تشير التوقعات الى تعرض أجواء الساحل الشرقي لموجة شديدة الحرارة مطلع الاسبوع المقبل، ونسب عالية جدا للرطوبة، فيما يبدأ ارتفاع تدريجي اليوم الجمعة، حتى تبلغ درجة الحرارة ذروتها اعتبارا من الإثنين بقيم أعلى من معدلاتها في مثل هذا الوقت من العام، وتلامس الخمسينات المئوية في بعض اجزاء المنطقة، وذلك بسبب تعمق منخفض الهند الموسمي على منطقة الخليج العربي مصحوباً برياح متقلبة الاتجاهات بسرعة خفيفة إلى معتدلة، قد تنشط احيانا مثيرة للغبار على الطرق البرية والاماكن المكشوفة، وتستمر الاجواء صيفية حارة ومرهقة في معظم مناطق المملكة، ومعتدلة في المرتفعات جنوبا، وتستمر درجات الحرارة مرتفعة جدا بمنطقة مكة المكرمة، بعد ان كسرت حاجز 50 درجة أمس خلال ساعات الظهيرة، وتتراجع خلال الايام المقبلة عندما تنحسر الكتلة الهوائية الحارة والجافة، فيما تصنف الفترة الحالية ضمن طوالع الأنواء، حيث يعد موسم (سهيل) منعطفا في متغيرات الطقس وبداية العد التنازلي لنهاية الصيف.
ويُتوقع ان يكون النهار أطول من الليل خلال الثلثين الأولين من موسم سهيل، حتى يتساوى طول الليل مع النهار في اواخر سبتمبر ولكل منهما 12 ساعة، ومن ثم يبدأ الليل يأخذ من حصة النهار فيصبح الليل أطول، كما ان نوء سهيل هو بداية النهاية لموسم الجفاف والحر والصيف الطويل الممل، وفي نهايته يبدأ الوسم وموسم الأمطار، وتبدأ حدة الحر بالانكسار تدريجيا، ومن المحتمل ايضا ان تندفع كتلة هوائية لطيفة الحرارة نحو شمال غرب المملكة بعد منتصف الاسبوع القادم، تؤدي الى انخفاض اضافي على درجات الحرارة لتصبح دون معدلاتها العامة، ويتحول الطقس ليصبح لطيفا خاصة ساعات المساء والليل بعد ان عانت المنطقة من موجات حارة قوية وشديدة، كما يبدأ المنخفض الموسمي بالتراجع تدريجيا اعتبارا من الشهر القادم، ومن ثم تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيا لتتحول الاجواء لتصبح خريفية في اكتوبر، ثم تتهيأ الفرصة لتساقط الامطار الرعدية في مطالع (الوسم).
وحول نوء (سهيل) أشار الدكتور عبدالله المسند، استاذ الجغرافيا بجامعة القصيم، الى أن الخصائص الجوية لا تتكرر بالضرورة في تواريخ محددة لأنها تتزامن فقط مع ظهوره في موقع نشأة الحساب الفلكي وهي العروض الوسطى من المملكة، وعادة في نجمه الأول (الطرف) تبقى درجات الحرارة مرتفعة، ونسبة الرطوبة على السواحل عالية، مما يتسبب في الإرهاق، حتى إن أعلى حمل على الكهرباء في المملكة يقع في آخر أغسطس وفقاً للإحصائيات، يعقب ذلك تحسن ملحوظ في الجو خاصة في المساء حيث يبدأ النهار بالقصر ويطول الليل فتخف الحرارة، وتواصل الشمس انكسارها وميلها نحو الجنوب، كذلك لا يعني دخول نجم أو خروجه: انقلابا تاما عاما في الأحوال الجوية، فالتغيرات الجوية (عادة) ما تكون متدرجة في التغيير، وقد تتقدم أو تتأخر بضعة أيام، وعدد أيام سهيل 53 يوماً، وهو ألمع نجم في السماء بعد الشعرى اليمانية، ويكون مجموع فترة ظهوره فوق الأفق 7 ساعات و15 دقيقة. وفي سياق متصل، قال رئيس قسم الأرصاد ومدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور منصور المزروعي، أن درجات الحرارة المرتفعة سوف تبدأ بالانخفاض بالوسطى وشرق وشمال شرق وجنوب شرق المملكة خلال شهر ذي الحجة، موضحا أن درجات الحرارة تجاوزت معدلاتها السنوية خاصة على منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، في حين لامست الخمسينات المئوية في بضعة ايام خلال شهر اغسطس، وتستمر مرتفعة نسبيا حتى مطلع الاسبوع المقبل، ويشمل الاجزاء الداخلية بالمنطقة ومحافظات جدة ورابغ والجموم، فيما تكون درجات الحرارة معتدلة على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية، ومع استمرار موجات الحر ـ وفقا للدكتور المزروعي، فإنه أيضا يتوقع مصاحبتها لنشاط الرياح السطحية الشمالية إلى الشمالية الشرقية المثيرة للغبار والأتربة، التي تؤدي لتدني مدى الرؤية الأفقية في العديد من مناطق المملكة حتى نهاية هذا الأسبوع، كما تتهيأ فرص هطول الأمطار المتفرقة، على المرتفعات الجنوبية الغربية، ومرتفعات منطقة مكة المكرمة، وأجزاء من جنوب منطقة المدينة المنورة.