة للقوائم الحزبية. قلق إسرائيلي
وعلى صعيد آخر، سادت حالة من القلق والتوتر الحاد لدى الأجهزة الأمنية والسياسية وصناع القرار في إسرائيل عقب تعيين اللواء خالد فوزي، رئيسا للمخابرات العامة المصرية خلفا للوزير محمد فريد التهامي، المدير السابق للجهاز الأمني الأكبر والأخطر في مصر، وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس أن الأنظار في إسرائيل تتجه بترقب شديد وريبة وقلق بعد المصالحة مع قطر.
وقالت محافل استخبارية وسياسية إسرائيلية في لقاء تشاوري عقد في "الكرياة" مقر الحكومة والاستخبارات القديم على شاطئ البحر" مقر قيادة الانتداب البريطاني – قبل نكبة 1948" ان هناك نوعا من الحذر يجب ان يأخذ مكانه على الطاولة خلال المرحلة المقبلة.
واضافت المحافل: "نحن نراقب تطورات المصالحة بين قطر ومصر عن كثب، قلقا من تزامن إطلاق خطوات المصالحة.
وبحسب هذه المصادر فإن إقصاء رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصري، محمد فريد التهامي، السبت، وتعيين اللواء خالد فوزي خلفا له، وجه الأنظار في إسرائيل، خاصة أن تبديل الواحد بالآخر جاء مباشرة بعد بيان إصلاح العلاقات وتوطيدها بين مصر وقطر الموالية للإخوان المسلمين ولحركة حماس في قطاع غزة.
خطة تأمين
أمنيا، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية اللواء هاني عبداللطيف، في تصريحات صحافية، أن الوزارة تعكف حاليا على وضع خطة تأمين الانتخابات التشريعية، لافتا إلى أنها ستكون خطة أمنية ضخمة وواسعة المدى تشمل كافة محافظات الجمهورية، بالتعاون مع القوات المسلحة، على غرار الخطة التي وضعتها الداخلية مسبقاً لتأمين الاستحقاقين الأول والثاني من خارطة الطريق المتمثلين في الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية.
تصفية تكفيريين
وعلى جانبٍ آخر، ووفق بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية، تمكن قطاع الأمن الوطني، الأحد، من تصفية خمسة ممن اعتبرهم "أخطر العناصر التكفيرية" المنتمية لما يسمى تنظيم أنصار بيت المقدس، بمهاجمة وكر بإحدى المزارع بنطاق مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، اتخذوه مكانًا للاختباء وإعداد وتجهيز السيارات المفخخة والمتفجرات والعبوات الناسفة. قضية التخابر
قضائيًا، استمعت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار شعبان الشامى، الدفاع في القضية المعروفة إعلامياً بـ«التخابر الكبري» المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي و 35 آخرون بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.