شدد معالي عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية على ان الرد العربي من خلال عاصفة الحزم كان مناسباً، ورسالة قوية من الدول العربية مفادها اننا لن نقبل تدهور المنطقة، وانه لم يعد هناك مجال لتقبل وعود من الغرب باحتواء الامر، وترتيب أولويات البيت العربي الذين هم أدرى وأولى بترتيبه مشددا على ان انضمام مصر لعاصفة الحزم كان قرارا سليما.
وقدّم عمرو موسى امس تحليلاً مفصلاً للأوضاع السياسية الراهنة في الوطن العربي، وتناول خلال جلسة «التحولات السياسية في المنطقة» التي عقدت في ختام فعاليات منتدى الإعلام العربي في دبي، التحديات التي تواجه الواقع العربي والتي باتت فيه حركات الإسلام السياسي اللاعب الأبرز في أحداثه.
وبدأ الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية حديثه بإشارة إلى المؤامرات التي حيكت منذ عقود للأمة العربية، مثل «الشرق الأوسط الكبير»، و «الفوضى الخلاقة»، مؤكداً على مسؤولية الدول العربية تجاه ما يحدث في المنطقة، ووجود أخطاء عربية تتعلق بسوء إدارة الحكم، والتعاطي مع التغيرات التي تحدث في العالم بشكل خاطئ، وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى تفجر الوضع على الأرض، وإحداث تأثيرات سلبية على حياة المواطنين في شتى بقاع العالم العربي.
وأشار موسى إلى انه على الرغم من التغيرات الجوهرية التي تحدث في المنطقة، إلا أن العرب أرادوا ان يدخلوا القرن 21 من زاوية مختلفة عما كانت عليه الحال خلال القرن الماضي، حيث كانت بعض الدول العربية تعاني سوء إدارة للحكم، مضيفاً أن العالم يحتفل حالياً بمرور 100 عام على اتفاقية «سايكس بيكو» التي وُقعت عام 1916، ورسّمت الحدود العربية، وأن هناك من المحللين من يرى حتمية التغيير بعد مرور كل هذه الفترة الطويلة.
وأكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية على أن هناك العديد من أجهزة العالم تدرس حالياً إعادة ترتيب المنطقة العربية وتشكيل كيانات جديدة، وهو ما يجب ان تنتبه له دول المنطقة ويستدعي تدخلاً سريعاً وحازماً لوقف ما وصفه بـ «المهزلة».
وتساءل موسى في معرض حديثه عما سماهم اللاعبين بالشأن العربي، هل تريد الدول العربية أن تكرر الأخطاء التي حدثت في القرن الماضي، وإذا كان العكس فيجب علينا ان نغير أنفسنا والسير في الاتجاه الصحيح.
وعرّج السياسي المحنّك على الوضع الإقليمي، مشيراً إلى أن اهم حدثين وقعا في المنطقة هذا العام هما توقيع الاتفاق الإطاري بشأن البرنامج النووي، وعاصفة الحزم التي قامت بها الدول العربية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.
وذكر موسى ان الاتفاق المزمع حول البرنامج النووي الإيراني، يصاحبه تأثيرات خطيرة على خارطة المنطقة، واستهانة كبيرة بالكيان العربي، وهو ما أفصحت عنه الدبلوماسية الإيرانية من السيطرة على أربع عواصم عربية، وزعمها أن بغداد ليست عاصمة عربية، وهو ما يضر بالمصلحة العربية وهيبة العرب ككيان قوي وله جذوره الضاربة في عمق التاريخ.
وحول أولويات التدخل لانقاد الوضع العربي، أكد موسى على ضرورة القيام بخطوات حقيقية وحازمة وسريعة، تبعا لما تقتضيه الحاجة بغض النظر عن الأولويات، وأن الوضع العربي لم يعد يقبل الهيمنة الامريكية أو الإيرانية أو حتى التركية على المنطقة.
وفي سؤال حول الدور المصري في المنطقة قال موسى: ان هناك مخططات ترمي إلى إبعاد مصر عن دورها الرئيس والمركزي كلاعب مهم في المنطقة، مؤكداً على أهمية مصر في إحداث التوازن بين الدبلوماسية الناعمة للدولة التركية، والخشنة لإيران.
وأكد موسى أن الحركات الإرهابية مجرد مرحلة، وداعش لا تعدو كونها «سحابة داكنة» في الحاضر العربي ولن تستمر طويلاً، لأن تلك الجماعات ما هي إلا ردود فعل ناتجة عن الجهل الذي استمر لسنوات، وسوء الحكم الذي كرّس للفرقة والعنصرية والشحن المذهبي.