حذر استشاري طب الأسرة والمجتمع، رئيس لجنة الأخلاقيات بجامعة الدمام الدكتور عبدالله الجودي، من برامج الثقافة الصحية التلفزيونية لافتقادها الأدلة والبراهين العلمية بنسبة تصل الى 58%، مطالباً بضرورة مراجعة المنهجية المستعملة في إعدادها وتقديمها وهو ما يضع مسئولية كبيرة على عاتق القائمين عليها.
وأوضح د. الجودي أنه من خلال مشاركته موفداً من جامعة الدمام في دراسة علمية تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، حول تلك البرامج مع المجلة العلمية البريطانية، أن النصائح الطبية التي تطرح من خلال تلك البرامج تحتاج إلى تكرارها في أماكن مختلفة وبباحثين مختلفين لاعتماد نتائجها، مبيناً، أن المجلة أثارت عدة أسئلة جوهرية جادة حول مدى جودة المادة المقدمة في برامج التوعية الصحية المباشرة على وسائل الإعلام واعتمادها على أفضل الأدلة والبراهين العلمية، وتجعل الباحث والمشاهد على حد سواء في حذر شديد وتحفُّظ بالغ مما يعرض في تلك البرامج من حيث، توافقه مع الأدلة العلمية من عدمه.
وذكر د. الجودي أن باحثين من جامعة البرتا بكندا قاموا بتسجيل حلقات برنامجين من أهم برامج الثقافة الصحية التلفزيونية وهما برنامج «دكتور أوز» Dr. Oz وبرنامج «الأطباء» The Doctors وذلك من بداية شهر يناير لنهاية مايو 2013 م بواقع 78 حلقة لبرنامج «دكتور أوز» و79 لبرنامج «الأطباء»، وتبين أنه في 57.4%-58.7% من المرات كانت النصائح في البرنامجين عامة ومجملة وغير محددة، كما أن الباحثين اختاروا 160 نصيحة من أقوى نصائح كل برنامج عشوائيًا وأخضعوها لاختبارات «الطب المبني على البراهين» الصارمة لمعرفة مدى اعتمادها على الدليل والبرهان العلميين، واكتشفوا أن 54% فقط من النصائح لها ما يؤيدها من الأدلة العلمية المنشورة في المجلات العلمية المحكمة «33% في برنامج دكتور أوز» و53% في برنامج الأطباء، وأن الدليل كان ضد ما ذكر في البرنامج في 11% من نصائح برنامج «دكتور أوز» و13% من نصائح برنامج «الأطباء».