كشفت دراسات أن العديد من الشركات تملك الجاهزية في شبكاتها لمواكبة التوجهات الجديدة، مثل استخدام الأجهزة الشخصية في العمل، الأمر الذي قد يمثل قفزة نوعية في أداء الأعمال، إلا أن الشركات قد تتكبد ما يقارب 140 ألف دولار كخسائر في حال حدوث أي خطأ.
وأشار خبير الشبكات المهندس سعيد محمد إلى وجود فوائد كبيرة من استخدام الأجهزة الشخصية في العمل، مثل تحسين جودة العمل، وزيادة الكفاءة والدقة والإنتاجية، إضافة إلى رفع وتحسين وسائل الاتصال الداخلي والخارجي، إلا أن ما يعيبها هو صعوبة مواءمة الأجهزة الشخصية مع الأجهزة والشبكة الداخلية الأخرى، وبالتالي صعوبة ربطها 100% مع البنية التحتية القديمة الموجودة في كثير من الشركات حاليا، لذلك يجب على الشركات حفظ ممتلكاتها الخاصة مثل ملفات سرية أو برامج نظام العمل لعدم الوقوع في خطر الاختراقات أو الفيروسات؛ لأن ذلك قد يسبب أزمة داخلية للشركة وتدمير جميع الملفات أو تعطيل الاجهزة الشخصية أو أجهزة الشركة، كما تترتب على ذلك خسائر اقتصادية كبيرة وأمور أخرى من المحتمل أن تسبب الضرر الكبير للشركة، مثل سمعة الشركة وقدرتها على حماية ممتلكاتها الخاصة من الهجمات الالكترونية.
وأوضح أن هناك تخوفا واضحا من قبل بعض الشركات من استخدام الأجهزة الشخصية في العمل، ويعود ذلك لحرص الشركة على سرية المعلومات، والحد من محاولة الاختراقات أو تسريب للمعلومات الذي قد يتسبب في تدمير الشبكة الداخلية جراء أي خطأ قد يحدث في الإعدادات، لذلك يفضل مدراء تقنية المعلومات تأسيس بنية تحتية منفصلة لأجهزة الموظفين الخاصة، لأنه في حال تم اختراقها يمكن لهم فصل كل من الشبكة الداخلية والشبكة الأخرى.
وقال: "استخدام الأجهزة الشخصية في العمل سلاح ذو حدين، فمع الفوائد التي يمكن جنيها على مستوى الإنتاجية والتأقلم النفسي للموظف كونه معتادا على نمط واحد من الجهاز طوال اليوم، فلا تقتصر الأجهزة الشخصية على أداء الأعمال فقط، بل يقومون باستخدامها بشكل دائم في تصفح مواقع الإنترنت بأنواعها سواء كانت الموثوقة أو المشبوهة، إضافة إلى تشغيل مرفقات البريد الإلكتروني بأنواعه ومن مختلف الجهات، ومشاركة حالاتهم وصورهم عبر حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، وكل ذلك يمكن أن يوفر على الشركة العديد من المبالغ، إلا أن كل هذه الفعاليات تشكل ثغرات يمكن أن تهدد أمن واستقرار نظام معلومات وشبكات الشركة".
من جانبه، قال الخبير التقني عبدالله سامي: إن تأمين المعلومات يجب أن يكون الهدف الرئيسي عندما يتعلق الأمر ببيانات الشركات الكبرى ذات الخطط المستقبلية ورؤوس الأموال الضخمة، ولا بد أن تكون الآليات المتبعة لحماية البيانات قوية جدا ضد أي اختراق وبكفاءة عالية لأداء الأعمال.
وتابع: "يعد استخدام الجهاز الشخصي في أداء الأعمال توجها جديدا قد يرفع الإنتاجية ويسهل أداء الأعمال، حتى وإن لم يكن الموظف متواجدا في مقر العمل، وغيرها من الفوائد الكثيرة، إلا أن له مخاطر كبيرة على الشركات، حيث أوجد مجموعة من التحديات أمام العاملين في إدارات تقنية المعلومات، وفي حال كانت المؤسسة تعتزم بالفعل تبني هذا الاستخدام، فإنه يجب تغطية المتطلبات الأساسية لتطبيقها بأفضل مستوى من الأمن والأداء وبالطريقة التي تتناسب مع تصميم وإدارة الشبكة، حيث يجب عليها أن تعمل على تنفيذ البنى التحتية التي توفر لها دعم نطاق عريض من الأجهزة الذكية المختلفة سواء كان هواتف او أجهزة لوحية أو كمبيوتر.
