يكمن الضرر الاقتصادي الكبير لسوسة النخيل الحمراء في أن النخلة المصابة خاصة إذا كانت بالغة وإصابتها شديدة وتم إزالتها فإن محصولها سيفقد نهائيا هذا الموسم والمواسم القادمة لأن النخلة الأم تم إزالتها، وسيكون تعويضها بزراعة فسيلة جديدة ونموها ووصولها الى بداية سن الإثمار يحتاج لسنوات عدة. وحذر مسؤولون في برنامج مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء ووقاية المزروعات، ضمن ملف «اليوم» الشهري التاسع «قطاع التمور.. رافد اقتصادي مهمش»، من مخاطر سوسة النخيل، مشيرين إلى أن أهم الأسباب التي جعلت سوسة النخيل الحمراء آفة خطرة تعدد أجيالها خلال العام وعدم وجود فترة سكون عن التكاثر وقصر مدة الجيل من 3 إلى 4 شهور، إضافة إلى إمكانية تزاوج الأنثى أكثر من مرة خلال فترة حياتها مما يزيد من اقتدارها التناسلي والبقائي، وكذلك كثرة عدد البيض التي تضعه الأنثى الذي يوضع محمياً في الثقوب والجروح.
ومعلوم أن سوسة النخيل الحمراء حشرة وافدة إلى المملكة، حيث تم اكتشافها لأول مرة عام 1407 هـ، ويرجح أن تكون الإصابة قد انتقلت من نخيل الزينة من نوع الكناري او الواشنطونيا او جوز الهند التي تم استيرادها من احدى الدول المصابة بهذه الحشرة ثم انتقلت الإصابة إلى باقي مناطق المملكة. وقال المهندس سعد عبدالرحمن العبدان مدير إدارة برنامج مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء ووقاية المزروعات بالأحساء: إن هذا البرنامج حظي باهتمام من الحكومة ومن وزارة الزراعة بشكل خاص، للعناية بهذه الشجرة المباركة ووفرت كل الإمكانات في سبيل مكافحتها.
وأضاف «تم توفير السيارات والمعدات والأفراد للقيام بمهام المكافحة إضافة إلى توفير آلة فرم النخيل والتخلص الآمن من المخلفات الزراعية والإستعانه بالخبراء من شتى أنحاء العالم، والنتيجة الطبيعة لهذا الاهتمام هو الانخفاض في أعداد النخيل المصاب في الأحساء، وما عزز مصداقية هذا الانخفاض هو الانخفاض المصاحب لأعداد الحشرات الملتقطة عن طريق المصائد الفيرمونية». وأشار إلى أن إدارة برنامج مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء ووقاية المزروعات بالأحساء تهدف إلى مكافحة الحشرة من خلال برامج مكافحة حقلية مصحوبة ببرامج ارشادية وتثقيفية للمزارعين وابنائهم بخطورتها وكيفية مكافحتها».
وتابع: «إن إطلاق تسمية برنامج على القسم المختص بمكافحة آفة سوسة النخيل الحمراء لم يأت عبثا إنما كتوصيف حقيقي لمجمل العمليات والتدابير التي اتخذتها المديرية للحيلولة دون القضاء المحتم على أشجار النخيل نتيجة دخول هذه الحشرة الوافدة إلى منطقة زراعية مكتظة بالنخيل كما هو حال الواحة مع توافر جميع الظروف المثالية لها للبقاء والتكاثر». وأردف: «الموطن الأصلي لسوسة النخيل الحمراء جنوب وجنوب شرق اسيا حيث صنفت لاول مره في عام 1906 كآفة خطيرة على نخيل جوز الهند وبينما في عام 1917م صنفت كآفة خطيرة على نخيل التمر في ولاية البنجاب في الهند وفي عام 1987م اكتشفت في المملكة العربية السعودية وفي عام 1990 سجلت في مصر ثم انتقلت الى اوروبا (اسبانيا). وفي الوقت الحاضر تعتبر هذه الآفة مدمرة لنخيل جزيرة الكناري، وفي أوائل 2009 اكتشفت في منطقة البحر الكاريبي وفي 2010م اكتشفت في لبنان ومنطقة لاغونا في ولاية كالفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية وفي 2011 اكتشفت في مدينة قرطاج في تونس».
