DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عابد خزندار

عابد خزندار يعود إلى الأضواء بعد رحيله!!

عابد خزندار
عابد خزندار
أخبار متعلقة
 
دوما يذكرنا الموت بمن كانوا احياء بيننا ولا نراهم، وربما لا نعرف عنهم الكثير، وهذا الراحل الذي غاب عنا بعد ان ظل مريضا لشهور في جدة وباريس دون ان يكتب أحد ما خبرا عن مرضه، يدرك من خلاله انه في القلوب يحيا، او تتذكره مؤسسة او جهة ثقافية ممن تدعو من العالم العربي ومن الداخل من لا يعرف عنهم احد انهم قدموا او اثروا الساحة الثقافية والفكرية بما قدمه عابد خزندار. ربما لم يقرأ احد من هؤلاء كتبه؛ لأنها عميقة الطرح وثرية الفكر، وربما لم يعايشه احد ممن عايشوه وكتبوا عن مواقفه التي لا تنسى والتي تتسم بالجرأة وبحب الوطن الذي كان يحمله في قلبه اينما ذهب، ويتمنى له التقدم والرقي في نثاره الذي كان يطرحه كمقالات.. لم يكن يخشى في الحق لومة لائم، ليس كرها او حقدا او اتهاما لأحد، ولكن اشارات ومواقف تشير الى الخلل من اجل اصلاحه او تحاشي سلبياته. اننا هنا عندما نضيء جانبا من سيرته الذاتية لا نقدم الجديد، ولكن نقول لمن لا يعرف من هو عابد خزندار.. من هو الرجل الذي حظي باحترام مثقفي الداخل والخارج.. ونطالب بضرورة ان تتبنى المؤسسات الثقافية اعادة طباعة كتبه. فعابد خزندار من مواليد حي القشاشية بمكة المكرمة.. ناقد وأديب وكاتب صحفي.. حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة تحضير البعثات بمكة في عام 1953م، ثم التحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة وتخرج منها في عام 1957، وحصل على درجة الماجستير في الكيمياء الحيوية عام ١٩٦٠م من الولايات المتحدة، عمل مديرا عاما في وزارة الزراعة بالرياض إلى عام 1962. انتقل إلى فرنسا بعد فترة منع السفر ليقيم بها لسنوات ويكتسب ثقافة فرنسية وفرانكفونية، انعكست في إنتاجه النقدي. من مؤلفاته: "الإبداع"، الهيئة العامة للكتاب، ١٩٨٨م. "حديث الحداثة"، المكتب المصري الحديث، ١٩٩٠ م. "قراءة في كتاب الحب"، منشورات الخزندار. "رواية ما بعد الحداثة"، منشورات الخزندار، ١٩٩٢م. "أنثوية شهرزاد" ترجمة عن الفرنسية، المكتب المصري الحديث، ١٩٩٦م. "معنى المعنى وحقيقة الحقيقة"، المكتب المصري الحديث، ١٩٩٦م. "مستقبل الشعر موت الشعر"، المكتب المصري الحديث، ١٩٩٧م. "المصطلح السردى" ترجمة عن الانجليزية، المشروع القومي للترجمة، ٢٠٠٣م. "معجم مصطلحات السميوطيقا"، ترجمة المركز القومي للترجمة، ٢٠٠٨م. "التبيان في القرآن الكريم: دراسة اسلوبية"، مؤسسة اليمامة، ٢٠١٢م. "الربع الخالي" رواية، مؤسسة الانتشار العربي، ٢٠١٤. ألف عنه كتابان فقط، الأول تأليف احمد العطاوي بعنوان "أنماط القراءة النقدية في المملكة العربية السعودية.. عابد خزندار نموذجا"، دار الانتشار العربي سنة ٢٠١٠، والكتاب رسالة علمية للحصول علي الماجستير من جامعة مؤتة بالمغرب، والآخر لمحمد القشعمي بعنوان "عابد خزندار، مفكرا ومبدعا وكاتبا"، دار الانتشار العربي، ٢٠١٣م. هذا بجانب العديد من الدراسات النقدية والتقنية المتخصصة. كان للراحل زاوية معروفة بشجاعتها باسم (نثار)، يكتبها بشكل يومي في صحف الرياض وعكاظ والمدينة، وأخيرا في الرياض مرة أخرى، ولم تنقطع الا لعامين. وفي فرنسا، حيث وافته المنية، بدأ خزندار رحلته مع المعرفة بدراسة الآداب الفرنسية، فعكف على دراسة علم الأسلوب في اللغة الفرنسية، وقرأ كتاب رائد علم الأسلوب في الغرب ليوسبيتزر، وقرأ فكر جويس، جاك ديريدا، هيجل، هايدغر، شوبنهاور وكبار فلاسفة ألمانيا، وهناك أيضاً، حيث تقفى آثار جيمس جويس ويوليسيس اللذين سحرته أفكارهما، بحث عن حريته في التفكير والحوار، وهو ذات النهج الذي سار عليه طه حسين، الذي حضر خزندار بعضاً من محاضراته إبان دراسته في القاهرة. مشاكسات عابد خزندار عبر عموده اليومي "نثار"، الذي كان يتنقل به في عدد من الصحف المحلية، وكان ينثر من خلاله الكثير من النقد والمعالجة لمشكلات