تعرضت المنطقة الشرقية فجر أمس لموجة رياح وغبار شديدة نتج عنها تدني الرؤية على الطرق الرئيسية وزيادة عدد مصابي الربو الذين زاروا أقسام الطوارئ بالمستشفيات لأخذ جرعات من الأكسجين والذين قدروا بحوالي 2000 مريض، وقد حذرت هيئة الأرصاد وحماية البيئة وكذلك إدارة الدفاع المدني المواطنين والمقيمن بضرورة توخي الحذر خصوصا مرتادي الطرق الرئيسية، خاصة أن تنبؤات الأرصاد تشير الي انتهاء موجة الغبار بالمنطقة اليوم، فيما تكون الفرصة مهيأة لسقوط الأمطار حتى منتصف هذا الأسبوع.
عدسة «اليوم» تجولت بمدينة الدمام ومحافظة الخبر، حيث خلت المنتزهات تماما من الرواد على الرغم من يوم العطلة، إلا من عمال النظافة وبعض المارة وأصحاب المحال التجارية والعلب الكرتونية والأكياس التي خلفتها شدة الرياح.
واضطر المارة إلى تغطية الوجه خوفا من استنشاق الغبار الذي جرفته الرياح، وخاصة في المواقع التي تحيط بها المخططات العقارية المكشوفة، وقد كانت أكثر الأحياء التي تعرضت للرياح والغبار بشكل مكثف ومستمر هي الموجودة في مداخل الدمام، وأكثرها تضررا حيا بدر والفيصلية، وكذلك العزيزية وطريق شاطئ نصف القمر «الهاف مون» في محافظة الخبر فكانا أكثر المتضررين من الغبار الذي جرفته رياح ليلة السبت.
وقالت مصادر بالشؤون الصحية ان هناك زيادة في عدد الحالات المصابة بالربو والتي زارت المراكز الصحية، في حين بين استشاري بأحد المستشفيات الخاصة ان حالة الربو تكثر في أوقات المساء والفجر لحاجة المريض لاستخدام الأكسجين.
من جهة أخرى، أوضح المتحدث الرسمي في قيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية النقيب بحري عمر بن محمد الأكلبي أنه تم منع مراكب الصيد من الإبحار نظرا للظروف الجوية التي تنتاب المنطقة الشرقية والمتمثلة في شدة الرياح وارتفاع الموج كإجراء احترازي للمحافظة على سلامة أصحاب القوارب.
واعتبر النقيب الأكلبي أن هذا المنع لا يتم اللجوء إليه إلا في الحالات التي يشكل فيها الإبحار خطراً على الأرواح أو الممتلكات، مبيناً ان قائد كل قطاع يقوم بتحديد درجة الخطر في المنطقة التي يترأسها، ابتداء من التحذيرات، وصولاً إلى المنع من نزول البحر، وليس بالضرورة ان يشمل قرار المنع كل مراسي المنطقة الشرقية، بسبب كبر مساحة شواطئها، فقد يكون ممنوعاً في منطقة، ومسموحاً في أخرى. وأكد على أصحاب الوسائط البحرية، بضرورة التأكد من حال الطقس في جميع الأحوال، خصوصاً في مثل هذه الأيام التي تشهد تغيرات مستمرة، مثل الضباب والغبار وارتفاع الموج، مشدداً على الاتصال برقم طوارئ حرس الحدود «994»، للاستعلام عن حالة الطقس، وعدم إهمال وسائل السلامة على متن قواربهم والتأكد من صلاحيتها في شكل دوري.
وفي سياق متصل، قال الباحث الفلكي، الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ان الفترة الحالية تمثل «عقرب الدم» بعد مرحلة تمخض ولادة متعسرة لموسمها، والذي حل علينا أمس، وسميت بالعقرب لأنها تلسع ببردها على حين غفلة من الأمر، ورغم أن رابط التسمية بينهما هو الاتصاف، إلا أن العقارب وجميع الهوام السامة والزاحفة تخرج من مخابئها خلال هذا الموسم، ومن المتوقع أن يستمر تأثير هذا الموسم بهواء شمالي يحمل في طياته البرودة المتدنية على المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من المملكة وتتسم الاجواء بالبرودة المعتادة على المناطق الوسطى والشرقية وأجزاء من شرق الغربية، حتى منتصف هذا الاسبوع، اضاف ان عقرب الدم يكون عادةً مصحوبا بنشاط الرياح المثيرة للغبار والأتربة والهباءة، وفيها يزهو الربيع وتنتشر الزهور على مناحي الفياض والأودية والشعبان، ويبزع الفقع في أماكنه الموسومة، وفيه ينتشر البعوض ويتفشى على نطاق واسع ويلسع بشهوة، الأمر الذي يجعل الناس تتأذى منه كثيراً، وفي نهاية موسم العقارب يبدأ تخلق سحب السرايات، وهي السحب الصيفية ذات قصف الرعد ووميض البرق الخلب المربوبة والمهولة الشكل.

مراجع لأحد المستشفيات بسبب الربو