في تطور متسارع لأزمة الفساد التي هزت الحكومة المصرية، أعلن في القاهرة عن استقالة حكومة إبراهيم حلب، وتكليف وزير البترول المهندس شريف إسماعيل بتشكيل حكومة جديدة، ينظر إليها كثيرون على أنها "حكومة انتقالية" تشرف على الانتخابات المرتقبة، وتتخلص من وزراء أشارت إليهم أصابع الاتهام بالضلوع في قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة والمتورط فيها كثيرون، رغم نفي رئيس الوزراء السابق ضلوع أي مسؤول آخر فيها.
وظهر أمس، أعلنت الرئاسة المصرية استقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب، وتكليفه بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.. وكلف الرئيس المصري المهندس شريف إسماعيل وزير البترول في الحكومة المستقيلة بتشكيل حكومة جديدة خلال أسبوع على أقصى تقدير.
وقالت في بيان -حصلت (اليوم) على نسخة منه- إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل محلب -الذي وضع استقالته تحت تصرف الرئيس- صباح أمس بعد أن قدم تقريراً شاملاً عن أداء الحكومة خلال الفترة الأخيرة. وأضافت إن الرئيس قبل الاستقالة، وأشاد بجهود رئيس الوزراء "وأعضاء حكومته في أداء مهامهم وما حققوه خلال فترة عصيبة من تاريخ الوطن".
غضب واستدعاء
وقد سرت معلومات الليلة قبل الماضية أن حالة غضب شديدة انتابت الرئاسة المصرية، التي استدعت محلب للقاء عاجل صباح السبت، عطفاً على قضايا الفساد التي لحقت بالحكومة، والملفات الهامة التي فشلت في حلها، وعلى رأسها «قانون الخدمة المدنية، وأزمة صفر مريم والفساد الكبرى والتوزيع الإقليمي للطلاب وفشل وزراء المجموعة الاقتصادية وتدهور الوضع الصحي في مصر».
والاثنين الفائت اوقفت السلطات المصرية وزير الزراعة صلاح هلال عقب قبول استقالته من منصبه وذلك في اطار تحقيقات في قضية فساد.
واتهمت النيابة العام الوزير المسؤول ومدير مكتبه في قضية تلقي رشوة لتسهيل استيلاء رجل اعمال على اراض مملوكة للدولة.
من جهة اخرى، أكدت المعلومات أن أسهم رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش مرتفعة لخلافة محلب، قياساً بنجاحه غير المحدود في إدارة وتنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، ولكن السيسي فضل الاحتفاظ به مؤقتاً، لاستكمال مشاريع التنمية الجارية بالمنطقة، ورجح مصدر رفيع "إمكانية الدفع به" مستقبلاً ربما عقب انتخاب البرلمان، لتبرز شخصية وزير البترول المهندس شريف إسماعيل، وتكلف بالتشكيل الجديد.
غموض البرلمان
انتخابياً، عاد الغموض ليسيطر على انتخابات البرلمان المقبل، إذ رجحت المصادر تأجيل الانتخابات المنتظر البدء فيها (17 و18) من الشهر القادم، وقبول دعوى قضائية أقامها ضابط جيش سابق، تُطالب بوقف الانتخابات لحين الفصل في دستورية المادة الحادية عشرة من قانون مجلس النواب المصري والتي تنص على «حرمان العســكريين من خوض الانتخابات».
يُشار إلى انسحاب تكتلات انتخابية من السباق على خلفية أحكام قضائية بعدم دستورية تقسيم الدوائر في بعض محافظات مصر، إضافة إلى إعادة الكشف الطبي على المرشحين، الأمر الذى اعتبرته الأحزاب المصرية ضعفاً من جانب الحكومة المستقيلة وعدم قدرة على مواجهة اللجنة العليا للانتخابات التي رضخت لأحكام القضاء المصري دون اعتراض أو نقض الأحكام.
داعش بالأزهر
في الوقت نفسه، كبلت القوات الأمنية المصرية يد تنظيم داعش داخل جامعة الأزهر، بعد أن كشف تقرير أعدته جهات أمنية عليا عن وجود 300 داعشي من بين الطلاب الوافدين على جامعة الأزهر هذا العام.
واتخذ التنظيم من جامعة الأزهر معقلاً له، بعد أن استطاع خلال الفترة الماضية تجنيد العديد من طلاب جامعة الأزهر بمصر، إضافة إلى حركة جماعة الإخوان، التي ينتشر أعضاؤها داخل جامعة الأزهر بشكلٍ مبالغ فيه.
