صرح اقتصاديون لــــــــ"اليوم " أن متانة الاقتصاد السعودي ترتكز على أرقام مهمة في حجم الاحتياطيات المالية والنقدية العالية واستمرارية وتيرة الإنفاق الحكومي العالي، مشيرين الى أهمية حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن قوة الاقتصاد وهي رسالة طمأنة لكافة المستثمرين بالعالم ودعوة للاستثمار الأجنبي في المملكة.
وأكد الاستاذ بجامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجه أن قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ترتكز على التنوع الاقتصادي والاحتياطات المالية التي قامت بها الحكومة السعودية خلال العقد الماضي من سياسية مالية حكيمة، مبينا أن قوة الاقتصاد السعودي تظهر ملامحه سنويا من خلال إقرار الميزانية السعودية السنوية والتي تزيد في الإيرادات وتزيد من الإنفاق الحكومي العالي سنويا.
وأبان الدكتور باعجاجه أن استمرارية نتائج القطاع الخاص الإيجابية دلالة اخرى على متانة الاقتصاد السعودي، كما تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء يوم أمس الأول، لافتا إلى "أن هناك العديد من القطاعات التي ينتظر أن تبدأ المملكة في التنمية فيها كقطاع المعادن وقطاع المصارف والخدمات المالية وهذه خطوة حقيقية لتنويع مصادر دخل الميزانية السعودية".
وأوضح أن هناك مميزات كبيرة يتميز بها الاقتصاد السعودي حاليا من خلال التصنيف المالي الذي قامت أغلبية المؤسسات المالية الكبرى بإعطائه للاقتصاد المملكة، مع انخفاض كبير للدين العام بالمقارنة مع الناتج القومي، مما يعطي المملكة خيار الاستدانة في حال سجل عجز الميزانية السنوية أو في حال كان لديها رغبة في تمويل مشاريع تنموية جديدة.
وقال الدكتور باعجاجه: إن الحكومة السعودية قادرة بحول الله على تمويل العديد من المشاريع حتى في ظل تقلبات أسعار النفط العالمية، وهذا ما كان من تصريحات وزير البترول المهندس علي النعيمي، حينما تحدث عن أن المملكة مستعدة لتقلبات أسعار النفط؛ وذلك بسبب الحجم الكبير للاحتياط النقدي في المملكة، مشيرا بقوله إن مثل هذا التطمينات هي إشارات كبرى للمستثمرين في المملكة سواء من مواطنين أو حتى من استثمارات أجنبية.
في شأن متصل، أشار عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمدينة المنورة عبدالغني الانصاري الى أن حديث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن قوة ومتانة الاقتصاد السعودي هي رسالة تطمين لكافة المستثمرين بالعالم بقوة الاقتصاد، وهي رسالة جاءت في وقتها في ظل رغبة الكثير من الصناديق العالمية في الاستثمار في المملكة.
وقال الانصاري: "إن هذا الرسالة التي وجهها اهم رجل في الدولة هي ترتكز على الاحتياطات الكبيرة للمملكة، وهو أمر طبيعي، مشيرا إلى أن الملك سلمان يطالب بتسريع وتيرة الاعمال في المملكة ليكون قطاعا داعما للاقتصاد.
وطالب بإعادة تطوير الاقتصاد السعودي من خلال الاستفادة من عدة مجالات كالاستفادة من السواحل السعودية من خلال إنشاء موانئ ومحطات تسليم واستلام للأسواق العالمية، وبالإضافة إلى زيادة وتطوير قطاع الحج والعمرة والقطاع السياحي الذي يعتبر من أهم القطاعات التي ستخلق فرصاً وظيفية كبيرة، ومجال اقتصاديات التمور والذي يعتبر من أهم الروافد الاقتصادية المهمشة والذي يجب أن يتم إعادة النظر فيها من خلال إنشاء مجلس خاص للتمور والنخيل.
فيما تحدث عضو مجلس إدارة الغرف التجارية بالمدينة المنورة عن كسل وجمود القطاع الخاص، مطالبا بالمبادرات وعدم الاستعانة فقط بالقطاع الحكومي في تنمية القطاعات الاقتصادية بالمملكة، مشيرا لأهمية أن تخلق المملكة بيئة اقتصادية مناسبة من خلال التشريعات والأنظمة الجذابة.