طالب المشاركون في ورشة (مطار الأحساء... آمال وتطلعات) بضرورة اعتماد بناء وتشييد مطار جديد في الأحساء يواكب مكانة ومساحة وسكان الأحساء وحجم النشاط التجاري والحراك التنموي فيها، مبينين أن أهل الأحساء يتكبدون عناء السفر من أجل أن يسافروا إلى وجهتهم التي يقصدونها.
وأجمع المشاركون في الورشة التي نظمتها غرفة الأحساء ممثلة في اللجنة السياحية بمشاركة الهيئة العامة للطيران المدني وعدد من الجهات الحكومية بالأحساء بقاعة عبدالعزيز العفالق بمقر الغرفة مؤخراً، على أن الجميع مطالبون بإثراء تجربة المطار ودعمها إلى آفاق أرحب، مناشدين الجهات الحكومية المختصة ووكالات السفر والمؤسسات والمواطنين تسويق المطار والترويج له بما يسهم في ازدهاره وتنشيط حركة التجارة والسياحة بالأحساء.
وأكد رئيس اللجنة السياحية بالغرفة عبداللطيف العفالق في كلمة افتتاح الورشة على الدور المهم لصناعة الطيران والنقل الجوي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والسياحية بالمنطقة، مبيناً أن تفعيل التشغيل الدولي لمطار الأحساء لا يزال دون المستوى المأمول بسبب جملة من العقبات والتحديات المتشعبة، مبيناً أن الوضع الحالي للمطار لا يناسب الأحساء ولا مستقبلها الواعد.
وأشار الى أن وتيرة تطوير المطار بطيئة جدا ودون المستوى المأمول، مبيناً أن برج المطار يعمل من 7 صباحاً إلى 7 مساءً فقط ولا يعمل يومي الجمعة والسبت وهو ما يحد من قدرة المطار على استثمار طاقته وفتح فرص لرحلات داخلية وخارجية جديدة.
وأكد العفالق أن مكاتب ووكالات السفر والسياحة بالأحساء عليها واجب وطني للترويج للمطار ودعم تجربة تشغيله، مثمناً تفاعل وتعاون بعض شركات الطيران الخليجية في تسيير رحلات دولية من المطار، مستغرباً في الوقت نفسه ضعف تفاعل وتعاون الناقل الوطني حتى الآن مع مطار الأحساء.
من جانبه، ثمّن أمين عام الغرفة عبدالله النشوان الحضور النوعي والمشاركة الواسعة في الورشة؛ مبيناً أن الغرفة تبذل جهوداً كبيرة من أجل دعم وانجاح تجربة التشغيل الدولي لمطار الأحساء، مشدداً على أهمية تفاعل وتعاون وشراكة جميع أوساط ومكونات المجتمع في عملية تحول المطار إلى دولي، داعياً كافة القطاعات لمضاعفة جهودها ومبادراتها لترويج الرحلات الدولية من وإلى المطار ومضاعفة أعداد الرحلات وتقديم برامج من الحوافز والتسهيلات في حركة النقل الجوي. من جهته، أكد مدير عام عمليات المطارات الداخلية المكلف عبدالباسط السلفي أن مطار الأحساء سيحظى باهتمام كبير من قبل هيئة العامة للطيران المدني، من خلال توسعة صالات القدوم والمغادرة الداخلية وبناء صالة للرحلات الدولية بكامل خدماتها وملحقاتها، مبيناً ان التشغيل الخاص برحلات ارامكو يختلف تماماً عن تشغيل الرحلات التجارية.
وقال السلفي: إن النقل الجوي منظومة متكاملة وكبيرة ومتداخلة ومتشعبة المهام والاختصاصات والمسؤوليات، ولكنها مع ذلك تفترض وجود قواعد ودعائم أساسية لتقديم خدمات مستدامة، تقوم على معايير ودراسات تضع الاعتبار لرغبة ومتطلبات شركات الطيران والنقل الجوي والمسافرين وعدد ساعات التشغيل وغيرها، مبدياً أسفه على عدم تفاعل وتعاون الناقل الوطني في انجاح تجربة التشغيل الداخلي والدولي بمطار الأحساء.
وبيّن أن هيئة الطيران المدني لا تألو جهدا من أجل تقديم الخدمات للمواطنين وانجاح تجربة مطار الأحساء، وأنها تعمل بجد لتنفيذ خطط تطوير المطارات الداخلية ومنها مطار الاحساء من خلال منظومة متكاملة مع شركات الطيران سواء في الداخل أو الخارج، لافتاً إلى أن هيئة الطيران المدني في طور الانتقال لمهمتها الرئيسية ودورها الأساسي وهو الدور التشريعي المنظم للقطاع وليس الدور التشغيلي الذي تضطلع بجزء كبير منه الآن.
وأوضح السلفي أن تشغيل أي محطة يحتم وجود قواعد بيانات ودراسات جدوى تبيّن الفائدة التشغيلية والعائد الربحي لكون المطارات يجب أن تغطي تكاليفها التشغيلية وتحقق ربحية معقولة، وألا تخسر بقدر المستطاع وهو الأمر الذي يفرض علينا جميعا العمل قدر الامكان لإنجاح تجربة التشغيل الداخلي والدولي لمطار الاحساء، مؤكداً استعداد الهيئة للتعاون مع الجميع شركات الطيران والجهات الحكومية، مشيراً إلى أن الحوافز لشركات الطيران يجب أن تطلب لأنها لا تمنح وتعطى دون طلب.
وشهدت الورشة عددا كبيرا من المداخلات والنقاشات التي أبرزت ضعف دور وكالات ومكاتب السفر في الترويج لمطار الأحساء، وعزوف عدد من شركات الطيران الوطنية عن تسيير رحلات من المطار بحجج مختلفة. يُشار إلى أن الورشة ناقشت أبرز التحديات التي تواجه المطار والعوامل المساعدة والمحفزة لجذب وزيادة عدد الرحلات الجوية من وإلى المطار، الدور المأمول من الهيئة العامة للطيران المدني ومكاتب السفر والسياحة في تفعيل المطار، أسباب عزوف بعض الشركات والجهات عن المطار، العقبات التي تواجه شركات الطيران والعمل على تذليلها، بالإضافة إلى دراسة احتياجات العملاء المستهدفين من مطار الأحساء.
والجدير ذكره أن الورشة شهدت حضورا ومشاركة واسعة، حيث كان من بين الحضور المهندس عادل بن محمد الملحم أمين الأحساء وعلي الحاجي مدير هيئة السياحة بالأحساء ونايف الغامدي مدير مطار الأحساء وجمال السعيد مدير الخطوط السعودية بالإنابة في الأحساء وكذلك ممثلون عن بعض القطاعات الحكومية المعنية وشركات الطيران ووكالات السفر ورجال الأعمال.