وزاد: «حتى الوقت الحاضر تنتشر سوسة النخيل الحمراء في الإمارات والسعودية والبحرين وعمان وقطر والكويت ومصر ولبنان والاردن وفلسطين وسوريا والعراق وايران وليبيا والمغرب واسبانيا وايطاليا وفرنسا واليونان وتركيا وقبرص وجمهورية جورجيا والصين واليابان والهند واندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وبورما وتايلاند وتايون سيريلانكا سنغافورة الفلبين الفيتنام كمبوديا ولاوس ومنطقة البحر الكاريبي (جزيرة كوراكو) والولايات المتحدة الامريكية (كالفورنيا) استراليا واوقينيا (غينيا الجديدة وجزر سليمان وساموا الغربية». دورة الحياة
وأبان المهندس سعد العبدان: «دورة الحياة لحشرة سوسة النخيل الحمراء حشرة كاملة التطور (بيضة يرقة عذراء - خادرة - حشرة كاملة) حيث تضع الحشرة الأنثى حوالي 300-350 بيضة بصورة فردية في أنسجة النخيل الغضة في الجروح واماكن تغذية الفئران وحفار العذوق وحفار الساق خلال فترة حياتها المستمرة لحوالي شهرين في المتوسط و80 – 85% من هذا العدد يتم وضعه في الثلاث اسابيع الأولى بعد خروج الحشرة من الشرنقة ليفقس البيض بعد آيام قليلة معطياً يرقات عديمة الأرجل تتغذى بشراهة على انسجة الجذع الحية ومسببة انفاقاً في جميع الاتجاهات لونها كريمي والرأس محمر ولها 13 حلقة مميزة لها ومدة هذا الطور اليرقي تتراوح بين 2 – 4 اشهر حيث يعتبر هذا الطور المدمر للنخلة ثم في نهاية الطور اليرقي تمتنع اليرقة عن التغذية وتبدأ في بناء شرنقة من ألياف النخلة لتتحول فيها الى عذراء وهذه العذراء تفضل ان تكون الشرنقة الموجودة فيها محاطة برطوبة عالية حتى لا تتعرض للجفاف والموت بداخلها لذا نلاحظ تواجد هذه الشرانق بكثرة في داخل جذع النخلة او متخللة داخل قواعد الجريد ويستغرق بناء الشرنقة 1-3 ايام ثم تبقى فيها اليرقة ساكنة مدة 3 ايام قبل ان تدخل في طور العذراء ويستغرق هذا الطور حوالي 3 اسابيع تتحول بعده العذراء الى حشرة كاملة لتعيد دورة حياتها داخل النخلة او خارجها، وليس للحشرة فترة سكون فهي تستطيع التكاثر على مدى العام ويمكن العثور على كافة اطوار الحشرة في أي وقت من اوقات السنة حيث تبدأ الحشرة بعد خروجها من الشرنقة نشاطها الجنسي المتكرر، ثم تبدأ في وضع البيض، وعملية التزاوج تتم اثناء وبعد التغذية وتحدث في أي وقت من اليوم وتستغرق مدة قصيرة ويحدث التزاوج اكثر من مرة في اليوم، وتستمر هذه العملية حتى بعد توقف الأنثى كليا عن وضع البيض ويكفي الأنثى أن تلقح مرة واحدة في حياتها لتضع بيضا مخصباً».
وأضاف: «فترة ما قبل وضع البيض الأنثى تكون قابلة للتزاوج بعد خروجها من الشرنقة مباشرة وتبدأ بوضع البيض من اليوم الثاني للتزاوج وقد تتأخر الى اليوم الحادي عشر بمتوسط خمسة أيام. وفترة وضع البيض: تختلف فترة وضع البيض من حشرة الى أخرى لكنها تتراوح بين ( 33-70 يوما) وأن نسبة 80% من عدد البيض وضع خلال الأسابيع الثلاثة الأولى. وفترة ما بعد وضع البيض: اشارت الأبحاث الى ان حياة الحشرة امتدت بعد انتهائها من وضع البيض (2-35 يوماً).
