اكد رئيس الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، اهمية دراسة ما يتعلق بالإرث التاريخي والحضاري في الحرمين الشريفين من القطع الموجودة في المتاحف، أو لدى الأشخاص ونشرها والمحافظة عليها.
وقال: ان ليس الاهتمام بالآثار ليس اهتماماً لتراب، أو لصخر، أو لحجر أو لبشر، وإنما هو رسالة ورسالة عقدية أيضا، مشيرا الى ان عقيدتنا الإسلامية السمحة أسمى من تقديس صخر أو حجر، ولكنها لا بد أن تراعى في مثل هذه الآثار والسياحة الضوابط الشرعية، والمنطلقات العقدية التي تحمل رسالة السياحة والآثار، والخصوصية، والميزة في بلادنا، فعندنا من المقومات ونحن نرفع الرؤوس ونفخر بهذا ما ليس عند غيرنا ويكفينا الحرمان الشريفان شرفاً وبهاءً وجلالاً وجمالاً وكمالاً.
وألقى د. السديس كلمة ارتجالية في حفل توقيع اتفاقية التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يوم 25/3/1436هـ في مقر الرئاسة بمكة المكرمة فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على عبدالله ورسوله سيد الأولين والآخرين، ورحمة الله للعالمين، نبينا وحبيبنا وسيدنا وقدوتنا محمد بن عبدالله - صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه - ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.
أصحاب المعالي، أصحاب الفضيلة، أصحاب السعادة، أيها الحضور الكرام أحييكم بتحية الإسلام، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
يطيب لي يا صاحب السمو في هذا اليوم يوم الخميس الموافق للرابع والعشرين من الشهر الثالث من عام ستة وثلاثين وأربعمائة وألف، باسمي واسم زملائي منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن أرحب بسموكم الكريم في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
قيم إسلامية
في مناسبة عزيزة، وفي لقاء كريم، وفي فرصة مباركة تنطلق من خلالها آثارٌ من العمل المشترك، والتعاون البناء؛ لنسمو برسالتنا العظيمة تجاه ديننا أولاً، وإبراز محاسنه في العالم من خلال منظومة القيم الإسلامية التي ينتظمها هذا الدين القويم في الوسطية، والاعتدال، والعفو، والتسامح، وإبراز شريعتنا الغراء، بصورها الجمالية المشرقة التي عرفها العالم عبر التاريخ، أنها رسالة خير ورحمة والأمن والسلام والعفو والتسامح والحوار.
ثم لنبرز جهود دولتنا المباركة، المملكة العربية السعودية التي شرفت بمقومات السياحة والآثار في شكل لا تضاهيها فيه دولة أخرى، ويكفيها شرفاً، وجود الحرمين الشريفين، وهذا سر ميزتها وتفسير خصائصها وآثارها في العالم أجمع.
مقومات حضارية
صاحب السمو.. إخوانكم في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يشكرون سموكم الكريم، وحرصكم واهتمامكم الدؤوب والبالغ في إبراز السياحة والآثار في بلادنا بانضباط وتعزيز للجوانب العربية التي تميزت بها هذه البلاد، وكذلك المقومات الحضارية والضوابط الشرعية والأعمال والأبعاد التاريخية في قضية السياحة والآثار.
إن رسالة السياحة والآثار، رسالة عظيمة عريقة، وطنية تاريخية عالمية، يجب على الجميع أن يُسهم فيها مع هذه الهيئة العامة التي يرأسها الأمير الهُمام الحريص السمعة في دينه وبلاده لم يكتف بالأرض، بل راد الفضاء، وعانق الجوزاء، وطاول السماء في عزيمة صادقة، وعمل دؤوب يحمل من خلالها رسالة هذه الدولة، ورسالة هذا الدين في تحقيق كل ما من شأنه مصالح البشرية.
تعاون بناء
وفقت يا صاحب السمو، وأنت في عملك الدؤوب يجب علينا جميعاً في مؤسسات الدولة وقطاعاتها الخاصة أن نمد مع هذه الهيئة جذور التعاون البناء، وأن ننهض برسالة السياحة والآثار في بلدنا على أنه مشروع إسلامي تاريخي سياحي آثاري حضاري، يبرز للأجيال كيف قامت المملكة على موروثات تاريخية، وعلى أعلى وأعز مقومات السياحة والآثار، ويكفيها شرفاً وجود الحرمين الشريفين.
