"راحوا الطيبين" جملة يرددها من عاش في حقبة السبعينات والثمانينات، ربما يبلغ أكبرهم خمسين عاما وأصغرهم قد يتجاوز الثلاثين من العمر، نشأت هذه العبارة بدعوى الحنين إلى الماضي وتذكر أيامه الجميلة، لكنها لم تمر مرور الكرام على ضيفنا، الذي قاده فكره وشغفه الطموح إلى تأسيس متحفه الأول الذي يجمع مقتنيات الماضي من أجهزة ومعدات وكذلك مشروبات وأطعمة وألعاب فكانت انطلاقة "متحف الطيبين".
التقينا بمؤسس المتحف ماجد الغامدي، والذي عاد مؤخرا بعد مشاركته في ملتقى السفر والسياحة الذي أقيم بالعاصمة الرياض، والذي أفاد بأن فكرة المتحف بدأت معه كهواية قبل 22 عامًا، حين بدأ بجمعها قطعة قطعة والاحتفاظ بها حتى كثرت هذه القطع، وقبل بضع سنوات أحس ماجد بأهمية إيجاد مكان يأوي هذه القطع، ليبدأ بتأسيس متحفه في استراحته الخاصة بالخبر واستخراج التصاريح اللازمة، ليعلن عن تأسيس متحفه في 2004م، ويطلق عليه مسمى "متحف الطيبين"، ويبدأ حينها بترتيب مقتنياته لتصل اليوم وبعد مرور عشر سنوات إلى 5000 قطعة.
ماجد الغامدي تحدث لـ(اليوم) عن المتحف قائلا: "المتحف يركز على جيل الثمانينات والسبعينات، وهي بادرة إنسانية للحفاظ على التراث المجتمعي وحياتهم البسيطة وفترة التحول إلى التطور الحالي، وأتطلع أن يكون متحفا متميزاً ينقلك إلى الماضي الجميل".
وبالرغم من مرور عشر سنوات على تأسيسه للمتحف، إلا أن الغامدي يرى أن مواقع التواصل الاجتماعي اختصرت له الكثير من الوقت خلال العامين الماضيين لتزيد من شهرة متحفه، ومن حسابه بموقع الانستغرام متابعين متشوقين لزيارته.
ويضيف الغامدي قائلا: يضم المتحف العديد من المقتنيات القديمة منها مصحف عمره 400 سنة كتب بخط اليد، كما يحتوي على ما يقارب خمسة آلاف قطعة متنوعة وفريدة، كما يحتوي على بعض ما عرفه جيل الثمانينات والسبعينات من أجهزة ومشروبات ومأكولات وقرطاسيات وألعاب ومواد تنظيف وأدوية، كما أن هناك قسما خاصا بالرياضة وآخر للفنون يحتوي سينما قديمة وأفلاما وأشرطة، وعن طريقة جمعها والحصول عليها قال: البعض منها كانت مقتنيات خاصة والبعض الآخر قمت بشرائه من المزادات والإنترنت وجزء منها وصلني كهدايا من الزوار. وعن هدف مشاركته في ملتقى السفر والسياحة الذي عقد في الرياض ومدى إقبال الزوار على المعرض، قال الغامدي"هدفي من هذا المتحف توعية الناس بأهمية المحافظة على المقتنيات القديمة وكانت طريقة التوعية تعتمد على الشعور الجميل الذي شعروا به عندما زاروا ركن المتحف في المعرض".