أكد اقتصاديون وماليون عدم تأثر الاسواق الخليجية بشكل مباشر جراء ازمة اليونان التي عصفت بالدول الأوربية، وان التذبذبات المنخفضة التي شهدتها الاسواق امس تعد مخاوف نفسية ولا توجد أي مؤشرات لتأثر الاسواق بشكل مباشر؛ كون سياسات مالية نقدية قادرة على تجاوز الازمات المالية في الدول العالمية.
وأوضح الاقتصاديون خلال حديثهم لـ"اليوم" تجاوز الاسواق المالية الخليجية ازمة اليونان؛ كون التأثيرات التي شهدتها تعد أثرا نفسيا وستعود الاسواق الى طبيعتها خلال الايام المقبلة، وذلك حال وضوح الرؤية الاقتصادية في ازمة اليونان إما بخروج اليونان من الاتحاد الاوروبي او تماسك عملتها النقدية.
في البداية أكد طلعت حافظ الخبير المالي والامين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالمصارف السعودية انه لن يكون هناك أي تأثيرات اقتصادية ملموسة على النواحي المالية للأسواق المالية الخليجية وخاصة السوق المالية السعودية؛ كونها تتمتع بأنظمة مالية آمنة قادرة على تجاوز الازمات المالية التي تشهدها دول العالم واصفاً التذبذبات التي شهدتها السوق المالية الخليجية والعربية بصفة عامة بأنها نفسية وتأثيرها غير مباشر على هذه الاسواق المالية.
وأوضح حافظ ان الفترة المقبلة ستحدد موقف ازمة اليونان اما بخروجها من الاتحاد الاوروبي او تماسك عملتها النقدية، مشيرا الى ان الاقتصاد والسوق السعودي قويان ومتينان، وقادران على مواجهة أي ازمات مالية سواء على الصعيد المحلي او الاقليمي او الدولي، وان ما حدث من انخفاض ملحوظ في الاسواق يعد حدثا عالميا وان ذلك سيزول بفعل اتجاه الازمة.من جهته أوضح الدكتور فهد بن جمعة الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الشورى أن الازمة اليونانية كان لها التأثير المباشر على الاسواق الاوروبية والامريكية، مبينا أن التأثير على الاسواق الخليجية جراء أزمة اليونان هو تأثير نفسي أكثر مما هو مادي فعلي، مبيناً أن السعودية تتربع على عرش القوة المالية لحكومات العالم، مستفيدة من تعظيم الفوائض النفطية وإنفاقها في مشاريع ومدن تنموية مشيراً إلى وجود سياسات مالية لحماية الاسواق الخليجية بشكل عام والاقتصاد السعودي بشكل خاص من مخاطر الأزمات المالية العالمية، ومراجعة كافة التنظيمات السياسية، وتنظيم الأسواق بما يكفل حمايتها من كافة الجوانب.
وأكد الجمعة أن الازمة اليونانية خفضت أسعار النفط العالمية وبالتالي على الاسواق المالية العالمية مما أدى لسيطرة المخاوف من أزمة اليونان على أداء المستثمرين في الأسواق المالية الذين يفضلون التخلي عن الاستثمارات الخطرة ومنها النفط الخام، بالإضافة إلى هذا لم نجد أن التأثير على الاقتصاد الخليجي بشكل مباشر كما أثرت على السوق الأوروبية.
من جانب آخر أكد الدكتور عبدالله المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد أن العاملين في القطاع الاقتصادي دائما يرون ما يحدث في الاسواق الاوروبية تحكم نتائجه على دول الخليج العربي؛ بسبب وجود شراكات في المجال الصناعي والتجاري والتقني، مبينا أن ما حصل في اليونان أدت نتائجه السلبية على السوق الخليجي لأسباب نفسية وليست حقيقية، مبينا أن أهم أسباب أزمة اليونان هو عدم وجود حلول سريعة وجذرية من الدول الاوروبية جعلت المستثمرين السعوديين يتعاملون مع الاستثمارات الاوروبية والسوق اليوناني بالأخص بحذر؛ مما حد توجه المستثمرين الخليجيين من التعامل حتى تنتهي أزمة ديون التي عصفت باليونان.
ومنيت أسواق الأسهم والسندات والسلع والعملات بخسائر مالية في معظم أنحاء العالم؛ وذلك بسبب المخاوف من ازمة اقتصادية قد تهبط على الكون خلال الايام المقبلة متمثلة بإعلان اليونان إفلاسها وتخلفها عن سداد الدائنين وبالتالي خروجها من الاتحاد الأوروبي في حادثة هي الأولى من نوعها منذ إنشاء الاتحاد.وتكبدت سوق الأسهم في أستراليا خسائر تجاوزت مليار دولار خلال الساعات الأولى من تداولات الاثنين، فيما هبط مؤشر "نيكاي" الياباني بأكثر من 2 % مع إغلاقه الاثنين، وهبط مؤشر "سانغ هينغ" في هونغ كونغ على الرغم من إعلان الصين المفاجئ خفض أسعار الفائدة، وهو الخبر الذي كان من المفترض أن يؤدي الى إنعاش أسواق آسيا لولا كارثة اليونان.فقد هبطت أسعار النفط بنحو 2 % في الساعات الأولى لتداولات الاثنين، حيث نزل خام "برنت" عن مستويات الـ62 دولارا، فيما هبط الخام الأمريكي الى ما دون الـ58.50 دولار للبرميل.
وتكبدت العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" خسائر قاسية هي الأخرى أمام العملات الأخرى، حيث تم تداول اليورو عند مستوى 1.09 أمام الدولار الأمريكي، وهو أدنى مستوى منذ سنوات، وسط مخاوف من أن يؤدي تعثر اليونان وانهيار اقتصادها إلى انهيار العملة الأوروبية أو أن تسجل هبوطاً حاداً يعيدها إلى مستويات بداية العقد الماضي.ومنيت الأسواق العربية بخسائر كغيرها من أسواق العالم، حيث تكبدت سوق الأسهم السعودية، وهي أكبر البورصات العربية وأهمها، خسائر فاقت الواحد في المائة بداية تداولات الاثنين، لتسجل بذلك خسائر قاسية لليوم الثاني على التوالي.وعند الساعة الـ8:45 صباحا بتوقيت غرينتش كانت سوق الأسهم السعودية تسجل تراجعا بأكثر من 1.2 %، بينما منيت بخسائر اقتربت من 2 % خلال تداولات الأحد التي تعمل فيها الأسواق العربية وتغيب فيها الأسواق الأجنبية.وسجلت بورصات كل من مصر ودبي وأبوظبي وقطر والكويت، خسائر متفاوتة هي الأخرى، كان أعمقها في الكويت التي تراجعت بأكثر من 2.2 % عند الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش.