الإعلام مجال شاسع وواسع للحوار وتبادل الرأي لدوره الحيوي والهام بين المجموعات والأفراد والشعوب خاصة لما يشهده عالم اليوم وكما نلاحظ من انفجار معلوماتي، وأصبحنا نعيش لحظة بلحظة مع الخبر ووسائل التواصل الاجتماعي بكل انواعه.. ومميزاته. أيضاً كذلك الثقافة بأهميّتها كلسان حال الشعوب المتعطّشة لتبادل الحوار الثقافي الذي يؤصل حضارتها ويُقوي العلاقة بين مثقفّيها من كل الأطياف والتي كثيراً ما ساعدت على ربطها بثقافة موحدّة من خلال دور مثقفّيها. وتعتبر وزارة الإعلام والثقافة في بعض الدول من أهمّ الوزارات.. إن لم تكن أمّ الوزارات؛ لأنها تحمل عنوان الإعلام والثقافة ومنذ فتّحت عيني على هذا المسمّى بأنها في كلّ الأحوال تنطق بصدق حال واقعها وهي واجهة ولسان حال الأوطان.. في الداخل والخارج.. ومع أنه قد تمّ الغاؤها وتخصيص الكثير من مؤسساتها في كثير من دول العالم إلا أنها كما هو وضع بعض الدول التي مازالت تسمّي نفسها بالنامية فإنها لاتزال وكما يراها هُم (صمّام أمان)!!!
لكن بتخطيط قصير المدى.. ورؤية تتماشى مع تقاليد تختلف مع عصر وعهد جديد ولكن من رؤية خاصة ومع هذا التحرّك السريع والتغيير وتعيين وزير إعلام وثقافة جديد تبوأ العديد من المناصب القيادية إعلامياً وثقافيا أشعر بتفاؤل للقادم، وأننا بإذن الله أمام صورة إعلامية جديدة واضحة المعالم تختلف تماما عن سابقاتها المقيّدة والتي لا ترى العالم إلا بعين واحدة تعدّاها الزمن وسبقتها الأعاصير ونحن مازلنا بإعلام غامض أحيانا بل مكانك راوح!! لأنني حقيقة عندما أتابع القنوات التلفزيونية ولن أذهب بعيداً!! أشعر بالتجديد اليومي برامج بروح حيّة متابعة للحدث، ثقافة متيقّظة دعم لاّ محدود والتخصيص ثم التخصيص إذا ولا بدّ ولكن لا بروح تجارية فقط بقدر ما هو تأسيس لكيان إعلامي نشمّ من خلاله. روح الوطن فيه!
نفخ روح الوطن فيه!
ولاء.. ثقافة.. وتراث..
لأنه مهما كان الحذر والحيطة فاننا أمام إعلام سريع يسابق الزمن إن لم نجاره تركناه وتابعنا الآخر!! وهذا ما يحصل اليوم مع تقديرنا لقنواتنا إلا أنها مازالت للأسف بطيئة! أمام آلاف القنوات بعد أن كانت بعدد أصابع اليدين وكنّا بها مطمئنين مرتاحين!
اليوم اختلف الوضع.. ومن حسن الطالع أنني عشت وزارات الإعلام منذ تعيين أول وزير لها صديق الجميع الشيخ جميل الحجيلان وتوالى بعد ذلك عليها وزراء أخيار.. عاصرت فترات عملهم عملياً من خلال تعييني في بداية السبعينيات مندوباً لإذاعة صوت أمريكا بالمملكة لفترة أربع سنوات إضافة إلى عملي الصحفي اليومي والذي -بفضل الله- تمكنّت من خلاله توثيق العلاقة والتواصل مع وزراء الإعلام جميعا وكانت بحمد الله علاقة محبّة وتبادل رأي حتى يومنا هذا، الآن وبعد تعيين معالي د. عادل الطريفي وزيراً لهما ماذا عساني ان أزيد، لقد أسهب العشرات من الكتاب وتحدثوا عن الهمّ الإعلامي والثقافي بكل مكوناته، ودون أن نهضم حقوق الوزراء السابقين ولكل منهم اجتهاده وطريقته ومدرسته، بل وزمانه ومتغيّراته.
