قتل وزير داخلية اقليم البنجاب الباكستاني الاحد في هجوم انتحاري استهدف تجمعا سياسيا وأسفر كذلك عن مصرع ما لا يقل عن 13 شخصا آخر في شمال غرب البلاد ، بحسب السلطات ، وقال مسؤول عمليات الإغاثة محمد اشفاق لوكالة فرانس برس ان "وزير داخلية البنجاب شجاع خان زاده استشهد" في الهجوم ، وكان خان زاده (71 عاما) يعقد اجتماعا مع السكان المحليين عند وقوع التفجير ، وحوصر مع العديد من الحاضرين تحت الانقاض بعدما ادى الانفجار الى انهيار سقف المبنى الواقع في قرية شادي خان في منطقة اتوك التي تبعد 70 كلم شمال غرب إسلام اباد.
وافاد قائد شرطة الاقليم مشتاق سوخيرا للصحافيين بانه "كان هناك انتحاريان، احدهم وقف خارج سور المبنى فيما دخل الثاني ووقف قبالة الوزير" ، وأضاف ان "التفجير خارج المبنى أدى الى سقوط سطحه على الوزير والاشخاص المجتمعين" ، وأشار سوخيرا الى ان الشرطة تحقق في احتمال ان يكون المهاجم داخل المبنى قد فجر قنبلة ، وقال سوخيرا أن 14 شخصا قتلوا في الهجوم وأصيب 23 آخرون، مضيفا أنه لا يمكن استبعاد تورط مسلحين يقاتلون لاسباب طائفية في الهجوم.
وخان زاده عقيد متقاعد في الجيش الباكستاني وعضو في برلمان البنجاب منذ 2002، كما انه عضو نشط في رابطة مسلمي باكستان (نواز)، الحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء نواز شريف ، وندد شريف والرئيس الباكستاني مأمون حسين وقائد الجيش راحيل شريف بالهجوم واكدوا مجددا عزمهم على مكافحة الارهاب.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال عاصم باجوا في بيان ان "هذا العمل الجبان لا يمكن ان يضعف عزم البلاد على القضاء على آفة" الإرهاب ، وأضاف ان "الشهيد خان زاده كان ضابطا شجاعا ولن تضيع تضحياته من أجل قضية عظيمة هي تطهير باكستان".
وقال مسؤولون أن نحو 40 شخصا كانوا موجودين في المبنى عندما فجر الانتحاري نفسه ما ادى الى انهيار السقف بكامله مرة واحدة وعرقل عمليات الانقاذ ، وقال مفوض الحكومة في المقاطعة زاهد سعيد ان "فريقا من رجال الانقاذ العسكريين، خضعوا لتدريب خاص بحالات من هذا النوع ومزودين معدات حديثة، سيصلون فورا الى مكان الحادث" لدعم عناصر الانقاذ هناك.
وذكرت متحدثة باسم الجيش ان اثنين من رجال الشرطة بين قتلى التفجير ، ومساءً ، تبنت "جماعة الاحرار" وهي فرع منشق من طالبان الباكستانية الهجوم الانتحاري، مؤكدة "تعاونها" في تنفيذ الهجوم مع مقاتلين آخرين ردا على مقتل زعيم تنظيم عسكر جنقوي والمسؤول عن عدد كبير من الهجمات الدامية في باكستان.
واطلقت باكستان في يونيو العام الماضي عملية عسكرية واسعة ضد مسلحي القاعدة وحركة طالبان في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد.