يواصل الموقوف مانع المانع عرض تجربته في انضمامه إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا أن الخلافات بين أفراده عميقة، وتسوده الصراعات العصبية والعنصرية، وتحقير السعوديين كونهم الأكثر معرفة بالأمور الشرعية، الأمر الذي يدفع بأعضاء التنظيم للتخلص منهم عبر إرسالهم في العمليات الانتحارية، خاصة بعد استنفار عواطفهم الدينية وتعبئتهم وشحنهم بالفكر التكفيري.
ويؤكد المانع أن هناك عصيانا للأوامر، ورفض الاعتراف بسلطة الأمراء، وقد لاحظت استهدافا واضحا للسعوديين، ووصفهم بأنهم بسطاء. ويوضح أن "داعش" ليس فيها نظام، وهي عبارة عن مجموعات تتحرك وفقا لمعرفتها وأهدافها، ولا يوجد تنسيق متكامل بين أطرافها، ولا محاسبة ولا عقاب، لا بل إن هذا الجانب مفقود جدا.
ويشير المانع خلال حلقة برنامج «همومنا»، التي تبث عبر القناة الأولى مساء اليوم، إلى أن تجنيد الأطفال للقيام بأعمال انتحارية يتم دون رغبة منهم أو موافقة أهليهم، وإنما يتم بالإرهاب والخوف والقسوة، وقد شاهدت ذلك بنفسي، مستغلين ظروف المواطنين هناك، مستغلين توظيفهم للمنهج التكفيري لاستباحة الدماء وقتل الآخرين بدماء باردة، دون معرفة البعد الشرعي لهذا الاستهداف. وأضاف المانع ان كثيرين التزموا بالمنهج التكفيري بالإكراه والخوف على حياتهم، دون قناعة بما تقوم به "داعش"، وكذلك كثيرون يتحينون الفرصة الملائمة للانفصال عنها. وأوضح المانع أن "داعش" وقادتها تعيش حالة من الفوضى، انعكست سلبا على من قدم أو اقترب منها، فهناك فوضى في الجوانب الشرعية لدرجة يصعب القبول بها، وقال المانع: إن القتل لدى "داعش" وصل إلى درجة مخيفة ومفرطة بأرواح البشر، فمجرد تكفير أي شخص أو مجموعة يمكن قتلهم دون التحقق من صحة اتهامهم، وهو أقل شيء يوفره الإسلام لحقوق الناس، حتى لا تصبح الأمور فوضى، وعندما نصحناهم بضرورة تحري الدقة في هذا الجانب غضبوا من هذا الكلام، وأنكروه.
ويؤشر المانع في حلقة برنامج همومنا، إلى أن عقيدة القتل أصبحت حالة مرضية لدى "داعش"، وأن كل من يخالفهم كافر ومرتد ويستحق القتل، وأن بعضا منهم لا يعرف من يقاتل، وأن بعضا منهم مهمته قتل أفراد داعش ممن يذهبون إلى القتل ولا يقتلون هناك، وهذا التطرف ساهم في خروج العديد من "داعش" التنظيم الإرهابي.