تُقام مساء اليوم الخميس مباريات المرحلة الأولى من الجولة السادسة والعشرين لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم حيث تقام في الدمام مواجهة القمة والقاع والمتمثلة في مباراة فريقي النهضة المتصدر وحطين صاحب المركز الأخير، وفي حفر الباطن يستضيف فريق الباطن نظيره فريق الاتفاق في مواجهة صعبة جدًا على فريق الاتفاق الذي أصبح مستهدفًا من فرق الدوري لسمعته وتاريخه، وفي الرياض يواجه فريق الدرعية ضيفه القادم من الخبر فريق القادسية وتعتبر المباراة منعطفًا خطرًا لفريق القادسية المتواجد في المركز الثاني في سلم الترتيب وأخيرًا يلعب في الأحساء فريق الجيل أمام فريق الفيحاء في مباراة انتحارية للطرفين.
النهضة × حطين
يواجه فريق النهضة نظيره فريق حطين على ملعب سمو الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام في مباراة مهمة وحاسمة للفريقين فهي سوف ترسم ملامح الصعود والعودة للدرجة الممتازة لفريق النهضة، كما سترسم ملامح الهبوط لدوري الدرجة الثانية بالنسبة لفريق حطين؛ لذلك المباراة تعتبر انتحارية للفريقين، ولن يهنأ لأي منهما بال ما لم يحصد نقاط الفوز الثلاث.
ومن الناحية النظرية لا توجد فوارق بين فرق الدوري مهما كان الفارق بينهما في سلم الترتيب، وقد أظهرت الكثير من المباريات الماضية أن تلك الفوارق تذوب داخل أرض الملعب، وأكبر دليل على ذلك نهاية مباراة القسم الأول بين الفريقين بتعادلهما بهدف لهدف، وقد يمتلك فريق النهضة عناصر تتفوق في الأداء على عناصر فريق حطين على الأقل من الناحية الفردية وتبقى جماعية الفريقين هي الحد الفاصل لحسم نتيجة المباراة. ويدخل فريق النهضة المباراة ورصيده من النقاط 48 نقطة يتصدر بها فرق الدوري وأي كبوة لفريق النهضة قد يدخله في عالم الحسابات فيما يتعلق بالصعود، وهذا الأمر سيعقد المسألة على فرقة سمير هلال؛ لذلك من المتوقع ألا يترك فريق النهضة أي مجال للمفاجأة ويسعى للتسجيل المبكر لضمان السيطرة على أجواء اللقاء، وهذا لن يحدث إلا بالتنظيم الدفاعي الجيد والفاعلية في منطقة وسط الملعب والزيادة العددية في تنفيذ العمليات الهجومية؛ لذلك من المؤكد أن يأخذ فريق النهضة زمام المبادرة الهجومية عن طريق مشاركة أطراف الفريقين في الصعود الهجومي والإيعاز للاعبي محاور الوسط بالتغطية الدفاعية، وربما يتسرب لاعبو الأطراف في خط الوسط للداخل تاركين المجال للتقدم الهجومي لظهيري الجنب على أن يتواجد مهاجمان صريحان داخل المنطقة أو بالقرب منها، وهذا الأمر يضمن الزيادة العددية في حالة الهجوم.
وفي المقابل يدخل فريق حطين المباراة وهو في المركز السادس عشر والأخير برصيد 17 نقطة وتعتبر المباراة من الفرص الذهبية التي قد ينجو بسببها فريق حطين من الهبوط؛ لذلك لن يحيد مدرب حطين عن التنظيم الدفاعي القوي والاعتماد في الهجوم على الارتداد السريع لعله بهذه الطريقة يجد ثغرة هجومية ينفذ منها لمرمى فريق النهضة.
