استمتع محبو "العرضة" و"المحاورة" بمسابقة الفلكلور الشعبي بسوق عكاظ 9، حيث قدمت يوم أمس الاول فرقة محافظة ميسان العرضة الجنوبية بمشاركة الشاعرين "الحميدي الثقفي، زعكان المالكي"، كما شاركت محافظة تربة بلون "المحاورة" الذي يعد من أبرز الألوان الشعبية بالمحافظة.
وشاركت ايضا فرقة محافظة "المويه" بتقديم لون المحاورة بمشاركة الشاعرين "حمدان العصيمي، علي العضياني"، ضمن مسابقة الفنون الشعبية وسط تفاعل جماهيري كبير، تلتها فرقة مكة المكرمة التي قدمت مجموعة من الألوان الشعبية التراثية التي اشتهرت بها منطقة مكة المكرمة ومنها "الخبيتي، الدوسري، المزمار".
وفي فعالية اخرى جذبت مهنة "القلافة" المتمثلة في صناعة وإصلاح المراكب والسفن الشراعية الخشبية زوار المهرجان، حيث استذكر مرتادو عكاظ هذه المهنة القديمة على الرغم من عدم استمرارية وجود السفن الخشبية في الزمن الحاضر، إلا أنها لم تعد تصنع من الخشب بعد أن استبدلت بقوارب (الفايبرجلاس)، لتتوارى مهنة "القلافة" وأساتذتها بعيداً عن الأنظار، حتى كادت أن تندثر ولم يعد يذكرها أحد .
إلا أن مجموعة من ذاك الجيل ما زالوا يعملون، (ناحتين) بذلك أجمل القوارب البحرية المصغرة، لتبقى كرمز بعد أن أصبحت مهنة "القلافة" في غياهب النسيان، ولم يبق منها إلا سفن الزينة.
ويقول "القلاف" عبدالعزيز حلواني: "ما زلت امارس هذه المهنة منذ 30 عاما بعد أن تعلمتها من والدي الراحل، وما جعلني استمر بها هو حبي لها لكونها من الحرف الأصيلة التقليدية بالخليج العربي، رغم صعوبة استمرارها بعد اعتماد التصنيع مؤخرا على (الفايبرجلاس)".
وطالب حلواني بالحرص على استمرارية الحرفة لتتعلمها الاجيال القادمة؛ كونها جزءا مهما من تراث الخليج العربي، مشيرا إلى أنه حاليا يقوم بتصينع نماذج مصغرة للسفن القديمة، التي يرغب البعض في اقتنائها كتذكار أو زينة، لافتا النظر إلى أن (الأخشاب) تعد من أهم المواد المستخدمة في صناعة السفن القديمة، ومنها خشب (الساج) الذي كان يحضره أبناء الخليج من الهند لصنع السفن، فضلا عن استخدام أنواع أخرى مثل (الكافور، والسدر، النيم).
وتحدث عن استخدام (النسيج) في صناعة أشرعة السفن، بالإضافة إلى (زيت الصل) المستخرج من الأسماك، إلى جانب (الشونة) التي تتشكل من خلط الجير والدهن، حيث يتم طلاء الجزء السفلي للسفينة بهدف مقاومة الخشب للملوحة.
من جانب آخر، يستخدم صانعو السفن الخشبية القديمة العديد من الأدوات في مهنة "القلافة"، منها البسيطة مثل المنشار، والرندة والفارة والبارية والمسن والمجداح وهو المثقاب بأنواعه، والطباشير لوضع العلامات وإبرة لخياطة الشراع والمطرقة وبعض الأدوات الأخرى المساندة.
ويؤكد حلواني على ضرورة إعادة إحياء المهنة من جديد ويقول: "سأحرص على تعليم هذه المهنة، متمنياً أن يكون لها رعاية؛ حفاظاً على التراث الخليجي الأصيل، فهي امتداد لمهنة القلافة الحقيقية، إذ إن القلاف بإنتاجه لهذه النماذج الصغيرة يؤكد قدرته بالتأكيد على إنتاج النماذج الأكبر حجماً، مؤكداً أن الكثير من الناس الآن يفضلون اقتناء مثل هذه النماذج كجزء من التراث والأصالة وربط الماضي بالحاضر، من خلال التصاميم الصغيرة المتقنة التي تشبه السفن الكبيرة".
القلاف عبدالعزيز حلواني يشرح كيفية صناعة السفن