رغم الاستعدادات المبكرة لاستقبال شهر رمضان المبارك، في سد احتياجات الأسر من شراء المواد الغذائية والاستهلاكية، إلا أنه لا يزال الإقبال مستمراً في أسواق محافظة الأحساء، فهي تعيش حركة شرائية كبيرة هذه الأيام، وسجلت أسعار المواد الغذائية ومستلزمات شهر رمضان المبارك ارتفاعات متفاوتة في أسواقنا المحلية بلغت 10%، وحمّل أصحاب المحلات كلا من وكلاء ومورّدي المواد الغذائية سبب الارتفاع.
في حين بدأ العد التصاعدي في أسعار المواشي والخضروات مع قرب رمضان، حيث أشار مختصون إلى أن المتوقع أن يصل الارتفاع إلى 30 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.. مطالبين بضرورة التحرك السريع من قبل الجهات المعنية بمراقبة السوق.
موجات رفع الأسعار
وأكدت وزارة التجارة على وجود الرقابة وتجاوبها مع الرقم المجاني للتبليغ عن ارتفاع الأسعار، حيث تقوم فروع وزارة التجارة بتكثيف الجولات الميدانية لفرق المراقبة، والتي تعمل على فترتين صباحية ومسائية، والتي تشمل مراقبة الأسعار ليس على المواد الغذائية فحسب بل على كل المنتجات، كما تهتم الجولات أيضا بمتابعة توفر المواد الغذائية ومدى صلاحيتها، وسلامة تخزينها في المخازن.
وأثارت هذه الارتفاعات النسبية، قلق واستياء المواطنين، وأصابتهم بالشعور بالإحباط؛ لأنه يمس القوت الضروري لكل مواطن، وزاد ذلك الاستياء، حين رُددت أقاويل عن أن بعض موجات رفع الأسعار مفتعلة وليس لها مبرر، مع وجود تلاعب بالأسعار، رغم أنها في بعض الأحيان، تكون واقعية بسبب ظروف السوق؛ مثل الزيادة في التكلفة التشغيلية، وزيادة الطلب في ظل عرض محدود، وهذا بطبيعة الحال سوف يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
أسعار غير مبررة
ويتوقع مواطنون، أن تتزايد الأسعار طالما أن الرقابة متواجدة على استحياء، في ظل جشع التجار وتجار التجزئة بالذات. وأكد المواطنون أن غياب التجارة عن المشهد، شجع حتى العمالة الوافدة التي تعمل في المحلات التجارية، لا سيما تلك التي تدير البقالات في داخل الأحياء، برفع الأسعار على مدار الساعة، دون اكتراث، وفي كافة السلع والمواد الغذائية. وطالب العديد من المواطنون وزارة التجارة وحماية المستهلك النزول للأسواق التجارية قبل رمضان، والاطلاع على ما يحدث من رفع غير مبرر للأسعار.
كما أن قضية الارتفاع في الأسعار بالعرض والطلب المناسبين، في سوق معتدلة، تجبر التاجر على أن يعطي أسعارا معقولة. وعلي الجانب الآخر تؤدي زيادة الطلب في ظل عرض محدود إلى ارتفاع الأسعار. ويؤكد عدد من المواطنين على ظهور معيار آخر جديد، وهو أن ارتفاع الأسعار أصبح عادة وموضة، حيث إن رفع الأسعار شمل العديد من المنتجات.
وفي ذات السياق، حذّر تجار خضراوات وفواكه في الأحساء من زيادات كبرى في الأسعار خلال شهر رمضان المقبل، قد تصل في بعض الأصناف إلى 400%، مشيرين إلى أن بوادر الأسعار حتى اللحظة، تشير إلى أن نسبة الزيادة آخذة في التصاعد يوما بعد آخر، وستصل إلى ذروتها في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، وهو أمر قد لا يتحمّله أغلب المواطنين بحسب وصفهم، مطالبين أن تقوم الجهات الرقابية بدورها للحد من هذه الارتفاعات، ودعا التجار إلى حماية مصالحهم وأعمالهم، بمنع البائعين الجائلين من الوقوف أمام المساجد والجوامع، مشيرين إلى أن المنافسة مع هؤلاء الباعة ليست في صالحهم.
قطار الأسعار
من جهته، بلغت نسبة الارتفاع 30 بالمائة في أسعار المواشي، وازدحمت الأسواق بالباعة والمشترين في سوق الأنعام المركزي بالأحساء، الذي يستقطب منذ ساعات الفجر العديد من التجار.
