يستمر انخفاض درجات الحرارة بالساحل الشرقي في اليوم الثاني على التوالي، فيما عملت موجة الغبار أمس على تراجع ملموس في درجات الحرارة بالمنطقتين الوسطى والشرقية، وتتصاعد تدريجيا الى متوسط الاربعينيات اعتبارا من الثلاثاء وحتى نهاية الاسبوع، وتبدأ الاجواء في العودة الى الصفاء مساء اليوم ان شاء الله، مع احتمالية عودة العواصف الترابية بين وقت وآخر باعتبار الفترة الحالية موسما للتقلبات الجوية على نحو متفاوت، والذي يتميز به فصل الربيع عادة في عدم الاستقرار نتيجة عدة عوامل تصاحب حركة المنخفضات الجوية، كما تسجل الرطوبة مستويات متدنية بما يؤثر في الاحساس بدرجة حرارة أقل، اضافة الى هبوب الرياح الشمالية خلال اليومين المقبلين وتساعد في بعض التخفيف من شدة الحر، كما يطرأ ارتفاع في درجات الحرارة منتصف الاسبوع في مناطق الرياض والقصيم والشمالية. وعلى خط موازٍ لحالة الطقس، تدخل المنطقة الشرقية منزلة "الرشا"، يوم الاربعاء المقبل 29 ابريل الجاري، وفق التقويم الفلكي، ويتزامن موسمها عادة بهبوب الرياح الشديدة وتوقعات الفرصة الاخيرة من امطار الربيع، وتكون مصحوبة بالعواصف الرعدية في حال هطولها بمشيئة الله تعالى، مع استمرار هبوب رياح السرايات، وتشير التوقعات الى احتمالية تساقط امطار خفيفة غدا ان شاء الله على الشمال الشرقي، تمتد الى حائل والقصيم واجزاء من الشمالية، ويُعرف طالع الرشا في الخليج العربي بمسمى (بارح المشمش، والجوازي والطوز واللاهوب)، الذي يمثل نجوما صغيرة على شكل سمكة، ويتبعها من المنازل (الشرطين والبطين) عند منتصف وحتى أواخر مايو في نهاية فصل الربيع بكل طوالعه.
وبحسب خبراء الانواء، لا توجود علاقة بين التقلبات الجوية والنجوم، ويكون الاستئناس بالطوالع لمعرفة الفصول المتعاقبة، حيث يرجع ذلك الى الحسابات الفلكية المتوارثة التي أُخذ بها كعلامات للاهتداء الى ما يتكرر في مواقيت متعاقبة من كل عام، وذلك قبل تطور الامكانات العلمية الحديثة في الرصد للأحوال الجوية، وبالتالي الاستدلال بها في أمور الحياة من ركوب البحر وفي مجالات الرعي والزراعة وغير ذلك، فيما يتضح ان احوال الطقس خارج تأثير الطوالع النجمية، ذلك لأنها بعيدة بسنوات ضوئية ولا يصل منها سوى بصيص من النور، وما زالت ثقافة الانواء ممتدة في اطار الطوالع التي يحاول مهتمون من خلالها قراءة الخارطة الجوية وفق عودة النجوم الى اماكنها في السماء، وتتدخل الخبرة في التعامل مع مؤشراتها في توقعات الطقس المحتملة، والتي بدت في معظم الاحيان غير واقعية. ومن وجهة نظر الباحث الفلكي عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، فإن الدورة الـ 24 الحالية للشمس تؤثر مباشرة في طبيعة الأحوال الجوية - بمشيئة الله تعالى - في استمرار موجات العواصف الغبارية وارتفاع درجات الحرارة، وكذلك احتمال هطول الأمطار، لافتا الى صعوبة التنبؤات الجوية على المدى البعيد، كما هو بفصل الربيع الذي صادف حالات طقسية خلاف ما كان متوقعا، وقبل ذلك في تباين بداية وانتهاء المواسم خريفا وشتاء، وهو ما يعني ان العام الحالي يمثل حالات غير متجانسة مع طوالع الانواء والحسابات الفلكية في كثير من الخصائص المعتادة، ولم تتطابق الرؤية ضمن هذه التوقعات في اعتبارها محتملة التكرار، مما يعد مؤشرا على نوع ومدى التأثير الشمسي الحالي بما يرتبط بمتغيرات قد تكون غير مألوفة من حيث عدم الاستقرارالجوي بشكل عام، وخاصة ما نشهده واقعيا في النقلات الفصلية.