عزّزت أمانة محافظة جدة مفهوم المرافق السياحية الطبيعية من خلال إنشاء مشروع الأراضي الرطبة أو منطقة «الجبل الأخضر» على مساحة 6 ملايين متر مربع بشرق المحافظة، ويحتوي على 15 نوعاً من النباتات والأشجار ذات الجدوى الاقتصادية، وذلك لإضافة هذا المعلم السياحي الطبيعي لقائمة المرافق السياحية التي تشتهر بها محافظة جدة، ولها الدور الرئيسي في استقطاب السياح والمرتادين من داخل المملكة وخارجها تعزيزاً للسياحة الداخلية السعودية.
ويحتضن المشروع غابة للنباتات العطرية مثل: الحنة والريحان والفُل وغابة للأشجار الخشبية مثل: الأكاسيا والنيم والكافور والفيكس البنغالي والبازروميا، وغابة للأشجار المثمرة تتضمن: اللوز الهندي والسدر. وذلك في خطوة رائدة من أمانة محافظة جدة لإيجاد المسطحات الخضراء وحلول بيئية لمشكلة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً بشكل مفيد حيث تستهلك هذه الأراضي الرطبة ما يقرب من 10.000 متر مكعب يومياً من مياه الصرف المعالجة.
كما تضمن المشروع- الذي يُستفاد منه في تنويع الأنشطة الترفيهية في مدينة جدة- إنشاء طرق للخدمة وخزانين للمياه وإنشاء القناة الخرسانية التي يتم من خلالها ري النباتات من خلال مد خط أنابيب بطول حوالى 3.75 كم وبقطر 500 ملم، وذلك بتنفيذه تحت سطح التربة بدءا من محطة المعالجة إلى موقع المشروع.
وتقوم أمانة محافظة جدة- ممثلة في شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني حالياً- بإدارة وتشغيل وصيانة المزروعات وباقي مكونات المشروع بواسطة إحدى الشركات الأهلية المتخصصة ذات الخبرة الجيدة والمعروفة في هذا المجال.
وقد عُرف مشروع الأراضي الرطبة بجدة بمنطقة «الجبل الأخضر» لكونها علامة مميزة- والخاصة من نوعها في هذه المنطقة- لما لهذا الموقع من الجمال الذي يسرّ الأنظار حيث ينبهر الزائرون للمنطقة بمدخلها الرئيسي الذي يتزين بأنواع مختلفة من الزهور والورود وُضعت بطريقة جميلة ومرّتبة تأسر الزائرين بمنظرها، حيث أصبح «الجبل الأخضر» مقصداً للكثير من أهالي محافظة جدة والمراكز القريبة منها حيث يشهد المشروع كثافة من المتنزهين خاصة خلال أيام الإجازة الأسبوعية للاستمتاع بالمناظر الخلابة التي يتميز بها المشروع.
كما يحرص الزائرون لمنطقة الجبل الأخضر على الصعود إلى التلة الرئيسية فيه، والتي تتمتع بكثافة الأشجار لمشاهدة المنتزه من أعلى قمة، فيما يقضي آخرون أغلب أوقاتهم في الغابة الكثيفة في المنتزه، والتي يلاحظ الزائر لها طول أشجارها بصورة لافتة وبطريقة مصطفة على مسافات شاسعة، فيما تكتسي أرضيتها ببعض الشجيرات الصغيرة التي تزيد من متعة الجلوس والاسترخاء في الغابة.