مجتمعه، لم تكن وليدة وقت متأخر من حياته الأدبية، إذ بدأت مشاكساته حين عاقبه أحد معلميه لحظة ضبطه متلبساً بقراءة رواية مجدولين، التي عربها مصطفى المنفلوطي، وذلك بحسب أحد تصريحاته الصحفية، التي أضاف فيها: "ﻗﺭﺃﺕ ﻋن تﻭﻟﺴﺘﻭﻱ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻋﻨﺩﻤﺎ كنت ﻓﻲ ﻤكة ﺍﻟﻤكرمة، ﻭﺃﻨـﺎ ﻓـﻲ ﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻱ، ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ، ﻭﻻ ﺃذكر ﺍﻵﻥ كاتب ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ، ﻭكان ﺍﻟﻤﺤﻭﺭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺘﺸﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤكتبات ﻤكة ﻓﻠـﻡ ﺃﺠﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ، ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻟﻡ ﺘكن ﻗﺩ ﺘﺭﺠﻤﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ". وفي حين عاش خزندار ما يقارب الــ80 عاماً، كون خلالها العديد من العلاقات الجيدة، مع عدد من مثقفي العالم العربي والغربي على حد سواء، إذ كانت تربطه علاقة متميزة بأدونيس وعبدالمعطي حجازي، وهو الذي كان يختلف مع خصومه دون مزايدة، يقول عن خلافه أو اختلافه مع الدكتور عبدالله الغذامي: "علاقتي به علاقة التلميذ بالأستاذ ولم أكن مناهضاً يوماً للغذامي، والفرق بيينا أنه يكتب عن الحداثة، وأنا أكتب عن ما بعد الحداثة، كما أني أرى أن الاتجاه إلى الرواية أصبح أهم وسيلة لتصوير الحياة ووصف الواقع". فيما وصفه الراحل الدكتور محمد عبده يماني قائلا: عابد خزندار "ذو قيمة أدبية لم تكتشف، ولم تسلط عليها الأضواء بصورة تعطيها حقها في الدراسة والتقييم، لأنه في رأيي رجل مبدع نهل من ثقافتين، وتكلم وكتب بأكثر من لغة، فهو ممن يستحقون الوقوف عند عطائهم، والتعمق في فكرهم وأدبهم". ولعل من اهم ما لفت نظري ما كتبه بإيجاز د. زهير محمد جميل، كتب ونشر في الجزيرة الثقافية بتاريخ 2/5/2011 تحت عنوان: الخزندار.. وإعادة التشكيل.. وقال فيه: أراد الله «جلت قدرته» أن يكون الإنسان - عابد خزندار في عداد بناة.. [الصيغة الثقافية السعودية].. وهو مثقف متنور بكل المقاييس. وعندما تذكر [الحداثة] في تاريخنا الثقافي، فإن اسم الأستاذ القدير - عابد خزندار، يبرز في أعلى القائمة.. لقد كان الخزندار يتحمس في معظم الأحيان للمعارك في سبيل إقرار النصر لموقفه الثقافي. وفي ظني أن الخزندار تعلم من تلك التجارب الثقافية الصعبة أن معاركها لا تربح، ولا تحقق خسارة، بقدر ما ترسم ملامح موقف في المشهد الثقافي. حسب قناعات المختلفين. إنني أكبر وأقدر الخزندار لأجل دقة معلوماته وصراحة تحاليله للقضايا والأزمات، واتساع ثقافته المتنية، بل إنه يجذبني في شخصيته.. [استقلاليته] التامة، وهذه من أهم مزاياه شأناً.. لديه آفاق سياسية مختلفة عن غيره من الكتاب، وتلك الآفاق شكلت له ضمانات كثيرة تؤكد نزاهته في مواقفه وكتاباته. ومن يتابع كتاباته الصحفية يجد أن الخزندار يلتزم في تعامله بحياد شديد في الطرح يشهد على توسع عقله ومتانة نزاهته الفكرية. شخصية الخزندار الثقافية والفكرية جذابة، وهي ذات قيمة أساسية، وخاصة أن ثقته في قرائه كبيرة، ولا تهتز مهما تغيرت مواقف القراء. وهو يملك.. [تفاؤلا عقلانيا].. في كثير من المعالجات الصحافية والثقافية والفكرية. كما أن الخزندار واضح الرؤيا، فلذلك تجد أن معظم إنتاجه الثقافي والصحافي قد بعد كلياً عن الصراعات المختلفة. لدى المفكر عابد خزندار عقيدة فكرية راسخة هي إيمانه الكبير بوحدة الوطن، وهذا الوطني السعودي يعتبر نفسه منتمياً إلى الوطن العربي.. وهذا ما جعله يتعرف بعمق على ما يدور في الساحة العربية. تلك ملامح عن الراحل مستقاة، وما زلت اذكر انه وعبر اليوم الثقافي كانت له مشاركات عديدة، ومنها ردود على ما كتبته ذات مرة عن جوانب ما في الساحة الثقافية ولم يعجبه حينها، وعند مقابلتي معه ذات مرة احترمت ما كتبه.