العسل له من الفوائد ما لا يمكن حصرها في جانب واحد، أو حتى جوانب مختلفة، فمكونات العسل الفريدة والمتميزة تجعل منه ذا قدرة شفائية مدهشة للعديد من الأمراض والأعراض، ويكفي بنا إشارة القرآن الكريم بوضوح لهذه القدرة العلاجية وقد أثبتت ذلك الكثير من الدراسات. وتمتاز الأحساء بعديد من النحالين الذين يسعون إلى ايجاد العسل المصفى.
وذكر النحال يوسف الاسماعيل، تبدأ عملية تحضير العسل من رحيق الزهور، وذلك عن طريق جمعها من قبل النحل، عبر ألسنتها التي تعمل الأنبوب فيمر الرحيق من الزهرة إلى بطن النحلة ليتم تخزينه هناك، علماً بأن معدة النحلة تستطيع تخزين كمية كبيرة من الرحيق وعند عودة النحلة الموكلة بجمع الرحيق إلى الخلية، يمرر الرحيق إلى الشغلات وذلك عبر الفم، ليتم فرز الإنزيمات الخاصة بتكسير السكريات المعقدة في الرحيق إلى سكريات بسيطة، ليكون أسهل هضماً للنحل، وأقل عرضة لمهاجمة البكتيريا له بعد تخزينه داخل أقراص العسل وتقوم النحلات بتهوية وتجفيف أقراص العسل عبر تحريكها لأجنحتها، وذلك حتى يأخذ العسل مكانه بشكل جيد ومريح، وليصبح أكثر سماكة وحلاوة. يبدأ جني العسل من قبل البشر عن طريق جمع إطارات خاصة توضع عليها خلية النحل ليتم كشط العسل منها بسهولة دون إزعاج النحل، وكي يسهل إغلاقه مرة أخرى بعد ذلك يتم وضع الإطارات داخل جهاز خاص لاستخراج العسل وهو جهاز للطرد المركزي، فتدور فيه الإطارات لينزل العسل للأسفل، ثم تبدأ عملية إزالة أي قطع من الشمع أو بعض الجزيئات الأخرى العالقة، والبعض يلجأ لإزالتها بعمليات التسخين فهي تسهل عمليات إزالة أي بقايا عالقة وبعد الانتهاء من عمليات إزالة أي مواد عالقة، تبدأ عمليات التعبئة في زجاجات خاصة محكمة الإغلاق ثم توزع على المحلات ليتم بيعها.
وأضاف: الكثير يبحث عن العسل الاصلي من اجل الفائدة منه والعلاج، وإذا كان مغشوشا فالشخص يفقد الثقة في العسل، باعتباره علاجا وأهم فوائد العسل يقلل من حدوث اضطرابات المسالك البولية، الإسهال والغثيان، مضاد للبكتيريا والفطريات، يحتوي العسل على مركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة التي تساعد في الحد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض القلب، يحتوي العسل على البروبيوتيك التي تساعد في دعم نمو ونشاط البكتيريا الجيدة في الأمعاء، مما يجعلها فعالة بشكل جيد أثناء عملية الهضم، كما يستخدم في مستحضرات التجميل المختلفة، إضافة إلى أنه يحتوي على سكر الفركتوز والجلوكوز وتناوله يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، يخفف من آثار الحساسية التي تتشكل من حبوب اللقاح أثناء فصل الربيع.
وذكر النحال والتاجر في بيع العسل إبراهيم اسماعيل أن تجارة العسل رائجة في سوق المملكة، بشكل عام، والأحساء بشكل خاص، والجميع يبحث عن العسل الاصلي الذي يتميز عن المغشوش بأنه لون واحد في القارورة وليس طبقتين. وبيع العسل في جميع مواسم السنة، ولكن يزداد في فترة الشتاء، وعن سعر العسل فهو يتراوح بين 300 إلى 500 ريال للتر الواحد، وعن خلايا النحل فنحن نشتري الخلايا من وزارة الزراعة أو الشركات الخاصة الموثوق بها ونشترط ان تكون ملكة النحل شابة والنحل مع البيض سليم. وعن تغذية النحل المتعارف عليه في دول العالم فهو الزهور، ولكن بسبب عدم توفر الزهور في الدول الحارة كالمملكة فالنحل يتغذى على السكر.
