قبل 5 سنوات، وتحديدا في عام 1431هـ صدر أمر مدير عام حرس الحدود باستحداث مركزي تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور الخليج العربي ومحور البحر الأحمر وخليج العقبة؛ ليكونا مركزي تنسيق لعمليات البحث والإنقاذ في المملكة، بوصفها احدى الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية للبحث والإنقاذ البحري؛ إدراكا منها لأهمية انشاء "مراكز تنسيق أعمال بحث وإنقاذ" قادرة على الاستجابة الفورية لنداءات الاستغاثة والتنسيق مع الجهات الأخرى لتقديم العون والمساعدة للمحتاجين.
ويُبقي المركز "حرس الحدود" على تواصل مستمر مع جميع الجهات المعنية سواء كانت داخلية في المملكة أو خارجية في العالم وعلى مدار الساعة ليظلوا عيناً ساهرة وعيناً تراقب على الساحلين الشرقي الذي يبلغ طوله حوالي 1100 كيلومتر، والغربي والذي يزيد طوله عن 2400 كيلومتر تقريبا.
جولة ميدانية
"اليوم" انتقلت ميدانيا الى المركز لرصد تفاصيل جهوده اليومية في البحث والإنقاذ باعتباره العمود الفقري لهذه العملية والبوابة الأولى لتلك المهام مثل أي حادث بحري، سواء كان غرق سفينة او احتراقها أو مراقبة تحركها أو سقوط طائرة وحتى غرق شخص ما -لا سمح الله تعالى-.
اتفاقية دولية
أكد قائد مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ بمحور الخليج العربي المقدم سلطان سعد السبيعي أن المملكة وقعت الاتفاقية الدولية للبحث والإنقاذ البحري في عام 1979م؛ انطلاقا من أهمية انشاء مركز تنسيق أعمال بحث وإنقاذ، ثم صدر أمر من مدير عام حرس الحدود رقم 10 بتاريخ 2/2/1431هـ باستحداث مركزي تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور الخليج العربي ومحور البحر الأحمر وخليج العقبة من تاريخ 1/5/1431هـ للقيام بإنفاذ ما ورد في الاتفاقية المذكورة وعليه تم تدشين العمل بالمركز.
تواصل مستمر
وقال المقدم السبيعي: "نقوم في المركز بتنسيق عمليات البحث والإنقاذ من خلال البقاء على تواصل مستمر مع 16 جهة معنية داخليا في البحث والإنقاذ، وكذلك التواصل الدائم مع الدول الأخرى خارجيا".
وشدد على السعي نحو الوصول إلى أعلى درجات الاستعداد لتلبية نداء الاستغاثة باستخدام احدث التقنيات والوفاء بجميع المتطلبات والالتزام الخاص بانضمام المملكة للاتفاقية الدولية للبحث والإنقاذ، ورفع المستوى من خلال إيجاد تنسيق شامل مع جميع الجهات المشاركة في الخطط الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية، مشيرا الى التعامل مع الحوادث الساحلية من غرق وغيرها وتمرير البلاغات والتنسيق مع الجهات الأخرى مثل طيران الأمن وغيره.
مهام متعددة
وأكد المقدم السبيعي أن مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور الخليج العربي يحمل في طياته العديد من المهام، ومنها القيام بمراقبة جميع أجهزة الاتصالات المتاحة لرصد اشارات الاستغاثة ومصدرها وجميع المعلومات الضرورية عنها بالتنسيق مع المحطات الساحلية وأبراج مراقبة الموانئ السعودية ومركز البحث والإنقاذ الجوي ومركز البحث والإنقاذ في الدول المجاورة المطلة على البحر والمراكز الدولية الأخرى، وجميع الجهات المشاركة في الخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة العربية السعودية. كما أننا نحدد نوع اجهزة الطوارئ التي تستخدمها الجهة التي أصدرت اشارة الاستغاثة وتحليل اشارات الاستغاثة الواردة ومحاولة تحديد مصدرها وموقعها، وجميع البيانات الضرورية عن طبيعة الحادث.
إشعار أولي
وقال قائد المركز: في حال وقوع حادث بحري -لا سمح الله- نقوم في بداية الأمر بإصدار البلاغ "الأصفر" لتمرير إشعار أولي عن الحادث لجميع الجهات المشاركة في الخطة، وإتاحة الفرصة لهم للاستعداد للمشاركة في العملية إذا دعت الحاجة، ثم إعداد البلاغ "الأحمر" لتبليغ الجهات وتقدير مشاركتها في العملية بالمطلوب منها والخطة المطلوب تنفيذها، وأخيرا البلاغ "الأخضر" بعد تقدير الوقت الذي يجب فيه وقف عمليات البحث والإنقاذ لإنهاء العمليات التي تعني انتهاء الحادث.
