لا يخفى على السوريين بشكل خاص والمتابعين للقضية السورية بشكل عام مدى الدعم الذي تقدمه ميليشيا "حزب الله" اللبناني لنظام بشار الأسد منذ بدء الثورة السورية منتصف مارس/ آذار 2011، بدءاً من إرسال المقاتلين لمساندة قوات النظام، مروراً بتسخير الماكينات الإعلامية التابعة للميليشيا أو المؤيدة لها في دعم الأسد.
وتحول الأمين العام للميليشيا "حسن نصر الله" تدريجياً إلى ما يسميه السوريون المعارضون بـ"البوق الإعلامي" لنظام الأسد، فكرس العديد من خطاباته للدفاع عن النظام، ولتبرير تدخل قواته في سوريا للرأي العام اللبناني والعربي. وصدر عن "نصر الله" تصريحات عدة أثارت سخرية السوريين وجعلت منه موضوعاً فكاهياً بحسب "السورية نت" اشتعلت به مواقع التواصل الاجتماعي إلى حد أفقده مكانته وصورته التي دأب على ترويجها لنفسه ولقواته خلال الأعوام الماضية. واعتبر بعض السوريين أن "نصر الله" يتصدر قائمة أسماء الشخصيات الأكثر فكاهة خلال العام. وتاليا تصريحات "نصر الله" التي أثارت سخرية السوريين:
طريق القدس ولعل أكثر تصريح وصفه المعارضون السوريون بالمضحك، هو ما تفوه به "نصر الله" في العاشر من يوليو/ تموز الجاري، عندما قال إن "الطريق إلى تحرير القدس يمر بمناطق سورية عديدة أبرزها القلمون، والسويداء، والزبداني، والحسكة". ولقي هذا التصريح سخرية كبيرة من قبل المعارضين الذين تداولوا كلام "نصر الله" بحس فكاهي، وانتشر بشكل كبير على موقع "تويتر" وسم (هاشتاغ) بعنوان "#القدس_لا_تمر_بالزبداني"، كما تداول السوريون صوراً ورسوماً تسخر من اعتبار "نصر الله" أن طريق القدس يمر عبر المناطق السورية، ومن بين الرسوم الكاريكاتورية شعار لميليشيا "حزب الله" ببندقيتين، الأولى مصنوعة من الخشب وموجهة إلى إسرائيل، والثانية تطلق النار على الشعب السوري.
التواجد الإيراني وفي تصريح آخر فتح شهية المعارضين السوريين على إطلاق النكات، تحدث "نصر الله" يوم 27 مارس 2015 عن التواجد الإيراني في سوريا بشكل مختلف عما هو معروف للجميع، إذ قال في خطاب متلفز إن "عدد الإيرانيين في سوريا محدود جداً، لا أعلم 20 أو 30 أو 40، وعلى ذمتي لا يصلون إلى 50 شخصاً عداً ونقداً". وكان من بين الردود على ما اعتبره السوريون كذباً، فقد تداولوا صوراً لقتلى إيران في سوريا، بالإضافة إلى تعليقات ساخرة انتشرت على "فيسبوك وتويتر".
سأذهب لسوريا وفيما يخشى "نصر الله" من الخروج على أنصاره في مناطق مكشوفة خلال الخطابات، فقد أثار تصريح له عام 2013 سخرية سوريين ولبنانيين على حد سواء، حيث قال إنه على استعداد لأن يذهب بنفسه وكامل قواته إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد. وقد طالبه البعض بعدم الاختباء تحت الأرض والاستقواء من وراء الشاشات قبل أن يتكلم عن استعداده لخوض المعارك.
سقط النظام وفي الوقت الذي حاول "نصر الله" عام 2012 التمهيد بشكل كبير لتدخله على الأرض السورية، فقد وقع في زلة لسان خلال مقابلة تلفزيونية بثها تلفزيون "المنار" التابع لميليشيا "حزب الله"، عندما استخدم "نصر الله" عبارة "سقط النظام" بدلاً كلمة "صمد النظام".
تصريح متناقض ويعلم المتابع للشأن السوري مدى الأهمية التي أولتها ميليشيا "حزب الله" لمعركة القلمون بريف دمشق. وكان "نصر الله" قد أطلق تصريحات متناقضة كشفت عن تنصله من مسؤولياته أمام أنصاره بعدما منيت قواته بخسائر كبيرة في المعارك. ووصف "نصر الله" عبر خطاب متلفز معركة القلمون بأنها "معركة الحسم الكبرى"، ليخرج بعد فترة من هذا الخطاب بخطاب آخر يعلن فيه عدم التزامه بوعود قدمها لمناصريه وقال: "لم نتكلم أي شيء عن المعركة، ولا أحد يلزمنا بشيء، ولم يصدر أي كلام رسمي منا لكي يحاسبنا عليه الرأي العام".