ويوضع البيض في قواعد الاوراق والانسجة الطرية الغضة وأماكن الجروح حيث تميل الانثى الى وضع بيضها في الاشجار التي تتغذى عليها خاصة اذا كان عدد الاناث قليلا اما عند وجود عدد كبير من الحشرات في الجذع الواحد تترك الاناث الساق المصاب لتبحث عن عائل آخر اكثر ملائمة للتغذية، وقد وجد بعض الباحثين ان حشرة سوسة النخيل تضع البيض في حفرة عمقها 3 مل تحدثها انثى السوسة بخرطومها حيث تضع من 3-5 بيضات يوميا».
ولفت إلى أن الحشرة تنجذب بشدة الى العصارة النباتية المتخمرة الناتجة عن الجروح كما تنجذب الى الانسجة المتهتكة والمتخمرة الرطبة وذلك بفعل الكيرمونات (وهي جزيئات كيميائية صغيرة جداً جاذبة لسوسة النخيل الحمراء) التي تطلقها النخلة والتي تختلف نوعا وكماً حسب الصنف والعمر للنخلة. وهذا يقدم تفسيرا كيميائيا ملموسا للاختلاف في حساسية اصناف النخيل للاصابة وكذلك الفعل المتبادل بين هذه الحشرة وعائلها ولا تنجذب الحشرة للضوء.
وحول مدى طيران الحشرة، قال: إن الابحاث التي اجريت في اندونيسيا بينت ان الحشرة طارت الى البحث عن الغذاء مسافة 900متر، فيما يميل السلوك التجمعي لحشرة سوسة النخيل الحمراء للتجمع بطبيعتها داخل الجذع المصاب ولكنها تلجأ الى التفرغ بحثا عن غذائها، وأكثر ما تشاهد تجمعات الحشرة في قواعد الاوراق حيث يتوفر لها النسيج الغض الطري المناسب لغذائها من جهة ولوضع البيض من جهة أخرى.
وتابع: «منطقة اتصال الفسائل والكواريب بالنخلة الأم، الفراغات الناتجة عن قلع الفسائل والكواريب من النخلة الأم، اماكن الجروح التي تحدثها الآفات الأخرى في الأنسجة الطرية في النخلة، اماكن الشقوق والجروح في قواعد الكرب والناتجة عن عملية التقليم، القمة النامية للنخيل وخاصة الفحال، منطقة الجذور الهوائية العارية في قاعدة جذع النخلة، قمة النخلة اذا كانت مجذبة (مقطوعة الرأس)، ومن أعراض الإصابة: وجود عجينة مميزة للسوسة، وجود عصارة طرية ذات رائحة كريهة وجود نشارة، موت الفسائل، موت الكواريب، موت النخلة وسقوطها نتيجة لشدة الإصابة، ذبول وجفاف السعف (الجريد)، وجود الحشرة أو أحد أطوارها».
طرق اكتشافها
يقول المهندس يوسف بو حسين نائب مدير ادارة برنامج مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء ووقاية المزروعات بالاحساء: يرتكز نجاح برامج المكافحة ومنذ زمن بعيد على نظم الاستكشاف المبكر وتحديد الاصابة للآفات وذلك في تحديد العناصر المناسبة للمكافحة بناء علي العتبة الاقتصادية للإصابة، وضبط الوقت المناسب والأسلوب المناسب لتطبيق العناصر المختارة لتنفيذ برامج المكافحة المتكاملة للآفات.
وأوضح أنه تتعدد طرق استكشاف وتحديد مستويات الاصابة بالآفات وتختلف تبعا لنوع الآفة وسلوكها في إحداث الإصابة وسلوكها في البيئة المحيطة بها وبعائلها النباتي، وكان الفحص البصري المباشر هو الطريقة الاولى والقديمة في استكشاف الاصابة سواء كان فحصا فعليا في الحقول او فحصا بالتشريح الداخلي للأجزاء النباتية في الحقول او المعامل فيما يعرف بالعينات النباتية، يلي ذلك تطوير طرق الفحص والاستكشاف باستخدام مصائد يتم بها حصر وصيد كل الآفات الحشرية والحيوانية الموجودة في حيز او في اجواء منطقة الفحص، ثم تطورت دراسة سلوك الحشرات والآفات وانجذابها للضوء وتفضيلها للألوان وتم توظيف ذلك في استخدام المصائد الضوئية واللونية في صيد الحشرات وأخذ مؤشرات مبكرة عن تواجدها.
وأضاف: «بعد تطور الكيمياء الحيوية ومعرفة المواد الجاذبة للأفراد داخل النوع الواحد وبين الأنواع المختلفة تم توظيف ذلك في المصائد الفرمونية فيما بين افراد النوع الواحد والمصائد الغذائية التي تجذب الآفة لغذائها، ثم تطورت الفيزياء والفيزياء الحيوية بصفة خاصة وتم استخدام الموجات الكهرومغناطيسية والموجات فوق الصوتية وغيرها من الطرق الحديثة في استكشاف الآفات، وتطورت بعض النظم للتنبؤ بالإصابة بالآفات مرتكزة على المعادلات الرياضية والإحصائية وبرامج الحواسب العلمية ونظم التصوير الالكتروني والاتصالات اللاسلكية وأجهزة التصنت المتطورة ونظم المعلومات الجغرافية ونظم تحديد المواقع بالأقمار الصناعية وغيرها من الوسائل التكنولوجية».
وبين: «تختلف كفاءة الطرق المستخدمة في الاستكشاف باختلاف الافة وسلوكها في إحداث الاصابة ومن اكثر الافات تعقيدا في الاستكشاف حشرة سوسة النخيل الحمراء، وقام العديد من العلماء بالبحث والتطوير للعديد من طرق استكشاف سوسة النخيل الحمراء والتي تدخل اجزاء النخيل بدون ترك أي دليل على دخولها ثم تبقى داخل الاجزاء المصابة من النخلة حني يزيد العدد وتتزاحم وتأتي على محتواها ثم تبدأ بعض الاعراض للإصابة في الظهور والتي تعرضنا لها في المحاضرة السابقة او خروج الحشرات الكاملة للبحث عن مكان جديد للتغذية والسكن فتخرج تاركة وراءها خرابا شديدا، وارتكز العلماء في تطوير الطرق المختلفة على قواعد البيانات الخاصة بسلوك الآفة وطبيعة العلاقة بينها وبين النخيل في تطوير النظم الخاصة بالاستكشاف والتوقع.
الكلاب والـ(GPS)
وأشار إلى استخدام الكلاب المدربة في استكشاف الاصابة بسوسة النخيل اعتمادا على حاسة الشم، حساسات الصوت ووحدة تسجيل الموجات الصوتية موصلة الى احدى النخيل لاستكشاف الاصابة، جهاز الكشف عن الآفات الزراعية (سوسة النخيل الحمراء) طراز (VD).
ولفت إلى النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) ويستخدم هذا النظام في تحديد التوزيع الجغرافي للنخيل، رصد حالات ومواقع الاصابة بالسوسة بدقة، يسهم أيضا في قياس المسافات ومحيط انتشار الاصابة والمواقع التي تخضع للعلاج والسيطرة، وفي تحديد مناطق الحجر الداخلي، ورسم الخرائط الرقمية، وتجميع البيانات في شكل الكتروني بحيث يسهل الرجوع اليها عند عملية التقييم لبرنامج المكافحة في المناطق الموبوءة.
وقال: الأضرار التي تسببها سوسة النخيل الحمراء، أضرار مباشرة: الحشرة التي خرجت من نخلة مصابة لها القدرة على الطيران والتزاوج والوصول الى فسائل ونخيل جديدة ووضع البيض الذي يفقس معطيا يرقات تحدث انفاقا وتدميرا شاملا وموتا للفسائل والنخيل، والحشرات الكاملة التي توجد داخل النخيل المصاب والتي لا تخرج منه تساهم في احداث الضرر بنسلها مسببة الموت لهذه النخيل.
أضرار غير مباشرة: تُسبب الإصابة تعفن الأجزاء المصابة بالنخيل نظرا لنمو الفطريات والبكتيريا، انجذاب خنافس الثمار إلى النخيل المصاب، انجذاب جعل النخيل الى مواقع الاصابة على النخلة، انتشار رائحة كريهة بالمزرعة ناتجة عن افرازات اليرقات في النخيل المصاب، بعض الباحثين أثبت ان الحشرة الكاملة تساهم في نقل النيماتودا.
ولخص المهندس سعد العبدان حديثه قائلا: «إن الضرر الاقتصادي لسوسة النخيل الحمراء يكمن في ان النخلة المصابة خاصة إذا كانت بالغة وإصابتها شديدة وتم إزالتها فإن محصولها سوف يفقد لهذا الموسم والمواسم القادمة لأن النخلة الأم تم إزالتها وتعويضها سيكون بزراعة فسيلة جديدة ونموها ووصولها إلى بداية سن الإثمار يحتاج لسنوات عدة».
وأضاف: أهم الأسباب التي جعلت سوسة النخيل الحمراء آفة خطرة تعدد أجيالها خلال العام وعدم وجود فترة سكون عن التكاثر، قصر مدة الجيل 3 - 4 شهور. إمكانية تزاوج الأنثى أكثر من مرة خلال فترة حياتها ما يزيد اقتدارها التناسلي والبقائي، كثرة عدد البيض الذي تضعه الأنثى والذي يوضع محمياً في الثقوب والجروح، ارتفاع نسبة فقس البيض حيث تصل الى حوالي من 80 الى 85%، نجاح عدد كبير من اليرقات في اختراق الأنسجة الحية للنخلة متجهة إلى الداخل محدثة تدميراً كبيراً، قدرة الحشرة على الطيران حيث سجلت قدرتها على الطيران الى مسافة تزيد على الكيلو متر (تجربة)، وجود أطوار الحشرة محمية داخل النخلة يجعل عملية الاستكشاف والمكافحة صعبة، وجود العائل المناسب والمفضل لها وكثافته العددية الكبيرة، الأعداء الطبيعية التي تحد من انتشارها قليلة نسبياً في البيئة المحلية، ملاءمة الظروف الطبيعية، شكل وبنية النخلة حيث إن 70-80 % من الإصابة تكون في المتر الأول من النخلة وهي المنطقة التي تحوي الفسائل والكواريب ما يصعب عملية مشاهدة الأعراض والمبيدات عبارة عن مواد كيماوية تستخدم في قـتل او مكافحة الآفات الزراعية ولا يقصد بالآفات الزراعية الحشرات فقط بل كل كائن يؤثر سلبا على انتاج المحصول المزروع فالاكاروسات والحشائش والقواقع والقوارض ومسببات الامراض النباتية سواء كانت فطرا او بكتيريا او فيروسا تعتبر آفات زراعية. وتدمر الآفات الزراعية حوالي ثلث الانتاج العالمي لمحاصيل الغذاء خلال فترة النمو والحصاد او التخزين وقد تصل الى خسارة 100% للمحصول. وعلى الرغم من ان استخدام المركبات الشبيهة بالمبيدات يعود لـ«الألف الاول قبل الميلاد» عندما استخدم الصينـيون مركبات الزرنيخ كمبيد حشري في الحدائق في الوقت الذي اشار الشاعر اليوناني هويمر (homer) الى حرق الكبريت من أجل تدخين المنازل لطرد الحشرات، الا أن المبيدات الزراعية لم تستخدم بنجاح الا في منتصف القرن التاسع عشر عندما اكتشف مولر «Muller» فاعلية الـ«DDT» على الحشرات خلال الحرب العالمية الثانية.