وذكر النحال محمد الصالح شروط مكان المنحل عديدة، ولها تأثير كبير في نجاح المشروع أو فشله، ومن هذه الشروط منطقة زراعية متعددة الزراعات الرحيقية، وبعيداً عن البيوت والأطفال والأنوار الليلية وحظائر الأبقار والأغنام والدواجن وروائح الكريهة، وقريب من مصادر مياه نظيفة وبعيد عن هبوب الرياح وتواجد غرفة خاصة كمستودع لأدوات النحل مزودة بنوافذ ويمكن الكشف على المناحل ربيعياً كل أسبوع مرة على الأقل وصيفاً كل عشرة أيام قبل شروق الشمس.
وأضاف من أهم الأسباب التي تدعو الى الكشف مشاهدة الملكة والاطمئان على سلامتها، وإن وجود البيض أكبر دليل على تواجدها، مع الانتباه الى أنه ليس من أمهات كاذبة، مشاهدة الحضنة بشكل نظامي تنظيف الاطارات، مقاومة دودة الشمع، التأكد من عدم وجود أمراض، ومن وجود غذاء، وغيرها من الخيارات التي تدعو الى الكشف، ويمكن أن ننفذ بيانا عمليا على الواقع لمن يرغب لمعرفة طريقة الكشف والغاية منها.
وذكر مدير صندوق التنمية الزراعية بالمنطقة الشرقية المهندس خالد الديولي أن في ظل هذه الدولة الرشيدة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لا تغيب رعايته عن أحد، فقد شملت النحالين وتنظيم مهنتهم، بناء عليه صدر المرسوم الملكي رقم (م/15 ) القاضي بالموافقة على نظام تربية النحل، والذي بموجبه أصدر معالي وزير الزراعة (يحفظه الله) اللائحة التنفيذية لهذا النظام، وبموجب هذه اللائحة يحصل النحال على التراخيص اللازمة التي تمكنه من الاقتراض من صندوق التنمية الزراعية:
والصندوق يقرض نوعين من المناحل المناحل الثابتة والمناحل المتنقلة،
وذلك بهدف تربية النحل لمزاولة نشاط رعاية طوائف النحل واستغلالها في منتجات النحل أو اكثار النحل وانتاج الطرود، أو تلقيح المحاصيل، ويجب ان يكون لدى المقترض مقر للنحل مملوك له بموجب مستند مقبول لدى الصندوق، ويجب ان يحصل على ترخيص من وزارة الزراعة، وان يحصل على بطاقة نحال، والمناحل العادية لا تزيد عن 100 خليه، ومشاريع النحل المتخصصة حسب عدد الخلايا المعتمدة في الدراسة والترخيص، مع الاشارة الى انه في حالة المناحل المتنقلة لا يشترط مقرا مملوكا للمنحل.
مجالات القرض: طرود النحل، الخلايا الخشبية، الفرازات الكهربائية، الفرازات اليدوية، مظلات تربية النحل، غرف الفرز، ملابس النحال "بدلة .. كفوف" قناع منضج، شمع الاساس، سكر، حبوب لقاح، خزنات حفظ العسل، منضدة كشط كهربائية، ماكينة ضخ العسل، مسيل شمع معزول ماكينة تعبئة، رافعة شوكية، ألوان بلاستيكية، أدوات تعبئة، عربة صغيرة حمولة 1 طن ثلاجة غرفة تبريد، ماكينة خلط العسل، مدخنات، عتلة فحص، فرشاة عجلة تثبيت، حاجز ملكات، صارف نحل، سكين كشط كهربائية، مصاريف نقل للمناحل المتنقلة.
رغم هذه المجالات المتاحة، إلا أن الاقبال متواضع ونحن ندعو جميع النحالين للاستفادة من هذه القروض التي توفرها حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وبرعاية كريمة من سيدي ولي العهد الأمين، وسيدي ولي ولي العهد. وتسدد على عشر سنوات وبدون فوائد.
استخراج العسل من الخلايا