الباطن × الاتفاق
يخوض فريق الباطن مباراة صعبة جدًا أمام فريق الاتفاق على ملعب التعليم بمحافظ حفر الباطن، وتعتبر المباراة الفرصة شبه الأخيرة أو ربما هي الأخيرة لفريق الاتفاق في المنافسة على الصعود، وهذا يعني أن أي تعثر لفريق الاتفاق وخاصة بالخسارة فإنه سيتراجع مجبرًا للخلف ويصعب بعدها تعديل المسار لكون أمر صعوده سيخرج عن سيطرته بمعنى أن أمر صعوده سيتوقف على بعض النتائج على أن يحقق هو الفوز في المباريات القادمة؛ لذلك المباراة حساسة جدًا لفريق الاتفاق وتحتاج إلى هدوء وتنفيذ التعليمات الفنية بدقة متناهية.
وفي المقابل فريق الباطن أمّن بقاءه في الدرجة الأول بشكل غير قابل للجدل، لكنه يخوض المباراة للتاريخ ووضع بصمة قوية له في الدوري بأن يكون أحد الفرق التي تفوقت على الاتفاق صاحب التاريخ والسمعة والبطولات.
ومن ناحية موقف الفريقين على سلم الترتيب فإن فريق الاتفاق يتمركز في المركز الخامس برصيد 41 نقطة وهو يحتاج للفوز والعمل الجاد على مواصلة طريق المنافسة على أمل أن تخفق أحد فرق المقدمة ويتقدم هو مركز أو مركزين فيما لفريق الباطن 32 نقطة وهو في المركز العاشر وليس لفريق الباطن أي أمل في منافسة فرق المقدمة على الصعود، لكنه حريص على الفوز والتقدم على سلم الترتيب وتحسين مركزه. وفيما يتعلق بمنهجية اللعب فإنه من المتوقع أن يكون فريق الاتفاق هو الفريق صاحب المبادرة الهجومي خاصة أنه يمتلك أدوات تساعده على تنفيذ هذا المخطط وخاصة فاعلية الأطراف في خطي الدفاع والوسط، وقد يفتقد فريق الاتفاق للمهاجم القناص الذي بإمكانه ترجمة الفرص السهلة التي يخلقها لاعبوه أمام المرمى وهذا ما أوقعه في حرج في العديد من المباريات التي يتفوق فيها هجوميًا لكنه يخرج خاسرًا أو متعادلًا؛ لذلك خسر فريق الاتفاق العديد من النقاط التي ما كان يجب أن يخسرها لو وجد لديه المهاجم الذي يتعامل بلغة الشباك. وقد لا تكون الحلول متاحة لفريق الاتفاق فيما يتعلق بعملية إنهاء الهجمة سوى بإيجاد أكبر عدد ممكن من اللاعبين أمام منطقة الجزاء ومحاصرة الفريق المقابل والتعامل مع التكدس الدفاعي بالتصويب البعيد المباغت.
وفي المقابل سيكون فريق الباطن حرصيًا على تحصين المنافذ الخلفية وعدم تقدم محاور الوسط إلا في حدود ضيقة، وينطبق ذلك على أطراف الدفاع وبالتالي يكون شن الهجوم بطريقة المباغتة السريعة. مباراة الدور الأول انتهت بفوز الاتفاق بهدفين لهدف.