وفي سياق متصل، أظهرت الدراسة أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط قد تصدرت المشهد في جاهزية تطبيق التوجهات الجوّالة، كاستخدام الأجهزة الشخصية في العمل، كما أظهرت نتائج الدراسة أيضاً وجود علاقة إيجابية بين مرونة شبكات تقنية المعلومات من جهة وبين إنتاجية الموظفين وقدرة المؤسسات على الاحتفاظ بهم من جهة أخرى.
وتظهر الدراسة التي أجرتها "Avaya" لحلول الاتصال أن الكثير من الشركات تستغرق أكثر من 9 أشهر في السنة بانتظار انتهاء فرق تقنية المعلومات لديها من إحداث التغييرات المطلوبة بالشبكة لتوفير خدمة جديدة أو محسنة في العمل، وأشارت الدراسة أيضا إلى أن أكثر من 80% من الشركات لا تزال تعاني من انقطاع العمل الناجم عن الأخطاء التي تسببها الإعدادات الخاطئة في الشبكة الرئيسية، وكل خطأ من هذه الأخطاء قد يتسبب بخسائر وسطية تبلغ 140 ألف دولار، وقد ساهمت التعقيدات الخاصة بالشبكات القديمة في خسائر في العائدات بملايين الدولارات للشركات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وخصوصا في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا.
وشملت الدراسة ما يقارب 881 خبيرا في تقنية المعلومات من العاملين في شركات ومؤسسات كبيرة في 10 دول في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. كما شملت الدراسة 102 شركة من منطقة الشرق الأوسط.
تعليق الصورة: الأجهزة الشخصية في العمل خيار لا يخلو من المخاطر الأجهزة الشخصية في العمل خيار لا يخلو من المخاطربالجهاز وترك الألعاب التقليدية المفيدة له".
وقال انه في حال كان أحد الهواتف لا يوفر تطبيقات خاصة فانه لن يصنف كهاتف ذكي ولذلك يفقد قيمته، فغياب التطبيقات والخدمات والتقنيات المتقدمة مثل التصوير العالي الجودة ووجود شاشة تعمل باللمس تجعل من الجهاز لا قيمه له نهائيا.
وفي سياق متصل كشف تقرير شركة “كوم سكور” ComScore بعد دراسة نحو 10 مليارات دقيقة من نشاط المستخدمين مع التطبيقات، عن استحاوذ المنصات المحمولة على ما نسبته 50 بالمائة من الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الوسائط الرقمية، والآن وصلت هذه النسبة إلى 60 بالمائة.
ووفقًا لـ “كوم سكور”، وللمقارنة بين الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الأجهزة المحمولة مقارنة بالحاسبات الشخصية، وُجد أنه ومن بين جميع فئات التطبيقات، جاءت تطبيقات “الراديو الرقمي” أولًا وبنسبة بلغت 96 بالمائة، ثم تطبيقات مشاركة الصور مثل “إنستجرام” و “فليكر” ثانيًا، وبذات النسبة.
ومن بين فئات التطبيقات الأخرى التي حظيت بمعظم وقت المستخدم على الأجهزة المحمولة، جاءت تطبيقات الخرائط والتراسل الفوري ثالثًا ورابعًا، على التوالي، وبنسبة 90 بالمائة. ثم جاءت تطبيقات الألعاب، والاتصالات، والتنزيلات، والترفيه والموسيقى، والشبكات الاجتماعية، على الترتيب.
وقالت شركة “كوم سكور” في تقريرها “بينما يتواصل تغير منصة الأجهزة المحمولة بلا هوادة، فليست جميع فئات المحتوى تشهد نفس السرعة في التحول”. وأضافت: “هناك زوجان من فئات التطبيقات التي تحولت لتصبح حصرية تقريبًا للأجهزة المحمولة”.
ولفتت “كوم سكور” أيضًا إلى أهمية النمو الذي حققته فئة تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” و“تويتر”. فبينما لا تزال تسيطر هذه التطبيقات إلا على 70 بالمائة فقط من نشاط المستخدم على الأجهزة المحمولة، فقد شهدت هذه الفئة زيادة هائلة مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ النمو الإجمالي لهذه الفئة على الأجهزة المحمولة نحو 55 بالمائة، وهو ما مثل نحو 31 بالمائة من جميع نمو الإنترنت منذ العام الماضي.