أكد سياسي أحوازي بارز، على أن إيران أداة غربية، لتنفيذ أجندته في زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهذه الأداة عبر أذرعها وميليشياتها العسكرية، تهدف لإسقاط الدول وبث روح الانقسام بها، متخذة من "الطائفية" وسيلة لتحقيق ذلك، واتهمها مباشرة بممارسة الإرهاب على المستوى الإقليمي والدولي.. وفيما أعرب عن خيبة أمله في تعامل المجتمع الدولي وصمته عن هذه المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الأحوازي.. أشار إلى تطلع الشعب الأحوازي إلى مساندة حقيقية من أشقائه العرب، وخاصة في المملكة ودول الخليج، لتبني قضيتهم العادلة، وحقهم في تقرير مصيرهم.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم"، الدكتور عباس الكعبي، في ندوة بحثية تحت عنوان "الأحواز .. قضية العرب المنسية"، بالمركز المصري للبحوث والدراسات الأمنية، بالعاصمة المصرية القاهرة، مساء الثلاثاء، إن الاحتلال الفارسي لمنطقة الأحواز العربية، يعكس الطبيعة العدوانية والتوسعية للنظام الإيراني طيلة 90 عاماً، عانى فيها الشعب العربي في الأحواز، العديد من الإجراءات القمعية التي تهدف لمحو الهوية والتجريف الثقافي والتاريخي لهذا الإقليم العريق. واصفاً احتلال بلاده منذ عام 1925 بـ"مؤامرة بريطانية إيرانية"، ضمن سلسلة المؤامرات الغربية الرامية لتجزئة العالم العربي، إضافة لطمس ممنهج للهوية العربية والقضاء على كل حركة نضالية، وفرض سياسة تفريس الأحواز وتغيير أسماء المدن والقرى الأحوازية من العربية إلى الفارسية.
قمع ومجازر
وأضاف رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز، إن الاحتلال الإيراني يمنع الشعب العربي الأحوازي من التعلم باللغة العربية وإجباره على التعلم باللغة الفارسية ومنع ارتداء الملابس العربية في الدوائر الحكومية ومنع العرب تسمية أطفالهم بأسماء عربية، ومصادرة كل مقومات الثروة الأحوازية ومنها المياه إلى المدن الإيرانية، فضلًا عن ارتكاب المجازر والمذابح للأهالي الأحوازيين، وإعدام وقتل أو سجن كل من يعارض سياسات القمع والطمس ومحو الهوية.
مقاومة محدودة
وردًا على سؤال عما إذا كانت إيران نجحت في طمس الهوية الأحوازية من عدمه، قال الكعبي، إن إيران تحاول بدأب فرض هويتها واللغة الفارسية ولكنها تفشل بشكل كلي، لأن الأحوازيين يحاولون الحفاظ على هويتهم العربية، بأساليبهم السرية والتقليدية، من دواوين ومجالس عائلية، مؤكدًا أن اللغة العربية موجودة وبقوة لكنها مكتومة بالداخل نظرًا للممارسات التعسفية التي تفرض ضد الأحوازيين.
وأضاف إن الشعب الأحوازي يتبنى العديد من أشكال المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإيراني، مثل المقاومة الاجتماعية وعدم التعامل مع الإيرانيين، وكذلك المقاومة الاقتصادية التي تتم من خلال مقاطعة المتاجر الخاصة بالإيرانيين، أما المقاومة المسلحة، فإنها ضعيفة ومحدودة بسبب التشديد والرقابة والقمع، معتبراً أن هذه المقاومة "غير فاعلة في الوقت الراهن".
دعوة للمساندة
وعن مشروعهم للاستقلال، أوضح الكعبي، إنهم يأملون على الأقل في مساندة عالمية وعربية لهم في حق تقرير مصيرهم، ودعا العرب وتحديداً دول الخليج العربي لاعتبار قضيتهم إحدى قضايا الأمن القومي العربي، التي لا يجب التفريط بها، باعتبار أن منطقة الأحواز تمتد لمسافة 800 كيلو متر على ساحل الخليج العربي، وتحوي قرابة 90 بالمائة من الثروة التي نهبتها إيران، وبالتالي فهي ضمانة حقيقية للأشقاء. وقال إن "العدو الإيراني" هو التهديد الرئيس للأمة العربية، مشيراً إلى أن عرض الخليج العربي في أقصى مناطقه لا يتجاوز 288 متراً، وهذا ما يجعل دول الخليج في مرمى التهديد الإيراني المباشر، والذي تتبجّح طهران ـ بقوتها ـ في ممارسة كل عداءاتها التي أصبحت واضحة للجميع.
