استقطب أولمبياد الألعاب الشعبية القديمة جماهير مهرجان الأحساء للرياضات الشعبية الأول، الذي تتواصل فعالياته في منتزه الأحساء الوطني على مدار إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، ويحظى بدعم ومتابعة صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية في المحافظة.
في حين تواصل فرقة العمران الشعبية استعراضاتها الفلكلورية، حيث قدمت جملة من الأهازيج التراثية من بينها "صبوا القهاوي"، و"بن علوان" وهذه تنشد أثناء الدخول لميدان الألعاب، وغيرها من الفلكلورات المتنوعة، ومن بين المسابقات التي جذبت شريحة الأطفال لعبة "جمع النقود" والتي شاركت فيها الفتيات الصغيرات وسط تشجيع حار من الأمهات، وفازت بهذه اللعبة الطفلة منة حبيب، بعد أن تمكنت من جمع 95 كرتا ملونا وضعتها داخل السلة المخصصة وهي معصوبة العينين، في زمن لم يتجاوز 3 دقائق، وقد رصدت اللجنة المنظمة جوائز مادية وعينية للفائزات ولجميع المشاركات في هذه اللعبة، وعلى مستوى الأسر المنتجة قدمت جمعية الفضول الخيرية جائزة إحدى الألعاب الشعبية عبارة عن صحن "حلوى" صناعة منزلية بأنامل أم حسين العواد والتي تعمل ضمن برنامج الأسر المنتجة الذي ترعاه الجمعية وقد لاقت هذه الخطوة إشادة كبيرة من قبل المنظمين والجماهير، تشجيعا على تطوير منتجات الأسر وتعريف المستهلكين بها.
فيما شهدت منافسات الأمس ضمن الأولمبياد تفوق فريق بلدة الحلية الشعبية على فريق مدينة العمران، والتي حظيت بمتابعة جماهيرية كبيرة شجعت الفريقين بحرارة لبث روح التنافس الشريف بين اللاعبين المشاركين في لعبة "العصا" والتي استمرت أكثر من ساعة وسط أجواء تراثية جذبت أنظار الجميع، جمعت بين المتعة والإثارة، وقال جواد النجيدي أحد المشاركين في الألعاب، إن لعبة العصا خاصة بالذكور فقط ولا تمارسها الإناث، وتتكون من فريقين يقفان في صفين متقابلين تفصلهما مسافة تقدر بأكثر من 50 مترا، بينما يتم ركز عصا في منتصف المساحة التي تنحصر بين الصفين من اللاعبين، وقبل انطلاق اللعبة يتم تقاسم الأرقام سرا بين اللاعبين بطريقة عشوائية، ثم يبدأ منظم اللعبة أو الحكم بإعلان رقم من كل فريق للمبارزة حول من يتمكن من خطف العصا والهروب بها إلى فريقه، بينما يلحق به اللاعب من الفريق الآخر للإمساك به أو ملامسته قبل وصوله لفريقه، ومن يخسر في المبارزة يكن مصيره خارج اللعبة حتى يتناقص عدد اللاعبين واحدا تلو الآخر إلى نهاية اللعبة ويعلن الفريق الفائز لمن يحتفظ بأكثر عدد ممكن من اللاعبين.
وأكد مشرف الألعاب بفرقة العمران عبدالمحسن الحبابي، أن جميع هذه الألعاب هي من أجل تعريف الجيل الحالي بالماضي العريق والجميل والألعاب التي كان يمارسها الأطفال والشباب في الحقبة الماضية وكيف كانت هذه الألعاب تمارس بأقل وأبسط الأدوات، حيث جميعها تعتمد على خفة الحركة والفطنة وحسن التصرف، مشيرا إلى أن هذه الألعاب تلقى قبولا كبيرا من الجمهور والذي يحضر ويتفاعل معها بشكل كبير، والمهرجان يزخر بكم كبير من الألعاب التي تمارس في الزمن الماضي وسيكون الجمهور كل يوم على موعد مع لعبة جديدة من كنزنا التراثي الذي يتضمن الكثير من الألعاب الحركية والذهنية أيضا والتي لها دور كبير في تعليم الجيل الماضي على الرشاقة وخفة الحركة، والتي تعطينا صورة رائعة رغم بساطتها كبساطة الماضي الجميل الغني بالمرح والغذاء الروحي والعقلي والجسدي.