هي كاتبة سعودية محبة لقلمها ومتفانية في عملها إنسانة تواجه الحياة بكل إيمان وبروح رياضية، تحاربها وتحبها، تمارس الكتابة على مدى عشرين عاما، صدر لها عدة كتب منها: "رسالة لسيدي الرجل"، "صقيع المشاعر"،"لن تفهمني"،"الأنفاس الهاربة"، "أي رجل من الرجال أنت"، "الوجه الآخر للحياة،، عملت مديرة وحدة الإعلام التربوي والعلاقات العامة النسائية في إدارة الإشراف بمحافظة جدة، وتعمل حاليا كاتبة ومدربة معتمدة من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني .. "الجسر الثقافي" كان له مع الكاتبة أميمة زاهد هذا الحوار بعد توقيع كتاب لها في القاهرة. طابع الحزن
-ما السمة الغالبة على كتاباتك ولمن تكتب أميمة زاهد؟ ولمن تقرأ ومن تحرص على متابعة جديده؟ يغلب على كتاباتي طابع الحزن، مع أنه ليس من صفاتي، وليس كل ما أكتبه خاصا بي وإنما اكتب لأي همسة تتسلل لمشاعري ولكل محبي الكلمة، وأحب أن أقرأ كل ما أستمتع به من كتب وكل ما يشبعني دينياً وثقافياً ونفسياً واجتماعياً بصرف النظر عن الكاتب أو الكاتبة.
تعدد الادوار
-كتابك "الوجه الآخر للحياة" يبدو كمجموعة من القصص القصيرة تدور حول المرأة فلماذا هذا الاختيار؟
للحياة وجوه متعددة ولكن ما قصدته في كتابي الوجه الآخر للحياة هو عبارة عن مجموعة مقالات لقصص قصيرة تدور معظمها عن حياة المرأة النفسية والمعنوية والعاطفية والاجتماعية ما بعد مرحلة الطلاق، وما يصادفها من أمور قد تكون خافية عنها من مشاكل الابناء وضغوطات الحياة وتعدد الادوار، ناهيك عن نظرة المجتمع مما تكتشف بعدها أن هناك وجها آخر للحياة.
-ما الوجه الآخر للكاتبة أميمة زاهد؟ الوجه الآخر اراه وأحسه وأشعر به عندما امارس طقوس كتاباتي، لحظتها أعيش الحالة التي تمر علي وأتقمص الشخصية التي اريد ان اكتب عنها.
حراك مستمر
-كيف ترين الحركة الثقافية في دول الخليج .. ومنها المملكة العربية السعودية؟ الحركة الثقافية في دول الخليج ومن ضمنها المملكة العربية السعودية اراها نشطة وفي حراك مستمر وسريع على جميع الاصعدة، والمثقفون من الجنسين هم انفسهم من ساهموا في الانتقاء الثقافي والإبداعي، ساعدهم على تحقيق ذلك الانتشار الواسع من خلال الاعلام الجديد والذي اظهر العديد من المبدعين.
رتم الحياة
-ما رأيك في القصة القصيرة جدا؟ وهل تعتقدين أنها ظاهرة أم نوع جديد من الادب؟. القصص القصيرة موجودة من زمن بعيد، ولكن ما ساهم في انتشار القصة القصيرة جدا هو رتم الحياة السريع وكثرة الضغوط، مما جعل المتلقي يفضل القراءة الخفيفة التي تشبع فكره وفي نفس الوقت يستمتع بوقته.
محاربة الملل
-ما أهم القضايا التي تناقشها مؤلفاتك ومقالاتك الصحفية؟ اتطرق كثيرا للجوانب الاجتماعية وهموم الاسرة وما يدور من علاقات داخل هذه الاسر، وعن كيفية الاختيار قبل الزواج وعن حقوق وواجبات كل من الزوج والزوجة وعن معاناة المطلقة والأبناء وعن السلوكيات المنسية وفن التعامل، اكتب عن كل ما يلامس المشاعر والأحاسيس وعن محاربة الملل وكيفية القضاء على الفشل.
مساحة اكبر
- هل ترين أن الكاتبة العربية استطاعت التغلب على القيود الاجتماعية في الآونة الاخيرة لتعبر عن مشاكل وقضايا المجتمع؟. من وجهة نظري لم تكن هناك قيود للتحدث عن مشاكل وقضايا المجتمع، فأنا كنت وما زلت اكتب عن مشاكل المجتمع منذ ما يقرب من عشرين عاما، ولكن يمكن أن أقول: اصبحت هناك مساحة اكبر للتعبير وذلك لازدياد عدد الكتاب من الجنسين، وكما سبق وقلت الاعلام الجديد يلعب دورا كبيرا في هذا الجانب، فالقيود التي كانت تفرض من الصحف أو حتى المجلات خفت حدتها وتضاءلت امام المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.