العلاج
وأكد المهندس سلمان البراهيم المنسق العام لبرنامج مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء ووقاية المزروعات بالاحساء، أن عملية علاج النخيل المصاب بحشرة سوسة النخيل الحمراء سواء كان كشطا أو حقنا او التخلص من كامل النخلة في حال كانت الاصابة شديدة تأتي في المرتبة الثانية في الاهمية في مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء بعد عملية الفحص والاستكشاف.
وقال: تبدأ عملية العلاج بكشط الأجزاء المصابة وصولا للأجزاء السليمة مع وجود إصابة غير سطحية يجب ملاحقة الأنفاق الناتجة عن قضم اليرقة وصولاً للأنسجة السليمة وفي حال كون الإصابة شديدة فإن علاج النخلة يكون غير مجد خوفاً من سقوط النخلة بعد استئصال جزء كبير منها علماً بأن محصول النخلة سوف يقل بسبب نقص التغذية جراء إزالة أجزاء من الجذع بما يعرف بالموت الاقتصادي للنخلة، وبالتالي يجب إزالة النخلة نهائيا، مشيرا إلى أن إزالة النخيل المصاب بشدة تبدأ اولى الخطوات بإزالة سعف النخيل ومن ثم تقطيع النخلة وإزالتها من الجذور قبل تقطيعها إلى أجزاء صغيرة والتقاط كافة الأطوار الحشرية والتخلص منها.
التخلص من النفايات
وأردف أن التخلص من النخيل المصابة يكون بآلة فرم النخيل والأشجار، مبينا أن آلة فرم النخيل اعتمدت في بداية الربع الأخير من العام 1429 هـ بدعم مباشر من وزير الزراعة حيث بدأت عملية التخلص من مخلفات النخيل بطريقة آمنة وسريعة بالاضافة إلى إعادة استخدام المخلفات الناتجة عن الفرم كسماد بعد معاملته بمواد من البيئة وبما يحافظ على سلامة بيئتنا.
وهي أحد منجزات الوزارة والتي تؤمن التخلص من بقايا النخيل بشكل آمن والاستفادة من المخلفات في بعض الصناعات المتعلقة بتحسين التربة وتسميدها وقد تم فرم ما يزيد على (9800) نخلة خلال العام 2011.
وحول المصائد الفيرمونيونية، قال: الفيرمون رسالة كيميائية بين أفراد النوع الواحد من الحشرات تستطيع الحشرات التقاطها عن طريق قرون الاستشعار وهي مواد جاذبة تفرز خارج جسم الكائن وحينما تتجه لفرد آخر من نفس النوع تحدث استجابة خاصة لهذا النوع وتختص الفيرمونات بتنسيق أداء الكائنات من نفس النوع وغالبا ما تكون هامة في السلوك الجنسي وتنظيم السلوك الاجتماعي، وتستخدم المصائد الفيرمونية كمكافحة ميكانيكة لالتقاط الحشرات الطائرة دون استخدام أي نسبة من المبيدات.
وهناك أنواع كثيرة من الفيرمونات منها: فيرمونات تتبع الأثر، فيرمونات التحذير، فيرمونات النشاط الجنسي، فيرمونات الانتشار، فيرمونات التجمع، كتلك التي تفرزها ذكور حشرة سوسة النخيل الحمراء بعد اكتشافها شجرة نخيل مناسبة للإصابة وعلى أثر هذا الفرمون تتجمع افراد السوسة للتغذية والتكاثر.
ويتم توزيع المصائد بمعدل مصيدة لكل هكتار على مسافة 100 متر ما بين كل مصيدة وأخرى، ويمكن استخدام المصائد كعنوان للمزرعة المحيطة بها، حيث بلغ اجمالي عدد المصائد الفيرمونية التي تم نشرها في مختلف قطاعات الواحة وهجرها قرابة 9000 مصيدة فيرمونية.
مسؤولو برنامج مكافحة حشرة سوسة النخيل خلال ندوة «اليوم»
سلوك حشرة سوسة النخيل الحمراء التجمع داخل المكان المصاب
تختلف طرق استكشاف الإصابة وتتعدد تبعا لنوع آفة سوسة النخيل