استعادت كرة القدم الأوروبية ذكريات قديمة مؤلمة، تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، في أعقاب وقوع أحداث عنف وعنصرية كبيرة خلال الفترة الأخيرة. ووقعت صدمة كبيرة في الأوساط الرياضية من لقطة هتاف مجموعة من مشجعي تشيلسي "نحن عنصريون ونحب التعامل بهذه الطريقة" أثناء محاولتهم منع رجل فرنسي أسود من دخول عربة في أحد قطارات المترو في باريس. والشعور بالصدمة والاشمئزاز في حد ذاته يعتبر من الأمور الإيجابية لأن مثل هذه الحوادث لم تعد معتادة في العصر الحديث كما كان يحدث في الماضي. وأدانت جميع الأطراف هذه الواقعة وقرر تشيلسي وبشكل فوري منع خمسة أشخاص من دخول ملعبه، كما قال المدرب جوزيه مورينيو: إنه يشعر بالخجل مما حدث وهي تصرفات تؤكد حدوث تغيير في التعامل مع الموقف. لكن هذه الواقعة لم تكن فريدة من نوعها.
ورغم أنه لا جدال في أن هذه الوقائع لم تعد معتادة وأن الملاعب أصبحت أكثر أمناً وسلامةً خلال الفترة الحالية، بينما تسيطر فكرة تطهير كرة القدم من العنف والعنصرية على الأندية والسلطات التي باتت تتجاهل عمداً بعض الأدلة القادمة من معظم دول القارة. وقبل أيام قليلة اشتبكت جماهير فينوورد مع شرطة مكافحة الشغب في إيطاليا، قبل مواجهة روما في الدوري الأوروبي، وأسفر ذلك عن اعتقال العشرات من المشجعين وتضررت كثيراً جراء ذلك بعض أماكن في العاصمة الإيطالية. وكان من الغريب أن السلطات الإيطالية تعاملت مع الأمر بنوع من المفاجأة رغم واقع أن روما أصبحت من الأماكن الخطيرة على المشجعين الزائرين في ظل وقوع حوادث اعتداءات وطعن بالقرب من الملعب الأولمبي في العديد من المناسبات السابقة. وتسببت الواقعة الأخيرة لمشجعي تشيلسي في مترو باريس في رد فعل من الأمم المتحدة التي قالت في بيان: إن "ما حدث في باريس يظهر حجم العمل المطلوب للقضاء على العنصرية في الرياضة."