"الباعة الجائلون".. ظاهرة لا تواجه مدن المملكة فقط بل أصبحت تمثل صداعاً مزمناً برأس العالم.. فهي تنمو وتزداد يوماً بعد يوم.. ونظراً لحالة الحراك والجدل السائد عن تلك الظاهرة، ارتأت أمانة الشرقية نشر استطلاع عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن الباعة المتجولين وآلية التعامل معهم، واستمر الاستبيان 20 يوما، وأسفرت نتائجه عن تعاطف أغلبية المشاركين في الاستطلاع مع الباعة الجائلين، حيث طالب 80 % من المغردين المشاركين بعمل أكشاك خاصة بالباعة الجائلين، وان يتم وضع آلية محددة للبيع بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى ضرورة تحديد الأسر التي يثبت أن ليس لها دخل مادي آخر غير هذه المهنة، في حين يرى 10 % أنهم يمثلون ظاهرة مشوهة للمظهر العام وان وجودهم في بعض الأماكن السياحية الشهيرة، أمر غير حضاري وقد يؤثر على السياحة في المنطقة الشرقية.
مؤيد ومعارض
نتائج الاستطلاع أظهرت أيضاً تباينا في آراء من شاركوا فيه، بين مؤيد لهم ومعارض، وبين من يرى أن انتشارهم في العديد من الأماكن والشوارع والمتنزهات أصبح ظاهرة يجب التعاطي معها وفق الأنظمة واللوائح، إلا أن الغالبية العظمى رأت أن الكثير منهم يحتاج للمساندة ومد يد العون والمساعدة، وبخاصة أن الكثير منهم لا يملك دخلا اخر غير هذه المهنة، والتي ينفق منها على أسرته، وتمثل له دخلا يوميا ثابتا لا يستطيع الاستغناء عنه.
نواة للمشاريع
ورأى آخرون أن الكثير من زبائن الباعة المتجولين يحرصون على الشراء منهم بغرض التعاطف معهم، ومساعدتهم على توفير دخل جيد لهم يمكنهم من الإنفاق على أسرهم، فيما يرى آخرون أن هذه الظاهرة تمثل نواة للمشاريع الصغيرة التي لا تحتاج إلى رأس مال، وأنها قد تكون بداية للعديد منهم للتوسع في مشاريعهم مستقبلا، وبخاصة أن الكثير منهم يحرص على بيع بعض المنتجات القديمة والشعبية، والتي تجذب الزبائن.
آلية محددة
واتفق جميع من شارك في الاستطلاع على ضرورة تكاتف جميع الجهات ذات العلاقة وتخصيص أماكن خاصة بهم، لها خصوصيتها، بهدف مساعدتهم على البيع بشكل مريح، اضافة الى انه يجب وضع الية محددة للقضاء على العشوائية في البيع وفي حجز الأماكن وتشويه المنظر العام، وهو ما قد يؤثر على السياحة في المنطقة.
متابعة الأمانة
إلا ان أمانة الشرقية أكدت أنها تتابع ما يتم بيعه من مأكولات ومشروبات من خلال فرق المراقبين الصحية، والتي تم تخصيصها لمراقبة المخالفين، في الوقت الذي طالبت فيه السائحين بعدم تشجيع المخالفين من خلال التعامل معهم حفاظا على صحتهم، وأوضحت انها تعمل على وضع آلية جديدة للحد من ظاهرة الباعة المتجولين، ورصد أي مخالفات قد يرتكبونها، حفاظاً على الصحة العامة، وأبدت استعدادها للتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة لتوفير بيئة بيع مناسبة لهم. آراء أخرى
وعلى صعيد آخر طالب بعض المهتمين بالظاهرة بتوفير ساحات بأحياء المنطقة الشرقية التى ينتشر فيها الباعة الجائلون، على أن تقوم الأمانة بتأجير أماكن بهذه الساحات لهؤلاء الباعة بشكل غير دائم، وبأسعار رمزية على أن يلحق بكل ساحة مكتب يتولى منح التراخيص بالبيع فيها، طبقًا لشروط تضعها البلديات فى ضوء النظم المعمول بها، إضافة إلى الرقابة على المنتجات وإدارة الساحة بشكل عام.
سلبيات وإيجابيات
وأكد مهتمون أن توفير هذه الساحات فى الأحياء سيحقق إيجابيات البيع بالتجول ويعالج السلبيات الناتجة عنه ويحقق نوعًا من التنظيم لخدمات الباعة، بما يساهم فى حماية المستهلك من التعرض للغش وحماية البيئة من التلوث وتشويه المنظر الجمالي للمدن، ومن ضمن تلك المضامين الإيجابية التي تحققها انتشار هذه الظاهرة، أن البائع الجائل يصل إلى المستهلكين في أماكن وجودهم، إضافة إلى أن الأسعار التي يبيع بها البائع الجائل أسعار زهيدة، وذلك لأنه لا يتحمل التكاليف الإدارية التي تتحملها المحلات التجارية.