صناعة الفخار من الحرف التراثية والتقليدية التي لا تزال تقاوم مظاهر المدنية والحداثة التي طغت عليها بمنتجات حديثة ذات إمكانيات ربما تفوقها في التشكيل الجمالي، غير أن وجود حرفيين يملكون جذور الصنعة يجعلها تحافظ على طابعها الفني الذي يجد قبولا لدى الذين لديهم ارتباط بالماضي.
الحرفي سعيد علي الغراش يتحدث في هذا اللقاء عن إرث الصنعة التي عبرت الزمن عبر الأجيال لتحافظ على وجودها كثقافة تقليدية بدأت تستعيد توهجها من خلال عملية مزج الأصالة بالمعاصرة، وتطوير الأشكال الفنية للفخار بما يضيف مزيدا من اللمسات والرؤية الجمالية في استخدامه.
كم لكم من التجربة في صناعة الفخار؟
لنا ما بين 35 الى 40 سنة في هذه المهنة.
هل كان الوالد يعمل بها من قبل وأورثكم إياها؟
نعم، هي متوارثة من أجدادنا، فأخي وهو صاحب المحل أخذ المهنة من الوالد، وانا أخذتها منه.
ما المنتجات التي يتم تصنيعها من الفخار؟
المداخن وحصالات الفلوس وحب الماء والآن الأواني الفخارية للطبخ وأشكال الزينة لإنارة البيوت، ونعمل على تطويره وإضافة أشياء حديثة له.
من أين تأتون بالمواد؟
نجلبها من مناطق معينة في القطيف، ولكن أصبحت بها اليوم بنايات، ما يجعلنا نعاني.
هل تعانون من ندرة الطين حاليا أم لا يزال متوفرا؟
لا طبعا، سابقا كان متوفرا، ولكن الآن لم يعد كذلك بسبب المباني، وأصبحنا عند إحضاره لا بد من تصفيته لأنه يختلط مع الرمل والحجارة.
هل المهنة الآن مجدية بحيث يكون لها عوائد مجزية؟
لا بد من فائدة بها، ولكن بعد معاناة.
ما أوجه تلك المعاناة؟
منذ بدء صف الطين، وتصنيع الفخار وإدخاله الفرن، إذ ربما تصل القطعة حرارة أكثر من اللازم فتتكسر، وفي ذلك خسارة بالتأكيد.
هل تنصح الشباب باحتراف هذه المهنة؟
أتمنى ذلك، وهناك حرف كثيرة في القطيف يمكن العمل فيها.
من خلال تجربتك كشاب في هذه المهنة، ما الذي ترى أنه بحاجة الى تسهيلات أكثر؟
نتمنى أن يتوسع المحل وتزيد انتاجيته، ونصدّر الى الخارج.
وهل صدّرتم منتجاتكم خارج المنطقة أو المملكة؟
خارج المملكة لم نصدّر، ولكن داخليا نبيع منتجاتنا في الدمام والرياض والآن في جدة حيث يشارك أخي في مهرجان.
ما المهرجان الذي تشاركون فيه بجدة؟
مهرجان خاص بالفخار، وخلاله يتم التصنيع في موقع المهرجان.
هل لديكم مشاركات في مهرجانات أخرى؟
شاركنا في مهرجانات الجنادرية، والواجهة البحرية في الدمام، وغيرها، وحتى خارج المملكة كانت لنا مشاركة في البرازيل.
ما الذي تأمله لهذه المهنة؟
اتمنى أن تستمر هذه المهنة، وتحصل على دعم يساعد في مواصلة نشاطها.