استقبال المصابين
ولفت المقدم السبيعي الى قيام المركز بالتنسيق مع مراكز البحث والإنقاذ الفرعية والاقليمية، ومتابعة مواعيد اقلاع الطائرات وإبحار الوسائط البحرية حتى وصولها إلى منطقة الحادث، وتحديد منسق العمليات الميداني ومتابعة النتائج، وتقييم التقارير الواردة وإعداد خطة تنفيذ عملية الإنقاذ، والتنسيق مع الجهات المشاركة حيال توفير الخدمات اللازمة في منطقة استقبال المصابين، وبعد كل عملية يكون هناك توثيق ملف عن كل حادثة بحث وإنقاذ، والذي يشمل جميع الخطط والإجراءات التي تم اتخاذها ونتائج جميع العمليات المنفذة ودراستها وتحليلها.
خطوط ساخنة
وأكد السبيعي توفر 4 خطوط ساخنة بالمركز مع الهلال الأحمر ومع الدفاع المدني والاسطول الشرقي والقوات الجوية، و7 خطوط ساخنة لقطاعات حرس الحدود البحرية. إضافة إلى "ايميل" لإشارات استغاثة، واستقبال بلاغات القرصنة البحرية ومكافحتها.
جولة ميدانية
"اليوم" تنقلت بين أروقة المركز، واطلعت على أجهزته المتطورة التي تسهم في عمليات البحث والإنقاذ بيسر وسهولة والتي وفرت الجهد والوقت، وأوضح المقدم سلطان السبيعي أن المركز يضم العديد من الأنظمة والتجهيزات المتطورة مثل "نظام البحث والإنقاذ عبر الأقمار الصناعية"، وهو أحد احدث الانظمة المعمول بها دوليا، ومن خلاله يتم استقبال اشارات الاستغاثة من السفن والطائرات، وكذلك الأفراد وتحليلها واتخاذ ما يلزم حيال تقديم العون والمساعدة للمحتاجين.
تتبع السفن
ويضم المركز أيضا نظام "تتبع" حديث لجميع السفن التجارية ووسائط الصيد والنزهة، ويغطي هذا النظام كامل منطقة الخليج العربي وبواسطته يمكن التواصل مع السفن ومعرفة كافة المعلومات الخاصة بها وتقديم المساعدة لها عند الحاجة، علاوة على نظام "إدارة عمليات البحث والإنقاذ saris" وهو من أحدث الأنظمة المساعدة في إدارة وتخطيط عمليات البحث والإنقاذ، مبينا أن دقة نتائج هذا النظام تبلغ 70% والتي تمكن المركز من إعدادها وتزويد وحدات البحث والإنقاذ الميدانية في مناطق الحدث بأفضل وأيسر الطرق لتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ واختصار الوقت والجهد.
اتصال لاسلكي
وتتوفر أيضا أنظمة الاتصال اللاسلكية المتعددة للتواصل مع جميع السفن والوسائط البحرية في عرض البحر، والتأكد من سلامتها ونوع المساعدة التي تحتاجها، وكذلك في عمليات إرشادها، وموقع لمراقبة السفن السعودية حول العالم، وآخر لمتابعة الأحوال الجوية أيضا.
خطط وطنية
وأكد المقدم السبيعي على أن موافقة المقام السامي الكريم رقم 3057/م ن صدرت بتاريخ 3/3/1426هـ على الخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية بمياه المملكة العربية السعودية على أن يتم تنفيذ الخطة عن طريق تجربتها على الأقل مرة سنويا لغرض المراجعة والتنظيم والتدريب، وإنفاذا للأمر السامي الكريم قام المركز ومنذ تدشينه بتنفيذ العديد من التمارين الشاملة مع الجهات المشاركة في الخطة الوطنية لمواجهة الكوارث البحرية لمحور الخليج العربي، ومن هذه التمارين ما تم عام 1424هـ بميناء الملك عبدالعزيز لمواجهة حادث تصادم لسفينتين خارج منطقة الميناء، وتمرين عام 1430هـ لمواجهة حادث جنوح وغرق سفينة ركاب سياحية بين الدمام والجبيل، وتمرين عام 1432هـ لمواجهة حادث سقوط طائرة ركاب شمال قطاع الخفجي، وتمرين عام 1433هـ لمواجهة حادث حريق وتسرب لناقلة مواد بتروكيمياوية بعد مغادرتها لميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، وكان لهذه التمارين نتائج إيجابية انعكست على تطوير التنسيق والتعاون مع جميع الجهات المشاركة في مواجهة مثل تلك الكوارث.
معدل البلاغات
وأشار المقدم سلطان سعد السبيعي إلى تلقي مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور الخليج العربي 192 بلاغا خلال 5 اعوام مضت، منها 35 في عام 1431هـ، و53 في 1432هـ و49 عام 1433هـ و40 في 1434 هـ، و15 بلاغا فقط عام 1435هـ.
المقدم سلطان السبيعي
متابعة ويقظة دائمة
قائد المركز يطلع المحرر على آلية عمل المركز
.. ويشير للجهات المشاركة في خطط مواجهة الكوارث البحرية