الغبقة تعد من أهم مظاهر شهر رمضان في الأحساء ويطلق البعض على رمضان شهر الغبقات، والغبقة هي اسم لوليمة تؤكل عند منتصف الليل منذ القدم، اما في وقتنا الحاضر فهي تختلف عن الماضي في كل شيء فطابعها يختلف وأكلاتها أيضا تختلف وكل شيء فيها يختلف ما عدا التسمية.
وتشير الدلائل إلى ان بعض المؤسسات اخذت تعمل بهذه العادة مثل إدارة التربية والتعليم في الخامس عشر من رمضان المبارك حيث يتجمع العديد من منسوبي التعليم وكذلك المؤسسات والشركات في القطاع الخاص.
ويقول حسين بوحسن: إن القصد من الغبقة هو التجمع فالشباب لهم تجمعهم والرجال لهم تجمعهم كذلك النساء لهن تجمعهن، وهذه الوليمة التي تسمى الغبقة لا يشترك فيها غريب ولا بعيد إنما هي لاهل الحي والمنطقة، حيث يجتمعون فيما بينهم ويتفقون لا تحكمهم قوانين ولا يحدهم بروتوكول يقيمونها كل يوم أو يومين عند أحد منهم لتجمعهم الألفة والمحبة على صحن واحد يعيدون حديث الذكريات.
ويشير: ان النساء يجتمعن ويسهرن وترجع بهن الذكريات إلى الماضي إلى الطفولة والشباب ثم تحمل المسؤولية.
والغبقة هي رجوع إلى عادات وأكلات باقي أيام السنة إلى العيش (الرز) لان شهر رمضان الكريم له أكلته المشهور بها وهي الثريد الذي يحل محل العيش والهريس، كما أن السمك يكون فيه شبه معدوم ويحل محله اللحم الذي عادة ما يكون متوفرا بكثرة ولهذه الأسباب تكون الغبقة. وكانت في الماضي الغبقة تتكون من البرنيوش وهو عيش مطبوخ بالسكر أو بالدبس الذي هو خلاصة التمر أو عسل التمر بالإضافة إلى السمك المشوي أو المقلي أو المطبوخ. وهناك من يحب المكبوس ومنهم من يفضل المشخول وكلها أكلات شعبية لا تقدم على وجبة الفطور وقد يفتقدها الإنسان طوال شهر رمضان، كذلك تقدم الحلويات مثل الساقوا واللقيمات أو النشاء أو العصيدة أو الشعيرية بالإضافة إلى التمر والشاي والقهوة. من جانبه حذر استشاري الامراض الباطنية الدكتور علاء عثمان من الإفراض في الطعام برمضان، حيث تتسبب بعض أنواع الحلويات الرمضانية كالغريبة، والزلابية، والهريسة وغيرها بالسّمنة.