الدرعية × القادسية
يلعب فريق القادسية مباراة مهمة جدًا وحاسمة أمام مضيفه فريق الدرعية في الرياض، وإذا كانت المباراة مفصلية لفريق القادسية فإنها أكثر من مفصلية لفريق الدرعية؛ لذلك من المتوقع أن تشهد المباراة تحفظًا كبيرًا من الجانبين حيث سيكون الشعار لهما ليس المهم أن تكسب ولن الأهم ألا تخسر فالخسارة قد توقع أحدهما في المحظور ففريق القادسية الذي يقاتل على بلوغ الصدارة أو على أقل تقدير المحافظة على مركز وصيف المتصدر يسعى لحسم نتيجة المباراة مهما كان الثمن لكون الخسارة قد ترمي به في المركز الرابع في حالة فوز الفرق التي تجري خلفه وتسعى لإبعاده عن المركز الثاني وفي المقابل الخسارة لفريق الدرعية تعني أنه اقترب من الدخول في المحظور لكون فرق القاع في حالة فوزها ستقترب منه وربما تسحبه في المباريات المتبقية ويرى نفسه يصارع من أجل البقاء، ويدخل فريق القادسية المباراة وفي رصيده 45 نقطة يحتل بها المركز الثاني فيما لفريق الدرعية 25 نقطة في المركز الثالث عشر. ومن المتوقع أن يلعب الفريقان بمنهجية فنية شبه متقاربة فلن يخاطر أحدهما بالتقدم المبالغ فيها وخاصة في بداية المباراة أو حتى في شوط المباراة الأول؛ لذلك سيحرص كل مدرب على تقوية الممرات الخلفية سواء من العمق أو الأطراف؛ لذلك ستكون هناك مهمات مزدوجة للاعبي الأطراف في الفريقين، ولكن المؤكد أن المباراة سوف تشهد تحولًا فنيًا في حالة تقدم أحد الفريقين وخاصة في شوط المباراة الثاني الذي يعتبر شوط المدربين وهذا التحول سيكون استنفارًا هجوميًا للفريق المتخلف بالنتيجة وتنظيمًا دفاعيًا وارتدادًا سريعًا وخاطفًا للفريق الخاسر؛ لذلك إن كانت هناك نتيجة فوز لأحد الفريقين فإن الفارق لن يتعدى هدفًا أو هدفين على أبعد حد وربما يكون الهدف الثاني رصاصة الرحمة حيث قد يسجل بالهجوم العكسي. مباراة القسم الأول انتهت بفوز القادسية بهدفين نظيفين.
الجيل × الفيحاء
وأخيرًا على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي بالأحساء يلتقي فريق الجيل مباراة صعبة جدًا أمام فريق الفيحاء، ويعتبر تتريب الفريقين مطمئن للغاية فالجيل يحتل المركز السابع في لائحة الترتيب برصيد 35 نقطة، فيما لفريق الفيحاء 27 نقطة وهو في المركز الحادي عشر، وربما يكون فريق الفيحاء هو الفريق الأقرب لفرق قاع الترتيب، لكنه ليس بتلك الدرجة الخطرة، فيما فريق الجيل ربما رمى بالمنديل فيما يتعلق بالمنافسة على الصعود خاصة بعد خسارته في الجولة الماضية من فريق الوحدة وهو أحد الفرق المنافسة على الصعود، وقد يكتفي فريق الجيل بمركز أفضل من المركز السابع وهو قادر على ذلك إن حقق جل النقاط المتاحة له في المباريات القادمة، فيما سيكون وضع فريق الفيحاء أفضل وسيبتعد نهائيا عن شبح الهبوط في حالة فوزه بالنقاط الثلاث. ولا يوجد أمام فريق الجيل ما يخسره؛ لذلك سيكون حريصًا على التقدم للأمام وتسجيل هدف سريع مبكر قد يعطيه الأفضلية في المباراة؛ لذلك سيكون صعود الظهيرين في فريق الجيل متكررًا، ولكن بالتناوب حتى يضمن مدرب الفريق تماسك الخط الخلفي في حين ستكون مهمات لاعبي خط الوسط معظمها هجومية ولن تهمل المهمات الدفاعية وسيكون أمام مدرب فريق الجيل فرصة اللعب بمهاجمين صريحين ليضمن تواجد الخطورة الدائمة أمام مرمى الفريق المقابل. وفي الجانب الآخر سيكون فريق الفيحاء مقتنعًا بنتيجة التعادل فيما لو تمكن من الوصول إليها لكون النقطة مقنعة له بشكل كبير خاصة أنه يلعب خارج أرضه وأمام فريق قوي هو بالفعل من فرق المقدمة؛ لذلك سيحرص مدرب فريق الفيحاء على تماسك الجبهة الدفاعية من خلال عدم التقدم المبالغ فيه. مباراة القسم الأول انتهت بفوز الجيل بثلاثة أهداف مقابل هدف.