وتابع الكعبي، إن بعض العرب "يعتبرون تقديم العون للأحواز هو تدخل في الشأن الإيراني، بل إن كثيرين يكررون نفس خطأ التعامل مع الفلسطينيين، الذين يطلقون عليهم "عرب إسرائيل" وينظرون إلينا على أننا "عرب إيران" لكن الحقيقة أننا عرب أحواز، وليس لنا صلة من قريب أو بعيد بالإيرانيين.
ودعا الدول العربية التي وصفها بالحاضنة العربية، بتبني القضية من خلال طرحها في جامعة الدول العربية واجتماعاتها أو مناقشتها في مجلس التعاون الخليجي، لحماية أمنها وإنقاذ الأحوازيين من المجازر والجرائم التي يعانون منها.
سبب للخراب
وقال إن طهران، ونظام الملالي الحاكم فيها، يتعامل مع العرب باحتقار، وما تهديداته للسعودية والبحرين، والكويت، وكذلك احتلاله للجزر الإماراتية الثلاث، إلا دلائل على ذلك، واعتبر أن إيران وراء إسقاط العراق، وسبب رئيس في تدمير سوريا، وهي كذلك عبر ميليشياتها المسلحة (حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن) سبب أساسي في تخريب المنطقة والعبث بها باسم الطائفية وتصدير ما تسميه "الثورة الإسلامية" التي في الحقيقة عبث طائفي لتفتيت المنطقة، وزعزعة استقرار الدول.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي، أكد الكعبي، أن إيران هي من زرعت النووي في منطقة الخليج، بوهم استعراض القوة وممارسة دور الشرطي في الخليج، ولكنها وإن كانت ستحصد ثماره، إلا أن تداعياته سترتد عليها قريبًا في ظل التغيرات المستمرة في العلاقات الدولية، وكذلك الريبة المتزايدة في السلوك الإيراني.
حق مشروع
وعما إذا كانوا يعرضون قضيتهم من منظور إثني أو طائفي، نفى رئيس منظمة "حزم" ذلك، وقال إن قضيتهم قضية "شعب محتل" يتجاوز قوامه 10 ملايين نسمة، ويتطلعون للحرية، مؤكداً إنه ضد مناقشة القضية في أي تكتل طائفي، لكن يمارسون حقهم المشروع في الدفاع عن قضيتهم لمقاومة الاحتلال الأجنبي الفارسي.
وكشف أن إيران بشكلها الحديث لم يُعرف قبل العام 1936، حيث كان اسمها بلاد فارس، ونفى مقولة الأمة الإيرانية، لأن الفرس لا يشكلون سوى ما بين 25 إلى 30 بالمائة فقط من عدد السكان، فيما تتوزع قوميات أخرى مثل بلوشيستان وكازاخستان، وتركمانستان، وعربستان (الأحواز) على مختلف أقاليم البلاد.. وهذا ما يتطلب جهداً للتنسيق مع كل الباحثين عن الحرية من الاحتلال الإيراني.
أمل صغير
واعترف د. الكعبي، بضعف المعارضة، لأسباب كثيرة، وغياب الصوت الإعلامي الذي يشرح القضية الأحوازية ومعاناتها الكبيرة على الأرض، دون أن يستبعد وجود اختراقات ـ لم يسمّها ـ تعرقل توحيد جميع الفصائل الأحوازية تحت راية وطنية واحدة.
وأعرب عن أمله في أن توافق الدول العربية على الأقل، على فتح مكاتب صغيرة وممثليات للأحوازيين، يتسنى من خلالها شرح قضيتهم وإيصالها بالشكل الصحيح للأشقاء في كل مكان.