حقوق أعظم
-من الملاحظ في أعمالك أنها تتناقض احيانا، فهي من جهة تطالب بعدم المساواة بين الرجل والمرأة، ومن جهة أخرى تهاجم الرجل المتسلط .. فما سر هذا التناقض؟ لا يوجد أي تناقض، بالتأكيد أنا ضد مناداة بعض النساء من أرجاء عالمنا العربي بمطالبتهن بالمساواة مع الرجل، وما يندرج ضمن ما يسمونه بإعادة حقوق المرأة، ولا اعتقد من وجهة نظري أن المرأة ستنال حقوقا أعظم مما منحتها الشريعة الإلهية، وأي امرأة عاقلة ترفض أن تتساوى مع الرجل، فلماذا أتساوى معه؟ وليس هناك وجه مقارنة بين تكويني وتكوينه، مميزاتي ومميزاته، مؤهلاتي ومؤهلاته، فقد خلق الله الرجل والمرأة ليكمل كل طرف النقص الطبيعي والفطري في الطرف الآخر، وفي نفس الوقت ارفض الرجل الأناني والديكتاتوري والمتسلط لذا أقوم بمواجهته وليس بمهاجمته.
المارد الحقيقي
-ما أهم الاعمال الأدبية التي ترين أنها لعبت دوراً في تغيير فكر الشباب العربي؟
ما اراه الآن أن الاعلام المرئي بقنواته الفضائية وما يتضمنه من برامج هادفة أو هابطة، هو المارد الحقيقي الذي يؤثر على فكر الشباب من خلال رسائله الاعلامية.
محور حياتي
-ما موقع الرجل في حياتك؟ وماذا تقولين له؟ الرجل هو محور حياتي، الرجل الذي يمثل لي الأب الذي فقدته، والزوج الذي لم امتلكه، والأخ الذي أعزة واحترمه، والابن الذي اعشقه، والصديق الذي أقدره، كل هؤلاء محور حياتي لذا أكتب له وعنه وإليه، فالرجل هو نصفي الآخر ورفيق رحلتي والاهم من كل هذا هو الكائن الوحيد الذي أحيا أنا وهو معاً فوق سطح هذا الكون، وأقول له بهمس: امنحني جزءا من حياتك وليس كلها ولكن لا يمنع أن أختلف معه في أفكاره.
الحب الحقيقي
- تطرقتِ عن الحب كثيرا في مقالاتك، فكيف تصورين هذا الإحساس من وجهة نظرك؟
الحب الحقيقي يقهر أي عقبات ويلغي أي اختلافات ويقرب أي تباعد في المستويات والدرجات والمسافات، وعندما نحب نغيّر عاداتنا السيئة ونغيّر ونغيّر وتتغير أصواتنا وتتغير أذواقنا وتتغير أحلامنا نفرح بلا سبب ونبكي بلا سبب، ونحزن بلا سبب نفكر كثيراّ ونتمنى كثيراّ ونخاف كثيراّ يصبح للكلمة ثقلها وللحظة وزنها، وللفرحة طعمها نرسم الخطط ونفتعل الصدف ونشكر الظروف، فعندما نحب نتعلم بجد لأننا نتألم ويكون العطاء بلا انتهاء، ويكون الأخذ بلا مقابل وتكون الدموع أصدق عندما نحب ننسى جرح الحبيب وغدره، ونزرع دوما بذور الأمل ونُطفئ دوما شعلة الفراق، ونقول بصوت حنون، الغد سيكون أجمل فتنبض قلوبنا وتصمت لغتنا.
أرض الواقع
-هل أنت رومانسية في الواقع كما تصورين ذلك في كتاباتك؟
لقد ضغطِ على جرح ينزف، فأنا أتعجب من البعض عندما يتهمونني بأنني لا أطبق ما أكتبه من رومانسية مفرطة على أرض الواقع، رغم أني أبوح بمشاعر وأحاسيس رقيقة، ولا ادري ما هو المطلوب مني حتى ينطبق ما اكتبه على ما افعله، وهل أكون حالمة هائمة حتى تثبت الرؤية؟ وهل الحرية المطلوبة ان أوزع همساتي هنا وهناك؟ وهل علي أن أحب حب اليوم الواحد وأتعارف تعارف اليوم الواحد أسوة بموضة عمليات اليوم الواحد؟ حقيقي أنا مندهشة من تفكير تلك العينات التي تفسر الحقائق حسب مفاهيمها العقيمة.
عماد المعاملة
-كيف تكسب المرأة محبة الآخرين؟
في الوقت الحالي.. ازدادت حاجتنا بالفعل إلى محاولة كسب قلوب بعضنا البعض، ولن يتحقق ذلك إلا بصدق التوحيد وحسن المعاملة، فنحن أولى بالتلطف والتودد وأولى بالتحلي بالأخلاق وبث الأمل في النفوس، وعلينا أن نتعامل بصبغة الإسلام وتطبيقاً لتعاليم شرعنا وآداب ديننا الذي قال «وخالق الناس بخلق حسن» وذلك لتثقيل الميزان وشوقا لدخول الجنة، فما أجمل أن يكون الحب في الله جوهر الحياة الإسلامية وأساسها. وأن تكون الرحمة عماد المعاملة الإنسانية ودعامتها. وأن يكون العدل ظلاًً يتفيؤهُ كل حي، إن ذلك هو الإسلام.
زاهد توقع على كتابها «الوجه الآخر» بنقابة الصحفيين بالقاهرة
غلاف كتاب الوجه الآخر