وحصلت (اليوم) على معلومات بخصوص طلاب الإخوان داخل الجامعة، فطبقاً لمصادر أمنية خاصة، فإن كل عشرة من طلاب جامعة الأزهر يوجد بينهم اثنان على الأقل يؤيدون الفكر الداعشي أو الإخواني، الأمر الذى استدعى الجهات الأمنية في مصر إلى إعداد تقارير دورية بشأن الطلاب الدارسين والوافدين على جامعة الأزهر.
وكخطوة استباقية للأحداث، طالبت الجهات الامنية المصرية المسؤولين بالأزهر الشريف بتقنين حركة الوافدين، الذين يتعدى عددهم 30 ألف طالب من أكثر من 110 دول حول العالم، بعد أن كشفت تقارير أمنية سرية أن «طلاب الإخوان داخل جامعة الأزهر يُجندون الوافدين لصالح تنظيم داعش ويسهلون لهم مغادرة مصر إلى تركيا ومنها إلى سوريا».
حق الشهيد
بالتوازي مع ذلك، أعلنت القوات المسلحة المصرية أنها فقدت 4 من جنودها خلال العملية العسكرية التي تقوم بها في سيناء تحت مسمى «حق الشهيد»، كما أنها تمكنت من القضاء على 98 من العناصر التكفيرية التي تنتمي لتنظيم داعش.
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة إنها مستمرة لليوم السادس على التوالي في العمليات العسكرية التي تُجريها في مدن رفح والشيخ زويد والعريش عاصمة شمال سيناء، وإن القوات المشاركة فيها دمرت مخابئ ومعدات للمتشددين وألقت القبض على المئات منهم منذ بدء عملية حق الشهيد.
وأشادت بالدور الكبير الذي قام به الأهالي في مساعدة القوات المسلحة خلال العمليات، التي أدت إلى مقتل 134 إرهابيا في العريش والشيخ زويد ورفح وتدمير 171 مقراً وتفكيك 46 عبوة ناسفة وتدمير 15 عربة و100 دراجة نارية و6 مخازن أسلحة.
## رئيس الوزراء الجديد في مصر ##
شريف إسماعيل رئيس الوزراء الجديد، تخرج في كلية الهندسة قسم الميكانيك جامعة عين شمس، عام 1978، وعمل مهندساً في البحث والاستكشاف بشركة موبيل منذ عام تخرجه حتى عام 1979، وكان يعمل منذ عام 1979 حتى عام 2000 مهندساً بشركة إنبي حتى وصل إلى منصب مدير عام الشؤون الفنية وعضو مجلس إدارة. تولى شريف إسماعيل منصب وكيل وزارة لمتابعة عمليات البترول وشؤون الغاز من عام 2000 حتى 2005، ثم عين رئيساً للشركة القابضة للغازات "أيجاس" حتى عام 2007 بعدها ترأس شركة جنوب الوادي القابضة للبترول من عام 2007 حتى 2013.
في 16 يوليو من العام 2013 قرر حازم الببلاوي رئيس الوزراء الأسبق تعيين شريف إسماعيل وزيراً للبترول والثروة المعدنية، خلفا لشريف هدار. وظل في منصبه مع حكومة الببلاوي وحكومتي محلب الأولى والثانية، وهو متزوج ولديه بنت وولد، ويبلغ من العمر 60 عاماً.
في آخر تصريح له كوزير للبترول أكد أن خطته تستهدف تكثيف أعمال البحث عن البترول والغاز من خلال طرح المناقصات العالمية، وتوقيع اتفاقيات بترولية لزيادة معدلات الاحتياطي والإنتاج من الزيت الخام والغاز الطبيعي. وأعلن أخباراً سارة للمصريين عن وجود اكتشافات بترولية جيدة في مختلف مناطق مصر البرية والبحرية عقب اكتشاف حقل الغاز الكبير في البحر المتوسط. وأضاف، أن العمل على زيادة الإنتاج، يواكبه تنفيذ مشروعات التطوير والإحلال والتجديد للبنية الأساسية الخاصة بتخزين وتداول المنتجات البترولية لزيادة طاقات التخزين وتحقيق سرعة وانسيابية وصول المنتجات البترولية للسوق المحلي، إلى جانب تنفيذ مشروعات تطوير محطات تموين وخدمة السيارات، باعتبارها من أهم عناصر منظومة الخدمات التي يقدمها قطاع البترول ويحرص على تطويرها وتحسينها بما يليق بالمواطن المصري في إطار العمل الدؤوب على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.