وصفت جمعية مكافحة التدخين في المملكة «نقاء»، اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ بأنها «هلامية» وأقل فعالية مما تطمح إليه الجمعية تجاه قضية مكافحة التدخين بالمجتمع.
وأكد رئيس مجلس الجمعية البروفيسور محمد جابر يماني لـ«اليوم» أن اللجنة لديها استراتيجية، لكنها لا تسير وفقها نتيجة تباعد اجتماعاتها وعدم استمراريتها وكثرة أعمال أعضائها من الوزراء.
وأوضح أن دراسة تحديد نسب دقيقة للتدخين يجب ان تتبناها الدولة بمقترح من اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ على مستوى مختلف مناطق المملكة؛ نظرا لارتباطها بأعداد السكان وطبيعتهم، وتحتاج فريقا وتكاليف مالية ضخمة تصل لعشرات الملايين، وهي تقريبا تشبه المسح الشامل للتعداد السكاني مع الفارق بينهما.
وعن المدن الاعلى في التدخين، اشار يماني إلى عدم توفر نسب محددة ودقيقة علمية، وإنما هناك رصد وملاحظات تشير الى انه ربما يكون أقصى الشمال وأقصى الجنوب الأكثر نسبة في التدخين وأيضا جدة، ولكن ذلك لا يصل للمستوى العلمي الدقيق الذي يمكن أن تبنى عليه استراتيجية لمكافحة التدخين، مشيرا الى ان آخر دراسة عن التدخين بالشرقية اجريت قبل 5 سنوات تقريبا في حي الثقبة تحديدا، وكانت نتيجتها خطيرة ومزعجة للجمعية، بعد ان كشفت أن ثلاثة أرباع الحي يدخنون قبل المرحلة الثانوية، فيما تفاوتت النتائج في دراسة أخرى عام 2010 على مستوى مدن ومحافظات المنطقة الشرقية ما بين 10 إلى 36 % مع مراعاة وتقدير الطبيعة والظروف والمعايير والسكان، وهي الدمام 30 %، الخبر 30 %، القطيف 29 %، الأحساء 26 %، وحفر الباطن 36 %، ورأس تنورة 28 %، وبقيق 24 %، وصفوى 29 %، والجبيل 30 %، والخفجي 30 %، وعريعرة 10 %، والقرية العليا 25 %، والرفيعة 22 %.
وقال البروفيسور يماني: إن المبلغ الذي يرصد للجمعيات الخيرية لمكافحة التدخين يتراوح بين 10 الى 15 مليون ريال، ويشمل الايجارات ورواتب الموظفين ومصروفات أخرى لبرامج المكافحة والتوعية أقل بكثير من مواجهة جائحة التبغ بمختلف أنواعه، بينما تصل ميزانية برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة لـ 20 مليون ريال.
وطالب الوزارات السيادية وذات الشأن أولا بتفعيل القوانين والأنظمة لمكافحة التبغ ثم رفع أسعاره، خاصة وان أسعاره بالمملكة متدنية مقارنة بدول الجوار وحول العالم.
وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت أن التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريباً، ويودي كل عام بحياة 6 ملايين نسمة تقريباً، ومن الممكن إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة أن يزيد عبء الوفيات الى أكثر من 8 ملايين حالة بحلول عام 2030، كما يعيش نحو 80% من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