اليوم نحن نعيش ضمن عالم كبير متجددّ يحتاج لإعلام سريع وحديث يتواكب مع هذا الهيجان الإعلامي والثقافي لكن بنفس الروح والرّتم وما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا ولن اقول خصوصيتنا، بل ما نتميّز به كمجتمع سعودي متفتّح يسابق الزمن، ولما تشهده بلادنا من نهضة شاملة في كافة المجالات ونعيش عهداً جديداً برؤية مختلفة ولأننا في بلد شاسع بل في قارة شاسعة الأطراف تعج بعشرات المثقفين والمبدعين ومن يتطلّع لعالم باعلام جديد يختلف تماما عن عصر الاختفاء وراء عباءة (الخصوصية) والتى لها معايير ومقاييس تحتاج من وزيرنا الجديد إعادة النظر فيها!
لا بد من تغيير الألوان!! حتى يتكيّف المشاهد مع اللون الذي يناسبه! وان يجد المثقفّ حديقة غنّاء يستمتع بأزهارها ويقطف ثمار جهده من أشجارها التي تملأ وطن الخير
بخيراتها فقط تنتظر من يفتح ينابيع مياهها الصافية لتروي عطش المثقّف الذي طال انتظاره لمن يحرّك فيه العودة للإبداع!
لأنه كيف نتوقّع أن يرتقى عقل أو يعلو فكر أو تنتشر ثقافة أو كتاب بدعم محدود وتشجيع قاصر، لقد سمعت وسمع الحضور في أمسية أدبية من وزير إعلام سابق ما أصاب الحضور من مثقفى المنطقة بالصدمة والذهول من أن نصيب الثقافة من الميزانية....!!! وعلَّق البعض لأجل كذا نشوف الأندية الأدبية وجمعية الفنون يتسوَّلان الدعم من الغير حتى تستمرا!!! من هنا أضمّ صوتي لمثقفّي الوطن لابن الوطن للوزير المثقف والمهندس التخطيطي البارع أن يضع الإعلام والثقافة في مكانهما الصحيح، وأن يعيد لهما مجدهما وان يكون لهما من اسميهما نصيب وتأثير وقوة لصدّ الهجمات الإعلامية، بل وحتى الثقافية التي يتعرّض لها الوطن.
بصراحة نتلقّى ضربات كلامية وصحفية من مئات القنوات والتي يصل بثّها لكل أرض وشبر من العالم وصحف تصل لكل مكان ونحن مازلنا بإعلام لا يتعدّى الحدود بجدّ صوتنا مفقود! أتمنى مثلك لأننا جميعا نحبّ وطننا.
اذا لابد أن تتوافر النظرة والشجاعة والإقدام بالعمل الجاد لتغيير السياسة الإعلامية من تحت إلى أعلى إلى متى المجاملة؟!
وكلّي ثقة بل على يقين ان قيادتنا الحكيمة والرائدة لا تمانع بل تؤيد التغيير الذي يواكب العصر، والأهمّ ينافح ويدافع عن أرض الحرمين الشريفين بأصوات أبنائها وعبر قنواتها وإذاعاتها وسفاراتها والتي كان لها دور كبير من خلال ملحقياتها الإعلامية، الأمل بالله كبير وكبير
أن تعود هيبة ومكانة إعلامنا، وهذا هو الوقت المناسب مع متابعة العالم لعاصفة الحزم والنصر بإذن الله. علينا كإعلام إذا أردنا أن ندرك أننا نسير في المسار الصحيح أن نصحّح ليس بالآلة والخدع السينمائية، وإنّما بسواعد شباب وشابّات الوطن الذين فقدناهم تباعاً!!! عندما يشّتد ساعد ابن الوطن ويكسب خبرةً وتجربة (ضيّعناه) لماذا؟!!
بحجّة الميزانية ! قالها ملكنا وقائد مسيرتنا سلمان بن عبدالعزيز يهمني أبنائي وبناتي! ومن هم إنهم بعض ممّن خطفتهم القنوات وغيّبتهم عقول لا تدرك قيمتهم وأنهم الثروة الحقيقية لوطن هو من أعطاهم منه ما يستحقّونه منه من وفاء وعطاء ويستحق الولاء.
إنه الوطن إنه الوطن إنه الوطن غالٍ ... وغالٍ وارفع رأسك أنت سعودي.