على الرغم من تحذيرات وزارة الزراعة بمنع الاحتطاب، والتي دائمًا ما تشكل ظاهرة خطيرة خصوصًا خلال فصل الشتاء إلا أن هناك من تجاهل هذه التحذيرات واللوحات الإرشادية في أسواق الحطب وبعض المواقع بالمحافظة وعلى الطرقات، بعد خروج البعض بحثًا عن الحطب الجيد وجمعه بكميات من مواقع مختلفة من الصحراء التي يتوفر فيها الحطب، خصوصًا مع اشتداد برودة الأجواء هذه الأيام والطلب عليها للتدفئة، حيث وصلت الأسعار التي تمثلها شحنات الحطب ما بين 400 إلى 1200 ريال للشحنة.
في الوقت نفسه تهتم مديرية الزراعة بمحافظة الأحساء بالحفاظ على البيئة وتنمية الغطاء النباتي، وذلك ضمن نظام المراعي والغابات، حيث يمنع النظام مزاولة الاحتطاب في مراحله كافة، بما في ذلك النقل والبيع، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية: (وزارة الداخلية- وزارة الشؤون القروية- الهيئة السعودية للحياة الفطرية).
وتحث الوزارة على الاعتماد على الحطب المستورد، والذي تم إعفاؤه من الرسوم الجمركية كبديل، وبناء عليه قامت مديرية الزراعة بالأحساء بتشكيل لجنة من (المحافظة والشرطة والأمانة) لمتابعة وإحكام الرقابة على نشاط الاحتطاب في المحافظة وأسواق الحطب ومحطات البنزين، وعلى الطرقات السريعة، وكذلك في فروعها في الصرار ومليجة، حيث شكلت لجنة من الجهات المعنية فيها.
وقد تم ضبط عدد من المخالفات، ممن يقوم بهذا النشاط، وتم تطبيق النظام عليهم بمصادرة الحطب المخالف، حيث تم عقد مزاد وبيع الحطب المصادر بموجب لائحة نظام المراعي والغابات تحت إشراف لجنة مشكلة من (المديرية والمحافظة)، وتقوم مديرية الزراعة بوضع لوحات إرشادية في أسواق الحطب وبعض المواقع بالمحافظة وعلى الطرقات وفروع المديرية التابعة لها في مليجة والصرار تحث المواطن على عدم الاحتطاب والإبلاغ عن أي مخالف يقوم بهذا النشاط.
وكان مدير الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس صالح الحميدي أوضح في تصريح سابق لـ«اليوم» أن ظاهرة الاحتطاب تعد من أهم الأسباب التي تقضي على الغطاء النباتي في المنطقة، وطريق سريع إلى التصحر، مؤكدًا أن وزارة الزراعة ممثلة بالإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة تقوم بالإشراف العام على أراضي المراعي والغابات ومحتوياتها الحية وغير الحية، وتنظم استثمارها وتنميتها والمحافظة عليها، ويندرج تطبيق منع الاحتطاب تحت هذا الإشراف من خلال لجنة معتمدة من الزراعة والداخلية (لجنة النظر في مخالفات نظام المراعي والغابات)، والتي تقوم بدورها على مدار العام وخاصة في موسم الشتاء بمراقبة ومنع نقل الحطب والفحم المحلي بين المناطق ومراقبة الأسواق والمحطات التي يتم بيع الحطب والفحم بها، وضبط المخالفات لنظام المراعي والغابات، وإنزال العقوبات المقررة على المخالفين بغرامة لا تزيد على خمسين ألف ريال حسب الأضرار الناجمة، وتضاعف العقوبة في حال تكرارها مع إصلاح الأضرار الناجمة عن المخالفة قدر الإمكان.
وأكد الحميدي أن الإدارة تهيب بالمواطنين والعاملين في مجال بيع وتجارة الحطب ضرورة الالتزام بالأنظمة والقوانين، والتي وضعت للمحافظة على النباتات والغطاء النباتي ومقاومة التصحر بالمحافظة.
