أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لـ"اليوم" أن الهيئة حرصت ان يكون في كل منطقة في المملكة على الاقل موقع تاريخي مترابط مع مسار يسجل في قائمة التراث العالمي باليونسكو، مشيراً الى ان الهيئة تعمل حالياً في مدينة الهفوف في محافظة الاحساء بالمنطقة الشرقية لتجهيزها للتسجيل على قائمة التراث العالمي، في ظل وجود تحديات كبيرة لتسجل موقع تراثي وطبيعي في نفس الوقت, منوهاً بدعم أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف على جهوده في ذلك، اضافة الى جهود بلدية الهفوف التي تعمل معنا على قدم وساق، حيث تم انقاذ مواقع كثيرة في الهفوف، كما ان امانة الاحساء تعمل بجهد كبير معنا وتم الغاء العديد من المشاريع حتى تكون وسط الهفوف منطقة تاريخية بكل المقاييس.
واضاف سموه: إن هناك العديد من المواقع التي تسعى الهيئة لتسجيلها، منها على سبيل المثال موقع فيد التاريخي في حائل الذي يسجل في اليونسكو ضمن طريق الحج العراقي، حيث انهينا مسوحات طريق الحج بالكامل ووضعت الخرائط الجغرافية لذلك، ونعمل الآن على ترتيبها بطريق زبيدة وطريق الحج الشامي وطريق الحج اليمنى وخلافها، وفيما يخص مواقع التاريخ الاسلامي انهينا برنامجا كبيرا جداً بمشاركة اعضاء هيئة كبار العلماء للعمل في هذه المشاريع، ونعمل مع سمو أمير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل وسمو امير منطقة المدينة المنورة الامير فيصل بن سلمان على المواقع المهمة للتاريخ الاسلامي، مثل جبل ثور وغار حراء وجبل النور وجبل أحد، ونعمل أيضا مع وزارة الدفاع بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان وزيراً للدفاع، وايضا توجيهه بالاستمرار في المشروع على اهم واكبر متحف للتاريخ الاسلامي والمعارك الاسلامية في بدر.
وأشار سموه إلى انه تم تسجيل 3 مواقع في قائمة التراث العالمي باليونسكو والموقع القادم في 2016 في مواقع الرسوم الصخرية، حيث ان المملكة تعتبر من اغنى الدول في العالم في الرسوم الصخرية، منها مواقع الرسوم الصخرية في جبة والشويمس بمنطقة حائل لتسجيلها في قائمة التراث العالمي باليونيسكو في حائل، ونسعى لتسجيل موقعين كل عام بعد ان اقرت الدولة 11 موقعا جديدا سيتم تسجيلها خلال السنوات الـ5 القادمة.
وعن شراكات الهيئة ومؤسسات المجتمع لترميم المساجد والآثار قال سموه: نحن نحرص على ان جميع مواقع الفعاليات والقرى التراثية والتي فيها كل المشاريع ان يكون المسجد فيها الاساس ويكون حاضرا بقوة، حيث ان السائح السعودي يتميز في بلده بأنه عندما يُسمع الاذان الجميع يتوقف لأداء الصلاة، وهذه ابلغ هدية وعبرة يتشكل عليها هذا البلد، ويمكن ان اصف الهيئة بأنها مؤسسة شراكات.. وهيئة السياحة لا تعمل الا بشراكة ولا تعمل من الاعلى بل تعمل من القاعدة مع وبين الناس، ولا تتخذ اى قرار إلا بمشاركة المجتمع، مشيراً الى ان لدى الهيئة اتفاقية قوية مع وزارة الشؤون الاسلامية ووزارة الشؤون البلدية والقروية واكثر من 85 اتفاقية تُدار بشكل كبير.
وأضاف سموه: وقعنا اتفاقية مع شركة ارامكو في موضوع "عيش السعودية"، وقبلها وقعنا مع وزارة التعليم اتفاقية محدثة بناء على كل الانجازات التي تحققت، ونجد من الوزراء ورؤساء المؤسسات تعاونا كبيرا، والهيئة جسورها ممتدة بتوجيه القيادة منذ تأسيس الهيئة في عهد الملك فهد -رحمه الله- والمغفور له الملك عبدالله، والأمير سلطان والأمير نايف «رحمهما الله»، ثم الملك سلمان «حفظه الله» الذي هو مرجع للهيئة كرئيس مجلس الوزراء، ولذلك فالهيئة هي هيئة الناس وتعمل مع الناس.
وقال سموه: "الهيئة مشروع اقتصادي وليس مشروعا سياحيا فقط، حيث ان الهيئة تُدير 22 مسارا كبيرا جداً، من ضمنها مسارات اقتصادية، وتم الاتفاق مع وزارة المالية وتوقيع محضر للتمويل السياحي، سيكون نقلة نوعية وكبيرة جداً للسياحة الوطنية، ونترقب ان نجد قريبا موافقة الدولة على تأسيس شركة قابضة للتنمية السياحية وتملكها الدولة، حيث تم الاتفاق مع صندوق الاستثمارات العامة بموافقة وزير المالية لتطوير البنية التحتية وتجهيز المواقع، واعتقد ان السياحة الوطنية مع التمويل والشركة القابضة ستعمل بنظام تمديد المدة التأجيرية الى 50 سنة وأكثر، ونعمل مع البلديات للانطلاق في ذلك، ولدينا المئات من المستثمرين على أهبة الاستعداد للاستثمار في وطنهم وحتى في مواقع نائية، مشيراً الى ان نظام التمويل يُعد نظاما جديدا يركز على المدن تحت مليون نسمة ويرفع التمويل الى 100 مليون.
سموه متحدثا بمناسبة افتتاح المسجد
مسجد الشافعي أحد المعالم التاريخية بجدة