خير وعدل
نلتقي في هذا اليوم المبارك لنضع أنفسنا جميعاً في تحقيق هذا المشروع الإسلامي الرائد، عبر توجيهاتكم الكريمة المنطلقة من تطلعات القيادة الرشيدة في أن نكون جميعاً سفراء لديننا ووطننا الذي ينضح خيراً وعدلاً وسلاماً للبشرية جميعاً؛ لأن عالمية هذا الدين الذي جاءت به نصوص الشريعة، وحققته لنا موروثاتنا التارخية يقتضي منا جميعاً أن نعي عظم المسؤولية؛ ولهذا حرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار، ممثلة في سموكم الكريم "حفظكم الله ورعاكم"، وأنتم تحرصون كل الحرص دائماً وأبداً على أن تكون منطلقات السياحة والآثار من مكة المكرمة، ومن المدينة النبوية المنورة.
أهداف نبيلة
والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهي الجهة المسؤولة عن كل ما يتعلق بالحرمين الشريفين من شؤون توعوية، تفقهية، إرشادية، علمية، إدارية، فنية، هندسية، خدمية، تقنية، إعلامية، واجبها، وشرف لها أن تكون خير متعاون مع هيئتكم الموقرة لننهض جميعاً بهذا المشروع الإسلامي العريق؛ تحقيقاً للأهداف النبيلة التي تسعى إليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" واسبغ عليه لباس الصحة والعافية، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" وسمو ولي ولي العهد، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو أمير منطقة المدينة المنورة.
ويأتي سموكم الكريم ليأخذ النصيب الأغر في هذا المجال والتخصص، وهو السياحة والآثار في تنميتها، تنظيمها، ترويجها على أنها سياحة وآثار تاريخية، وإرث حضاري يجب على الجميع أن يعمل على تعزيز الدور الرائد فيه.
تطوير شامل
إن التنسيق بين الجهات الحكومية بما يخدم أغراض هيئتكم الموقرة، والمحافظة عليها، وتفعيل مساهمتها في التنمية الثقافية والاقتصادية، من أهم الأمور التي ينبغي أن يُحرص عليها، وأنتم يا صاحب السمو، وأنتم تحملون برنامج التطوير الشامل، المتضمن تطوير مذكرات التعاون مع الشركاء، ومذكرات التفاهم. انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، وفيما يتوافق مع توجهات ومرتكزات البرنامج المهم الذي تقوم به هيئة السياحة الموقرة، والذي يسعى إلى تحديد الأولويات، والتركيز، وتسريع تنفيذ مشاريع التنمية السياحة والأثرية في بلادنا بهدف إيجاد نقلة نوعية، وجذرية وبارزة في العناية بالآثار والاستثمار وحماية التراث الوطني.
تنمية السياحة
وتأسيساً على مبدأ الشراكة والتعاون الذي تنتهجه الهيئة المباركة مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بل مع جميع الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص، من أجل تحقيق تلك الاستراتيجيات العامة، والمهمة؛ لتنمية السياحة والآثار في المملكة العربية السعودية، تأتي هذه المذكرة بمخرجاتها، وآثارها وبنودها؛ لتمد جسور التعاون وتحيي مبدأ الشراكة، وثمرة التعاون الذي تنتهجه الهيئة والرئاسة في كافة المجالات، وتحقيقاً لأهداف وتطلعات الرئاسة في إبراز الدور الرائد للحرمين الشريفين، والتوسعات العملاقة، والعمارة عبر التاريخ خاصة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الإمام المؤسس –رحمه الله- الذي أولى العناية بالحرمين الشريفين كل اهتمام.
أعظم توسعة
ويأتي هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز؛ ليسير على ضوء هذه المرتكزات المهمة، ويشهد الحرمان الشريفان أعظم توسعة عرفها التاريخ توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمساحة مليون وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين ألف متر مربع في الحرم المكي، ومثلها أو أكثر في المسجد النبوي، وتتسع لما يقرب من ميلون و600 ألف مصلٍ، مشروعات رائدة في العناية بالحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما، والتسهيل عليهم في أداء مناسكهم، وعلى ضيوف الرحمن في أداء حجهم وعمرتهم وزيارتهم.