وقد علّق شمر بن زايد (تاجر أغنام) بأن ارتفاع الاسعار طبيعي، ويستمر لثلاث شهور إلى عيد الاضحى المبارك.. وقد انتعش سوق الأغنام والمواشي منذ شهور الصيف الحالي، حيث كثرت الافراح والاعراس، ويحاول التجار استغلال هذه الفترة المنتعشة (رمضان والعيد)، حيث بمجرد انتهاء عيد الاضحى يهدأ السوق تماما لمدة ليست بالقصيرة.
الحمى الشرائية
مع العد التنازلي لقرب شهر رمضان، تشتعل الحمى الشرائية من الأسر بكافة طباقتهم المادية. يقول المواطن مصطفى اليوسف: استغرب من هذا السلوك الشرائي الذي يندفع فجأة مثل البركان قبل رمضان بأيام، ويشتد في الأيام الأولى منه حتى أن التجار في مجال المواد الغذائية يخزنون سلعهم في مستودعات كبرى استعدادا للمناسبة، ويبالغون في التجهيزات وتنظيم المسابقات وإعلان الجوائز لإغراء وتشجيع الناس على تفضيل الشراء من متاجرهم.
والنتيجة تكون في صالح التاجر الذي يبالغ أكثر وأكثر في الاستعداد، فعلب العصير مثلا التي لا يقبل عليها أحد طوال العام، نجعل لها في رمضان ركنا خاصا يأتي إليها كل زبون لها من أهمية خاصة على السفرة الرمضانية العامرة، وكذلك أنواع الزيوت والمعلبات الغذائية وغيرها من أنواع المواد الغذائية والمعجنات المختلفة والمثلجات الجاهزة لأنواع الخضار والأطعمة، كلها تنتعش هذه الأيام بشكل غير عادي، مما تجعل الوضع بالنسبة لأي تاجر في هذا المجال، يشعر بالتعويض المطلوب، إذا كان قبل رمضان غير راض عن أرباحه ونتائجه التجارية.
تكثيف الرقابة
وأوضح المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بن محمد بووشل، أن أمانة الأحساء، ومن واقع اهتماماتها بجوانب الصحة العامة، وانطلاقاً من الخطط المحددة لتنفيذ البرامج والجولات الرقابية للمحلات والمواقع التي يتعلق نشاطها بالصحة العامة، عملت على وضع وتنفيذ جدول زمني في كل عام لمتابعة تلك المحلات، مضيفاً ومع قرب حلول شهر رمضان الكريم تم إعداد البرنامج الرقابي وفق نوعية الأنشطة من واقع إقبال المستهلكين على ما يتم إنتاجه وصناعته من خلال تلك النشاطات، إذ يتم في الفترة الحالية تكثيف الجولات الرقابية على مستودعات المواد الغذائية والملاحم والثلاجات، وكذلك مصانع الأغذية ومحلات التموين، ليُضاف إلى ذلك وخلال أيام الشهر المبارك تكثيف الحملات الرقابية على المطاعم والفنادق التي تقدم بوفيهات الإفطار والسحور، ويمتد ذلك إلى محلات الحلويات والمكسرات في الأيام التي تسبق فترة منتصف الشهر الفضيل، نظراً لإقبال بعض المستهلكين على تلك المحلات تزامناً مع مناسبة «القرقيعان للأطفال».
من جهته، لفت مدير الإدارة العامة لصحة البيئة الدكتور حسن الخرس ،إلى أن المواطن يمثل عين الرقيب للأمانة، وتعاونه مطلبٌ هام في الإبلاغ عن الملاحظات والمخالفات عبر وسائل التواصل المتعددة (الرقم المباشر 940، موقع الأمانة الإلكتروني (خدمة صوتك مسموع)، الرقم الموحد 920011050، قناة التواصل الاجتماعية (الواتس آب) 0548368888). مشيراً إلى أن برامج المتابعة والرقابة الصحية على المحال المتعلقة أنشطتها بالصحة العامة، تأتي انطلاقاً من توجيهات ومتابعة أمين الاحساء المهندس عادل الملحم، تمشياً مع توجيهات معالي وزير الشئون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ، تأكيداً على السلامة الغذائية لما يُقدم في مجال الصحة العامة من أغذية، وما يُعرض فيها للاستهلاك الآدمي أو الادوات المستخدمة في تقديم الخدمة لقاصديها، ومدى تطبيق الاشتراطات الصحية ونظامية العاملين بها، والتأكيد على خلوهم من الأمراض السارية.
استعداد الخضار والفواكه لشهر رمضان
تجار التجزئة اتهموا الموردين بالغلاء