أجرت دولة الكويت الشقيقة في الفترة الماضية حملة هدفت لجمع السلاح غير الشرعي من أيدي الناس، من منطلق أن الدولة هي الراعية للأمن والسلم المجتمعي وأن اقتناء السلاح الناري من قبل الأفراد وحمله واقتناءه وتخزينه يتناقض مع تلك الغاية وأن وجوده بينهم دون ترخيص يعرض حياتهم وحياة الآخرين لأخطار عدة، أبرزها تفشي جرائم القتل والارهاب الفردي والمنظم والدخول في تشكيلات للسلب والاختطاف وغيرها مما يدخل أفراد المجتمع أو بعضا منه في سلسلة من الجرائم الكبرى التي قد تهز الأمن والسلم الوطني وتعرضه لتوترات غير مسبوقة.
وبينما دولة بحجم أمريكا يتم بيع السلاح جهرا واقتناؤه وفقا لتصاريح رسمية، وهنالك تنظيم دقيق في هذا الشأن رغم ما يرى من خروقات فردية تحصل جراء هذا التوسع والافراط فيه بأيدي المراهقين في المدارس والشاذين، وتعالي صيحات أطراف من المجتمع المدني ومرات عدة من الادارة الأمريكية نفسها للحد من اقتناء وحمل السلاح لما يمثله من آلة تؤدي لقتل الأبرياء، في ظل أمراض نفسية وسيكولوجية الا أن الاستمرار على هذا النحو يزيد من معدل الجريمة دون منازع في دولة كبيرة، وهنالك أمثلة أخرى لشعوب تفشت فيها هذه الظواهر في ظل انفلات أمني كلبنان والصومال ونيجيريا والفلبين وغيرها أحدثت في المقابل آفات لا تعد ولا تحصى، اكتوى السكان من جرائم السلب والنهب والحكم بقوة السلاح الخارج على القانون على غيرهم والاستقواء بمنظمات وجهات خارجية.
ان المملكة العربية السعودية وفي ظل الأحداث التي تجري في دول الجوار كاليمن والعراق وسوريا ولبنان، وانتشار السلاح على الملأ عندهم يستوجب على وزارة الداخلية والأمن الوطني السعودي جمع السلاح الذي قد يكون بأيدي الناس لأي هدف وقصره على مؤسسات الدولة الأمنية، وبخاصة ونحن نرى ونسمع أن مراهقا شهر سلاح والده او أسرته أمام زملائه أو زوجا قتل طليقته أو والدتها أو لصا أردى في جريمة بشعة مواطنا او وافدا وهنالك من القصص الحبلى التي مرت على أسماعنا وأبصارنا، ناهيك عما تمثله من خطر على السلم المجتمعي وأمن الدولة من الارهابيين، وأوقح مثال على ذلك الجماعات الارهابية التي خزنت السلاح في العوامية مؤخرا لتستخدمه لأعمال تناقض السلم العام، وتهدف لزعزعة استقراره والتعاون مع جهات ودول لا تهدف الى خير للعقيدة الحنيفية ولا الوطن قاطبة، وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من تتبع مصادرها ومحاولة تجفيفها هي وغيرها في مناطق مختلفة، وهنالك أحداث سابقة جرت من التكفيريين عندما استباحوا الحرم المكي الشريف من القرن الميلادي الماضي، وقتلوا في الأحساء أناسا آمنين قبل أشهر عدة مما يدعونا لاثارة هذه القضية لعلها تجد تجاوبا من الداخلية، فتعمد لهذا الاجراء الوقائي حفظا على وتيرة السلم والأمن المجتمعي العام وللحد من الجريمة على المستوى الفردي والجماعي.
وقبل الختام كلما عوى النباح على قناة تلفزيونية فتهجم على أرض الحرمين الشريفين والمقدسات الشريفة والحكومة الرشيدة والشعب السعودي، كلما ازددنا ثقة وبقوة بالتعامل والتواطؤ الذي هم عليه من التعامل السري والمعلن مع اليهود والنصارى، وهنالك أحداث وكتب من بطون التاريخ حبلى سردت وقائعها وها هم أبناؤهم يكررونها في أنماط مختلفة، وهو يزيدنا اصرارا أن المملكة ولله الحمد تنتهج القرآن والسنة النبوية دستورا، مما يصعد من وتيرة النهيق دون استحياء.
وفي الختام ندعو الله تعالى بأن يعز ديننا وينصرنا على من بغى علينا ويخلص المسلمين من المضللين ويجعل كيدهم في نحورهم ويذلهم ويخذلهم آمين.
* أستاذ مشارك مناهج الدمام