العلا إحدى مدن المملكة، وتتبع إداريا لمنطقة المدينة المنورة، وتبعد عنها تقريبا 300 كيلو متر شمالاً. ذكرها ياقوت الحموي في معجمه، بضم أوله، والقصر، وهو جمع العليا، وهو اسم لموضع من ناحية وادي القرى بينها وبين الشام، نزل بها رسول الله في طريقه إلى غزوة تبوك، وحدد بها مكانا لمسجد وضع حدودة بالعضام فبناه أهلها بعد ذلك واسموه مسجد العضام، وكانت قديما تسمى ـ ديدان ـ.
ويروى أن سبب تسميتها بالعلا أنه كان بها عينان مشهورتان بالماء العذب، هما: المعلق، وتدعل، وكان على منبع المعلق نخيلات شاهقات العلو يطلق عليها العلي.
وتقع مدينة العلا بين جبلين كبيرين على واد خصب التربة تزرع فيه النخيل والحمضيات والفواكه، كما تتوفر المياه الجوفيه على مسافات قريبة رغم الشح الكبير في الأمطار، وهي من ضمن المواقع الأثريه المسجلة بمنظمة اليونسكو.
أثار الحجر
«الحجر» من أهم الأماكن الأثرية بها كما ذكرها "ياقوت الحموي" في معجمه بالكسر ثم السكون، وتقع الحجر على بعد 22كم شمال شرق العلا، ويستمد الحجر شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، ومن اصحابه المعروفين بقوم ثمود الذي جاء القرآن بذكرهم بأنهم رفضوا دعوة نبي الله صالح، وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية.
"الحجر" أو مدائن صالح من الأماكن الأثرية التي يمكن أن يطلق عليها المتحف المفتوح، حيث تبلغ مساحة المنطقة الأثرية 13.39 كم وتضم هذه المساحة آثارا قائمة وأخرى تنتظر الكشف عنها. والآثار القديمة في الحجر تتمثل في أماكن العبادة والنقوش الصخرية التي تركها الأقوام المتعاقبة، وهي آثار ثمودية ولحيانية ونبطية. ويبلغ عدد المدافن بمدائن صالح 131 مدفناً وتقع جميعها في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75 ميلادية، وهي تحمل ملامح فنية رائعة وغاية في الجمال، فالمقبرة عند أصحاب الحجر لصاحبها وأسرته جيلاً بعد جيل، كما نحت أعلاه لوحة سجل عليها وصيته وأن هذه المقبرة تخصه وتخص عائلته وتعد آثار الحجر من أبرز وأهم المواقع الأثرية في العالم.
وأيضا من أهم الأماكن الأثرية بالعلا:
- قصر الفريد وهو الاسم المحلي عند أهل المنطقة وسمي بهذا الاسم لانفراده بكتلة صخرية ضخمة مستقلة، وكذلك لانفراده بواجهة كبيرة ومميزة.
- محلب الناقة وهو حوض حجري كبير يعرف بمحلب الناقة أي ناقة صالح. بينما هو في حقيقة أمره وكما ذكر علماء الآثار مجرد بقايا معبد نبطي قديم وليس هو محلب الناقة.
- الخريبة وبها محلب الناقة وهو عبارة عن حوض كبير يقال إن ناقة صالح تحلب لبناً يشربه الناس وتشرب الماء في ذلك اليوم كما ورد في القرآن الكريم."لكم شرب ولها شرب يوم معلوم" إلا أن علماء الآثار أجمعوا على انه بقايا معبد لحياني قديم وليس محلب ناقة صالح.
- المزحم: وهو عبارة عن ممر ضيق تروي الأساطير أنه المكان الذي عقرت فيه الناقة.
- جبل الحوار: وهو عبارة عن جبل كبير أملس يذكر العامة من الناس انه دخل فيه حوار ناقة نبي الله صالح بعد عقر الناقة.
- الحويره: وهي عبارة عن جبل كبير أصغر من جبل الحوار وهو أملس والذي هرب له صغير ناقة صالح بعد عقر أمه.
الآثار الإسلامية
للعلا آثار إسلامية قديمة تبدأ من السنة السابعة للهجرة، حيث مر بها الرسول وصلى بها، وأقام موسى بن نصير قلعته في أعلى جبل وسط العلا، وكذلك أثار سكة حديد حجاج الشام ومن تلك الآثار الإسلامية:
- محطة سكة حديد الحجاز: وهي عدة محطات على خط سكة حديد الحجاز التي تربطها ببلاد الشام مروراً بمدينة تبوك ويذكر انه بدأ العمل بسكة الحديد تلك في تشرين الأول لعام 1899م.
- قلعة الحجر الإسلامية: ورد ذكرها في رواية المقدسي وهي عثمانية بناها العثمانيون عام1375 هـ 985 م كاستراحة لحجاج بيت الله الحرام.
- قلعة موسى بن نصير: أنشأها القائد المسلم موسى بن نصير على جبل شاهق وسط مدينة العلا.
منطقة آثار الحجر من أهم الأماكن الأثرية للزوار