DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

أرقام مخيفة للتحرش بالأطفال في السعودية

أرقام مخيفة للتحرش بالأطفال في السعودية

أرقام مخيفة للتحرش بالأطفال في السعودية
بينما نستقبل في المملكة العربية السعودية شهر الصوم بما يمثله من دورة قيمية في الروحانية والسمو بالإنسان عن سطوة الغرائز التي وُجدت للحفاظ على بقاء الجنس البشري إلى أجلٍ مكتوب، تشير لغة الإحصاءات إلى أن بلادنا تشهد تزايدا في جرائم التحرش بالأطفال. (وللأمانة كثيراً ما أتردد في الاستناد إلى أية إحصاءات محلية لأسباب موضوعية تتعلق بعدم وجود جهات حقيقية تُعنى بمسح الرأي العام، ولعدم وجود مراكز بحثية حقيقية تعمل على توفير بيانات منضبطة بحثياً وذات دلالة إحصائية يمكن الوثوق بها، إلى غير ذلك إلا أن هذه الصعوبات، يُضاف لها عقبة أكبر تتعلق بثقافة عدم الاعتراف بالمشكلات الأخلاقية وهو ما مثلّ بطانة أسرية لحماية الفاسدين أخلاقياً). إحدى الدراسات التي نُشرت مؤخراً قدّرت نسبة التحرش الجنسي بالاطفال في المملكة بـ 22,5%، وبمعنى آخر يتعرض طفل من كل اربعة أطفال للتحرش، ووفقاً لمدير مركز جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد لتنمية الطفل الدكتور أحمد البوعلي فإن 90% من ضحايا التحرش يتم الاعتداء عليهم من أشخاص معروفين للطفل وعائلته سواءً أكان أحد أفراد العائلة أم أصدقاء يكونون محل ثقة الطفل أو والديه. أما إحصاءات وزارة الداخلية فتُشير إلى أن منطقة الرياض تحتل المرتبة الاولى في جرائم الاعتداء على الأطفال المبلغ عنها في المملكة، بنسبة 47% ثم جدة تليها الطائف، وتحتل الدمام المرتبة الرابعة محلياً إلا أن الفروقات بين المدن ربما لا تعكس سوى مدى قبول بعض الأسر في المنطقة الأكثر حضرية بإبلاغ السلطات عن حوادث من هذا النوع. على كل حال فإن نسبة 22,5% والتي لا تقل عن متوسط معدلات التحرش في الأطفال عالمياً تعد نسبة كبيرة وخطيرة جداً في مجتمع محافظ من حيث مظاهر الأسر، ومتشدد من حيث القوانين المتعلقة بالسلوكيات الاجتماعية، ويبدو متديناً كما أنه محكوم بالشريعة الإسلامية، وهذه الإحصاءات خطيرة أيضاً كون الأسر هنا لا تقبل الاعتراف بتعرض أبنائها للتحرش أو بوجود شخص شاذ في الأسرة يحاول استغلال براءة الأطفال. ومن هنا تتضارب النسب فدراسة الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود بكلية التربية وقسم علم النفس الدكتورة وفاء محمود، أشارت إلى أن نسبة التحرش الجنسي بالأطفال في المملكة مرتفعة، إذ يتعرض طفل واحد من بين أربعة أطفال وهو ما يُطابق الدراسة الأولى إلا أن دراسات أخرى سبقتها كالتي أجرتها منيرة بنت عبدالرحمن مثلاً تقرر بأن حوالي نصف من هم في سن الرابعة عشرة تعرضوا للتحرش. وخلال أسابيع قليلة اطلعت على دراسة حديثة تشير إلى أن نسبة التحرش الجنسي للأطفال من الأقارب وصلت في المنطقة الشرقية إلى 65%، وفقاً لما نشره مركز الأمير جلوي بن عبدالعزيز لتنمية الطفل، حول الدراسة التي أشرف عليها سامي العليان. هذه الدراسات متفاوتة من حيث الانضباط بالمقاييس البحثية ومن حيث النتائج إلا أنها تجمع على نتيجة واحدة وهي أن مجتمعنا الذي ينفرد عن المجتمعات الأخرى بالفصل بين الجنسين، والتدين الظاهري لا يزال يُعاني من الانفلات الغرائزي، بصورة تبدو في أحسن الأحوال مماثلة للشعوب العلمانية بالرغم من أن المستور بسبب ثقافة وخصوصية المجتمع قد يفوق تلك المجتمعات بكثير. من المحزن فعلاً أن كثرة عدد المساجد والمصلين في مجتمعنا لم تنه عن الفحشاء والمنكر والبغي والذي يتجسد في أبشع صوره في التحرش في الأطفال، وهو ما يدعونا للتساؤل: ما الذي قصر الإيمان في خانة العبادات الظاهرة لدى شريحة كبيرة في مجتمعنا؟، ولماذا لم يتجاوز القرآن حناجرهم ليهذّب تصرفاتهم وغرائزهم؟، أليس الدين المعاملة؟. * عضو مجلس إدارة آفاق الإعلامية – كاتب ومستشار إعلامي