حَمَلت مسرحية (الوجيه ابن الوجيه) التي أقيمت على المسرح الداخلي لمهرجان القطيف السادس «واحتنا فرحانة» رسالة تشدد فيها على أهمية الوحدة والابتعاد عن إقصاء الآخر مفادها يتمثل في أن (الكرسي يفرقنا.. والوطن يجمعنا بمختلف توجهاتنا).
وأكدت في ختام أحداثها على أن الوجاهة ليست اعتلاءه الكرسي ولبس (البشت) وإنما بالعمل والبناء مشيرة إلى أن اعتلائه من شأنه أن (يفرق)، بينما الوطن (يجمع) كافة التوجهات ولا يقتصر على فئةٍ دون أخرى، وهو ما دعت له شخصية (خُط) والمتمثلة بدور الأب بأن يضع جميع الأبناء أيديهم بيد بعض من أجل التأكيد على أهمية الوحدة والتكاتف.
وتحكي المسرحية حكاية الأب (خُط) وزوجته (أوال) وأبنائهما التوأم الستة المختلفين في توجهاتهم ضمن منزلٍ واحد، يتكشف من خلالها السر في كرسي الوجاهة، فيما لعب ادوار بطولة المسرحية أحمد الجشي وسلام السنان ومنتظر المرهون وحبيب العبندي وعلي حسين العوامي وعلي محمد العوامي وأحمد الصفار ومحمد السنان وعلي الغانم.
وتدور حبكة المسرحية التي كتبها علي الغانم وأخرجها حسن الغانم ومن إنتاج "ريكوردنج" للإنتاج والتوزيع الفني، عن فكرة تدور في رأس (خُط) بعد أن منعه والده من الجلوس على كرسي الوجاهة، ما جعله يشترط على أبنائه الستة الا يجلس على هذا الكرسي الا من تتوافر فيه شروط (المعاملة الخاصة والقيمة للمجتمع، والتدين، وأن يكون مثقفا وعالما بأمور الدنيا وقويا وحازما في قراراته ويملك أموالًا ويعطي الفقراء وعالمًا بكل أمور حياته).
وكشفت المسرحية عن الصراع الذي حدث بين الإخوان الستة في محاولة للوصول إلى الكرسي إلا أن خلافاتهم ومحاولة إقصاء كل واحدٍ منهم للآخر فتحت المجال أمام العامل الأجنبي في منزلهم بأن يعتليه في لحظة تفرقهم وعدم اجتماع كلمتهم.
وبينت الأحداث الأخيرة أهمية العيش بسلامٍ ووحدة للكلمة على قلبِ واحد في بهجة وألفة مجتمعة.
وتطرقت المسرحية للعديد من القضايا والأمور الاجتماعية على سبيل (الاشادة بالاعمال التطوعية ومنها حماة الصلاة والمساجد، وأهمية التنازل والتفاهم في الزواج والتثقيف في الدورات، ومشاكل التواصل الاجتماعي، وعدم وجود جامعة في القطيف، ونقص الطاقة السريرية الاستيعابية للمستشفيات وتأخر المواعيد فيها، والرياضة وعدم دعم رجال الأعمال للشباب).
وأكد الفنان علي الغانم أن الهدف الرئيسي الذي يسعون من خلاله في المسرحيات هو التركيز بأن يكون لديهم تنوع ورسالة يحملونها، مشيرًا إلى سهولة طرح القضايا المتنوعة التي من الممكن لها أن تحل عن طريق الفن فيما لو كان هنالك وعي عند الجمهور بأهمية المسرح لا سيما أن الحضور من جهات مختلفة من المجتمع.
وأفاد إنه في حال استوعب الجمهور أهمية الفن، فمن المتوقع مستقبلا أن يكون هنالك جيل واعٍ تماما لما يطرح بالمسرح وتكون المسارح ممتلئة بالحضور.