اعتدال ووسطية
إن استثمار مكانة الحرمين الشريفين في نفوس المسلمين، بل في العالم أجمع؛ لأنه المكان الذي انطلق منه الأمن «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً»، وانطلقت منه الرحمة، «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، إذا كان الإسلام اليوم يختطف من جماعات إرهابية، تجعل العنف والدموية والإرهاب، وسفك الدماء المعصومة منهجاً لها وسبيلاً، وتأتي فئات أخرى لتضيع الهوية ولتعيش الانهزامية، ولتنسى إرثها وتاريخها، فإن هذه الاتفاقية تأتي لتحقق منهج الاعتدال والوسطية، وكلنا في خدمة هذا المشروع العظيم.
آثار عظيمة
إن هذا المشروع "مشروع اتفاقية التعاون" يا صاحب السمو ليس مجردا في توقيع اتفاقية فحسب، وإنما آثاره العظيمة في العالم في وجود المعارض المنتشرة والمهتمة المتنقلة والثابتة في عواصم العالم؛ لنقول للعالم هذا ديننا، وهذا إرثنا وتلك حضارتنا تنضح الخير والأمن والسلام للعالم أجمع.
مشروعات رائدة
الحاجة ماسة في غاية الاهتمام بمثل هذه المشروعات الرائدة، تأتي هذه الاتفاقية في بنودها وفي مجالاتها؛ لتحقق المصالح العامة، ليست المصالح الوطنية فحسب، وإنما المصالح الدينية والشرعية والتاريخية والعالمية؛ لتعزيز مجالات التعاون، وأهمية تكوين لجان مشتركة، وفرق عمل؛ لتفعيل هذه المشروعات المباركة، تابَعَنا وتابَعْنا، وتابع الغيورون والمنصفون. حديث سموكم الكريم في جامعات العالم في أمريكا وأوروبا؛ فوجدنا ذلك الشاب الطموح الذي يحمل رسالة دينه وأمته ووطنه، ويغار عليها حتى لا تختطف مفاهيمها السمحة والعادلة والوسطية إلى مفاهيم أخرى.
رؤية ثاقبة
إن مثل هذه الاتفاقية، وهذه المشروعات تجسد بحول الله المنهج السليم في رؤية ثاقبة وصائبة، وفي رسالة هادفة، وفي أهداف نبيلة، وفي محاور مهمة، وفي مجالات متعددة، أهمها: أن كل ما يتعلق بالإرث التاريخي والحضاري في الحرمين الشريفين من القطع الموجودة في المتاحف، أو لدى الأشخاص من الأهمية دراستها ونشرها والمحافظة عليها، ليس اهتمامنا بالآثار اهتماماً لتراب، أو لصخر، أو لحجر أو لبشر، وإنما هو رسالة، رسالة عقدية أيضاً، إن عقيدتنا الإسلامية السمحة أسمى من تقديس صخر أو حجر، ولكنها لا بد أن تراعى في مثل هذه الآثار والسياحة الضوابط الشرعية، والمنطلقات العقدية التي تحمل رسالة السياحة والآثار، والخصوصية، والميزة في بلادنا؛ فعندنا من المقومات، ونحن نرفع الرؤوس، ونفخر بهذا، ما ليس عند غيرنا، ويكفينا الحرمان الشريفان شرفاً وبهاءً وجلالاً وجمالاً وكمالاً.
خدمة الحجاج
ايضا في اتفاقية التعاون الاسهام في التوعية والتوجيه للحجيج والمعتمرين والزوار، من خلال المطويات والكتيبات والمعارض المتنقلة، بما يخدم أهداف الدولة "رعاها الله" في خدمة الحجاج والمعتمرين، ويعرّف ببلاد الحرمين الشريفين، ويأتي الأمير الموفق ابن الأمير المسدد، ابن الملك العابد الصالح، سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز؛ ليقوم بهذا الجهد، وليتحمل عبء هذه الرسالة، تتعاون معه الجهات التي هي شريكة في النجاح، بل حريصة على التميز والإبداع والتألق، من خلال همتكم الوثابة، وطموحكم اللا محدود، وكذلك التعاون مع الشركات والمؤسسات التي تقع ضمن اختصاصات هذه الهيئة بالالتزام بآداب الحرمين الشريفين، والاستفادة من خدمات الرئاسة، والمشاركة في العروض المتحفية في قاعة الحرمين، المتحف الوطني وتعزيز العروض، وتجريبها بالتعاون مع رئاستكم، ورئاستكم بين يديكم، وفي خدمتكم في تحقيق أهداف هذه الدولة - رعاها الله - في إعزاز العمل بالإرث التاريخي والمحافظة عليه، من خلال هذه الهيئة الموقرة، لنعمل سوياً لتطوير، ودعم جهود الرئاسة في المعرض، وفي المتحف المعد لذلك؛ ليكون معرض عالمياً، ولينتقل إلى دول العالم، وإلى محافظات ومدن بلادنا؛ لأن هناك جهوداً عظيمة تبذلها الدولة رعاها الله، وقد يكون هناك تقصير منا، ومن الإعلام في إبرازها على الوجه المطلوب، كذلك الدراسات التوثيقية من نقوش والكتابات والعمارة الإسلامية التأسيسية للحرمين الشريفين، وكذلك الأعمال الإنشائية المتعلقة بالمواقع التي حول الحرمين الشريفين.
توسعات عملاقة
إن بعض المزايدين على المملكة العربية السعودية، والذين يخدمون أهداف وأجندات لا تخفى على الجميع، يتطاولون على حرصها، وعلى سمعتها، وعلى خدمتها، وعلى التوسعات العملاقة في الحرمين الشريفين يزعمون أن هذه البلاد تريد أن تقضي على الآثار الإسلامية، وها نحن اليوم نجسد واقعا عملياً في محافظة بلادنا على هذه الآثار الإسلامية والتاريخية العريقة، لا لنعبدها من دون الله، ولا لنتقرب ونتبرك بها، وإنما لأنها إرثنا الحضاري الذي يجب أن نحافظ عليه.
عقائد وأصول
كذلك "في الاتفاقية" المحافظة على مواقع التاريخ الإسلامي، لقد وقف بعض الناس من السياحة والآثار موقفاً بين الغلو والجفاء، فمنهم من رفض كل ما يتعلق بالسياحة والآثار، ومنهم من أرادوها بدون انضباط وقيم ومثل وعقائد وأصول ومبادئ، وتأتي هذه الاتفاقية لتؤكد أن العمل إذا كان مبنياً على الضوابط الشرعية، وتعزيز الجوانب العقدية، والتاريخية، والحضارية، والمحافظة عليها، فإن ذلك من أجلِّ الأعمال.
صبغة مشوقة
إنها فرصة للهيئة والرئاسة من خلال هذه المذكرة لتعزيز جهود المحافظة على الإرث التاريخي والحضاري، ليكون ذلك بصبغة مشوقة، وقالب مبدع متألق يراه العالم، وقد رأينا ورأيتم ورأى الجميع من خلال المعارض، آثرها في المحافظة، ونشر الدين الإسلامي لسماحته ويسره واعتداله، ومن المحافظة على الدين المحافظة على هذه البلاد، وعلى أمنها، واستقرارها، وإرثها التاريخي والحضاري، بل العقدي والشرعي والديني أولاً وقبل كل شيء من خلال وجود الحرمين الشريفين واستثمار رسالتهما في العالم.
إرث تاريخي
أيضا سنعمل من خلال هذه الاتفاقية على إبراز العمارة للحرمين الشريفين عبر التاريخ، فهناك أجيال انفصلت عن تاريخها وعن حضارتها، وعن معرفة الجهود المبذولة في الحرمين الشريفين، متحذلقا في وسائل التواصل الاجتماعي، وزايد على رسالة المملكة العربية السعودية، فنحن في ثقة أولاً وقبل كل شيء بربنا وخالقنا ومولانا سبحانه، فنحن لا نرقب إلا هو، ولا نعبد إلا إياه، ونسير على ضوء هداه، وما كلفنا به سبحانه من عبودية له جل وعلا، لكننا يجب أن نسخر استثماراتنا العقدية والحضارية، وإرثنا التاريخي في نشر رسالة ديننا ومبادئنا، وبلادنا العزيزة.
كذلك العناية بالنواحي الإعلامية "من خلال الاتفاقية"، فنحن في عصر الإعلام والتقنية ولا بد من استثمارها من خلال خطط استراتيجية لا من خلال اجتهادات أحادية من خلال خطط مرسومة بالتنسيق مع وزارة الإعلام في العناية بإبراز دور الحرمين الشريفين في كل ما رسالته الرحمة والخير والأمن والسلام العالمي والدولي.
معارض دولية
كذلك الأفلام الوثائقية عن آثار وتاريخ الحرمين الشريفين، والاستفادة من زملائنا في وزارة الخارجية، وفي سفارات المملكة العربية السعودية، ومن خلال المعارض المحلية والدولية.
كذلك الحملات الإعلامية، والجهود التي تبذلها الدولة، وترميم ومعالجة وصيانة مقتنيات الحرمين الشريفين في المكتبة، في المخطوطات في الكنوز العلمية، في أيضاً متحف الحرمين الشريفين والقطع الأثرية فيه، تبادل الزيارات واستضافة الشخصيات من العالم ليروا هذه الآثار؛ لتكون وسيلة للدعوة إلى دين الله، وإبراز محاسن ديننا من خلال هذه الاتفاقية التي أجزم أنها ليست حبراً على ورق، وإنما هي جهود مباركة، سُيتابعها سموكم الكريم المعروف بحرصه واهتمامه البالغ، وسينبثق منها - إن شاء الله - فرق عمل ومتابعة ولجان لإبرازها إلى الواقع الملموس والمنشود والمحسوس الذي نتطلعه جميعاً.
سلاسل ذهبية
سامحني يا سمو الأمير في مشاعر الحديث عنكم، وعن هيئتكم، وعن الرئاسة، تكاد تتواصل في سلاسل ذهبية نقدمها لسموكم ولهيئتكم المباركة الموفقة؛ ولنضع فيها خدمات الرئاسة بين أيديكم لتوجهونا بما يحققه النظر الكريم من الأهداف المباركة في خدمة ديننا وبلادنا، وما زلنا يعلم الله، ما زلنا مقصرين في إبراز الدور الرائد لهذه البلاد المباركة مع الجهود المبذولة، لكننا متفائلون، ونأمل آمالاً عريضة من خلال هذا التعاون المثمر، وللتاريخ أنه لا يمكن أن تكون هناك حضارة، ولا ديانة ولا بلاد مثل هذه البلاد المملكة العربية السعودية، وهذا الدين دين إسلامي، وهذه الحضارة السعودية المشرقة، والحضارة الإسلامية المتألقة التي عرفها العالم، وشهد المنصفون لها، فما أحوجنا أن نكثف الجهود، وأن ننسقها في إبراز هذه الرسالة المهمة، وفق الله الجميع وسدد الخطى، شكرنا لسموكم لا ينتهي بل، الشكر أولاً وقبل كل شيء لله سبحانه، فلولا فضله ونعماؤه وآلاؤه لما حصل هذا اللقاء.
اهتمام بالغ
ثم أكرر الشكر والتقدير والعرفان والامتنان لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو ولي ولي العهد على ما تجده الرئاسة ويجده الحرمان الشريفان من الاهتمام البالغ، والعناية الفائقة، جعل الله ذلك في موازين أعمالكم الصالحة، دعاؤنا لكم يا صاحب السمو، وشكرنا دائماً وأبداً، ولن ننساكم فنحن نحبكم في الله، وندعو لكم، ومستعدون للتعاون معكم في إبراز منظومة قيمنا ومثلنا العظيمة التي استهدفت واختطفت، لكنها من خلال أمثال هذه اللقاءات المباركة، ستحيا بل ستتميز، وتتألق بإذن الله، ونعلق آمالاً كبيرة من خلال هذه المذكرة بالتعاون والتفاهم، واستسمحكم عذراً للإطالة، شكرا للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توسعة لا مثيل لها على مر التاريخ يشهدها المسجد الحرام